آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:08 ص

اخبار وتقارير


تحليل- #الحـوثي يناور في السويد لالتقاط انفاسه في الحديدة

الأربعاء - 05 ديسمبر 2018 - 04:54 م بتوقيت عدن

تحليل- #الحـوثي يناور في السويد لالتقاط انفاسه في الحديدة

كتب/ وائل القباطي

هبط وفد مليشيات الحوثي مساء أمس في مطار العاصمة السويدية ستوكهولم، قبل يوم كامل من وصول وفد الشرعية، رغم أن المسافة هي ذاتها الى جنيف التي رفضت مليشيات الحوثي ركوب الطائرة الأممية إليها في 6 سبتمبر الماضي، عقب وصول وفد الشرعية إليها.
اقل من 3 أشهر هي المدة الزمنية بين المحادثتين، لكن الموقف الحوثي تباين كثيرا مؤخرا، فما الذي استجد؟، اذ ان مناورة نقل العشرات من جرحى المليشيات الحوثية إلى مسقط للعلاج، لم تكن سوى حجة غير مقنعة لرفض مشاورات أممية يقودها المبعوث الأممي بريطاني الجنسية، مارتن غريفيث.
واذا ما عرجنا على توقيع ملف الأسرى والمعتقلين فالمؤكد أن ضغوطا دولية وإقليمية واراء استجابة مليشيا الحوثي لقبول مبادلتهم باضعاف العدد من الأسرى الحوثيين، ناهيك عن الزمنية قرار مجلس الأمن بإطلاق وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب ومحمد قحطان، حيث تلقت أسرة الصبيحي منذ أسابيع، أول اتصل منه بعد ٤ أعوام من أسره.
بالعودة إلى الوضع ميدانيا واستعراض خارطة السيطرة على الأرض وخصوصا في مدينة الحديدة، كانت القوات المشتركة مدعومة بالتحالف العربي، حتى مطلع سبتمبر الماضي قبل محادثات جنيف مازالت في محيط المطار واستكملت عملية تأمين مديرية الدريهمي البوابة الجنوبية للمدينة فيما يفصلها عن ميناء الحديدة عشرات الكيلومترات.
عقب فشل محادثات جنيف الأخيرة، وفي 12سبتمبر نفذت قوات العمالقة مدعومة بقوات برية إماراتية عملية توغل واسعة في مدينة الحديدة، عقب سقوط كيلو 16، وصولا إلى قطع خط صنعاء الحديدة،، واستمر التقدم إلى مشارف ميناء الحديدة التي بات يفصلها 2 كيلو متر فقط عن سقوطها من قبضة الحوثيين واحكام تطويق المدينة، حينها سجلت الامم المتحدة اقوى تدخل لايقاف المعارك تمثل بزيارة قيادة أممية رفيعة بتنسيق حوثي للمدينة والميناء، اعقب ذلك وصول المبعوث غريفيث الى الميناء وإعلان هدنة عسكرية في المدينة.
اليوم عقب وصول الأطراف اليمنية إلى السويد، لا تلوح في الأفق اي بوادر لتحقيق اختراق قوي في جدار الحرب اليمنية المستمرة منذ ٤ اعوام، حيث تعد محادثات السويد هي رقم 5 في مرثون محادثات السلام اليمنية الفاشلة، ففيما تتضاعف فاتورة استعادة الحديدة على الحكومة الشرعية والتحالف، يناور الحوثيين في الغرف المغلقة برعاية أممية ويحشدون قواتهم الى الحديدة، مستغلين عامل الوقت لتلغيم المدينة وتعزيز دفاعاتهم فيها.
وعقب استيلاء مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء في 2014 عملت على إجهاض الجهود الأممية واستغلالها للانقلاب على السلطة وهو ما دفع جمال بن عمر أول مبعوث أممي للاستقالة، لتعقب ذلك 4 محادثات سلام تم إجهاضها من قبل الحوثيين، بدء بمباحثات ديسمبر 2015 في جنيف التي انتهت بعد رفضهم الإفراج عن الصبيحي والاسرى، واعقبها في يناير 2016 جنيف 2 تأجلت بسبب عدم وقف الحوثي إطلاق النار، وفي أبريل 2016 توقفت المحادثات الأطول في الكويت بعد 4 اشهر عقب رفض الحوثيين الانسحاب من مدن رئيسية بينها صنعاء قبل محادثات تشكيل حكومة بمشاركتهم، وفي سبتمبر 2018 انفضت محادثات جنيف 3 بعد انتظار وفد الحوثيين ثلاثة أيام دون مغادرته صنعاء، سلسلة الاجهاضات تلك لا تترك مجالا لاي توقعات بحسن نوايا الحوثيين هذه المرة.