آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 02:21 م

اخبار وتقارير


تقرير خاص- أبرز نقاط الخلاف التي تهدد بافشال #محادثات_السويد

الإثنين - 10 ديسمبر 2018 - 10:40 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- أبرز نقاط الخلاف التي تهدد بافشال #محادثات_السويد

عدن تايم -ماجد الداعري

يهمن الفشل على مشاورات السويد اليمنية، والتي اكملت يومها الخامس على التوالي، دون تمكن وفدي الحوثيين وحكومة الشرعية اليمنية من التوصل إلى أي اتفاق نهائي يذكر حتى الساعة على أي من القضايا الإنسانية وإثبات حسن النوايا بما فيه ملف تبادل إطلاق كافة الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين.
بعد اكتفاء الجانبين،امس الاحد،بتبادل آلية أولية لاطلاق سراح 200فقط من الجانبين رغم التوقيع مسبقا على اتفاق شامل إطاره العام يقضي بتبادل كافة الأسرى والمعتقلين والمخفيين والمختطفين عبر الصليب الاحمر وبرعاية الأمم المتحدة وذلك قبل يومين على انطلاق مشاورات استوكهولم المتعثرة في يومها الخامس وغير القادرة حتى على حسم آلية إتفاق إنساني حول ضرورة إعادة تشغيل مطار صنعاء لأغراض ودوافع إنسانية بعد اشتراط وفد حكومة هادي تفتيش الطائرات قبل اقلاعها اومرورها بمطاري عدن أو المكلا لإجراء التفتيش ورفض وفد صنعاء لذلك الشرط باعتباره لايختلف عن تفتيش مطار بيشة السعودي حسب ماقاله كبير مفاوضيهم محمد عبدالسلام، أمس الأول،لقناة الجزيرة،وقبل أن يرد عليه رئيس وفد حكومة الشرعية خالد اليماني بإعلانه ان مطار عدن هو المطار الرئيسي لليمن،مطلقا بذلك آخر طلقه في نعش الآمال   الإنسانية بامكانية إعادة افتتاح مطار صنعاء أمام الرحلات في ظل كل فضائح الفساد المنكرة والممارسات البلطجية الغير مسبوقة التي يتعرض لها المسافرون على متن اليمنية من مطار عدن بمن فيهم الجرحى والمرضى وكبار السن نتيجة التلاعب الفاضح بمواعيد رحلاتهم وتاخير حجوزاتهم لصالح من يدفع أكثر.

بعد الحل السياسي باليمن 

وتؤكد كل المؤشرات القادمة من استوكهولم ان الحل السياسي مايزال في حكم العدم واحتمالية إيقاف الحرب ماتزال هي الأخرى بعيدة المنال لعدم استعداد  طرفي الحرب التفريط بأي منجز از خطوة كسبوها على الأرض اليمنية المحروقة ويلا وصفا ودمارا طيلة أربع سنوات من الجنون التدميري المتبادل.
وبموجب ذلك الفشل المتلاحق لوفدي المشاورات التمهيدية المفترضة بالسويد لوقف الحرب وبناء عوامل ثقة متبادلة لتهيئة الاجواء لاجراء مفاوضات سلام يمنية شاملة بمشاركة الإنتقالي الجنوبي وبقية الاطراف السياسية والعسكرية والمجتمع المدني والشباب والمرأة باليمن،وكان من المتوقع أن تجري برعاية أممية في شهر يناير المقبل بالكويت التي رحبت باستضافتها وأكد أميرها ،الأحد،من قمة الخليج العربي ال39 بالرياض ترحيب بلاده ودعمها للحل السياسي باليمن.
ومن هنا يمكم الجزم ان  السلام باليمن لن يتحقق فعلا، دون الجنوب،وكما جاء في أهم عناوين بيان البراءة المسبق للمجلس الانتقالي الجنوبي قبل يومين.

أبرز نقاط الخلافات المستمرة!

طالب وفد صنعاء القادم من اليمن إلى مشاورات السويد،بالإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين والمعلن عن عددهم سابقا (1600-600) ودون استثناء وأصر الوفد حكومة الشرعية القادم من الرياض  على أن يسبق تنفيذ الصفقة تبادل كشوفات أسماء المفرج عنهم حتى بطمئن من إطلاق كبار قادته الأسرى والمعتقلين والمختطفين وبمن فيهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وناصر منصور هادي شقيق الرئيس واللواء فيصل رجب والسياسي الاصلاحي محمد قحطان وكذلك جثة وأولاد واقارب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح،وهنا عاد وفد الحوثيين إلى التأكيد بالتزامهم بالإفراج عن جميع من لديهم من أسرى ومعتقلين وغيرهم من الموقوفين على ذمة الصراع وتداعياته السياسية والأمنية ولكن بالمراحل الأخيرة من آلية دفعات التبادل التي أصر عليها وفد حكومة هادي وبعد تاكدهم من أن عملية الإفراج عن اسراهم سارت بعفوية ودون انتقائية لتبقى الخلافات مستمرة حول مصير جثة صالح بعد موافقة وفد الحوثيين على إطلاق أقارب صالح ضمن دفعات الأسرى والمعتقلين لديهم خلافا لجثته التي أصروا على دفنها بعد مقتله بأيام قليلة.

القضايا الأكثر خلافا!

ولعل القضايا الأكثر خلافا بين متفاوضي السويد هي المتملة بالحديدة ووقف الحرب والحصار على تعز وتحييد إدارة وعمل البنك المركزي وتوحيد فرعيه بصنعاء وعدن وموارده بحيث تعوظ لتوزع على جميع اليمنيين ومنها صرف المرتبات لكل الموظفين بالجمهورية دون استثناء از استئثار كما هو عليه الحال اليوم.
وأكدت مصادر إعلامية وتصريحات لأعضاء بوفدي المشاورات أن الجانب الحكومي واصل تمسكه واصراره على ضرورة التقييد بالمرجعيات الثلاث فيما يخص ايقاف العمليات العسكرية ومنها معركة الحديدة وبقية الجبهات مالم يقبل الحوثيين بالانسحاب منها وتسليم أسلحتهم للقوات الحكومية دون قيد وشرط وإنهاء الحصار على تعز كبوادر حسن نية وهو مارفضه بشدة وفد صنعاء واعتبروه استسلاما يخالف وقائع انتصاراتهم وصمودهم على الأرض،مطالبين بوقف القتال وتحييد الحديدة ومينائها عن الصراع لدوافع  إنسانية تتعلق بالمساعدات التي يعتمد عليه اليوم قرابة ثلثي الشعب اليمني المصاب بمجاعة غير مسبوقة بالعالم وعلى أن يبقى تحت إدارة السلطات المحلية بالحديدة وإشراف الأمم المتحدة التي خرجت بعدها بمبادرة حاسمة قدمتها للطرفين تطالب بوقف كل العمليات العسكرية،بمافيها الغارات الجوية وإطلاق الصواريخ وإرسال التعزيزات إلى الحديدة وتجنيب مينائها وميناءي الصليف ورأس عيسى أي مواجهات على أن تسلم إدارتها للجنة عسكرية مشتركة كل الاطراف وتحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة، وهو مالم يتضح بعد مواقف الطرفين النهائيين من تلك المبادرتين الأمميتين التي قضت إحداهما بتجنيب الطرفين لتعز أي تصعيد او عمليات عسكرية أيضا 


تجاهل تغييب الجنوب بمشاورات السويد


وفي ظل مراوحة الفشل على كافة ملفات مشاورات جنيف يحرص الجانبين على تجنب الحديث عن تغييب الجنوب والقضية الجنوبية عن مشاورات السويد خاصة بعد تأكيد السفير البريطاني لدى اليمن أن الجنوبيين سيكونون حاضرين في المفاوضات الحقيية المقبلة باعتبار أن مشاورات جنيف ليست أكثر من مشاورات تمهيدية لوقف الحرب وبناء عوامل ثقة تمهد لإجراء مفاوضات سلام شاملة تحضرها جميع القوى اليمنية ويشارك فيها كافة الأطراف السياسية بمن فيهم المجلس الانتقالي الجنوبي. وهذا مايعني فشل كل محاولات التغييب المتعمدة للجنوبيين وقضيتهم السياسية العادلة ووفقا لثقلهم السياسي والعسكري المسيطر اليوم على الأرض الجنوبية. 

فشل مقترح تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة!

وفشل مقترح لوفد الحوثيين بتشكيل لجنة اقتصادية مشتركة من الجانبين برئاسة شخصية اقتصادية وطنية محايدة لإدارة الملف الاقتصادي بمافيه البنك المركزي وتوحيد فرعية وموارده. واكد عضو بوفد التفاوض القادم من صنعاء أن ضغوط من هادي وحكومته دفعت أحمد غالب عضو اللجنة الإقتصادية لحكومة الشرعية والرئيس الاسبق لمصلحة الضرائب،من القبول بتولي رئاسة اللجنة الاقتصادية المشتركة.
واعتبر متابعون واقتصاديون أن افشال الحكومة لمقترح تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة لإدارة بنك مركزي حقيقي موحد ورفضها لقبول وفد الحوثيين بشخصية في صفها وعضو بلجنتها الاقتصادية التي يرأسها حافظ ميعاد،يعد خير دليل على تجاهلها وعدم مبالاتها بكل الأزمة الإنسانية والمجاعة التي تحدق اليوم   بقرابة ثلثي الشعب اليمني واصرارها على الاستمرار بالاستئثار بمقدرات الوطن والعبث بخيراته دون حسيب أو رقيب وعلى حساب كل ملايين الجياع والمرضى والمنكوبين بويلات الحرب والدمار.

تحييد أممي لإدارة البنك المركزي 

وافادت أنباء وتقارير إعلامية أن الأمم المتحدة تسعى،وبتوافق أولي من طرفي مشاورات السويد الفاشلة، لتحييد عمل وادارة البنك المركزي اليمني وعزله عن كل طرفي الحرب والصراع باليمن،وخاصة في ظل الاتهامات الموجهة لحكومة الشرعية بالفشل في ادارة وتفعيل عمل بنك مركزي بعدن والايفاء بالالتزامات المحلية والدولية المتعلقة بالبنك،سيما بعد خروج نتائج الفشل الإداري  البنك إلى العلن ووصول فضائح  الفساد ونهب المال العام والعبث بالعملة من خلال طباعة ترليوني ريال دون غطاء نقدي او موافقة برلمانية مفترضة قانونيا ودستوريا والتسبب بكارثة الانهيار المصرفي غير المسبوق بسعر صرف العملة المحلية أمام  العملات الأجنبية الأخرى.واوصخت المعلومات الأولية أن الأمم المتحدة قد تلجأ إلى الاستعانة بخبراء اقتصادييين ومصرفيين تابعين للأمم المتحدة لتولي مهام الإشراف على عمل فريق مشترك سيتولى إدارة البنك المركزي وعملياته الخارجية خصوصا ولو من خارج اليمن مالم يتوافق طرفي المشاورات  على تشكيل لجنة اقتصادية انقاذية مشتركة وباعتبار ذلك أحد أهم الشروط الدولية المطروحة وكذلك  من صندوق النقد والبنك الدولي لتقديم الدعم والتعامل مع بنك مركزي باليمن في ظل التغييرات الغير معترف بها من المجتمع الدولي وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول،بشرعية وقانونية إجراءات نقل مقر البنك المركزي بصنعاء وتغيير محافظه الأسبق محمد بن همام دون استيفاء أي من الشروط الاستثنائية المحددة لرئيس الجمهورية لتغيير محافظ جديد للبنك المركزي المتمتع بسلطة مستقلة وحيادية إدارية 

قانونية.


غياب التوافق على الحل السياسي


ويعتبر الملف السياسي والمطالبة المستميتة من وفد صنعاء بضرورة انتقال الحكم إلى سلطة انتقالية من أكثر ملفات وقضايا المشاورات المتعثرة خلافا بين الجانبين اذا يرفض الوفد الحكومي أي حديث عن انتقال السلطة والرئاسة ويعتبره مخالفا لمرجعيات الحل رغم زعم وزير الثقافة عضو المشاورات الحكومية مروان دماج استعداد الحكومة لدفع ضريبة السلام الذي لايبدو أن التوصل إليه أمرا واردا في ظل مواصلة فشل التوصل إلى أي توافق يذكر على أي كم القضايا بمافيها وقف معركة الحديدة التي رفضت الحكومة خامس أيام المشاورات حتى فكرة الأمم المتحدة بايفاد قوات حفظ سلام لتجنيبها ويلات الحرب والدمار وتداعياتهما على  الوضع الإنساني باعتبار ذلك إنتهاك للحق السيادي للدولة  في السيطرة على أراضيها حسب دماج  نفسه الذي يجهل أن حكومته الفندقية مغيبة عن كل الواقع اليمني ولاتمتلك حتى موطئ قدم آمن لاقامتها بالداخل.