آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

إجتماعيات


كلمات مُعبرة ومؤثرة كتبها قيادي في الانتقالي في رثاء المناضلة زهرة صالح

الإثنين - 14 يناير 2019 - 08:29 م بتوقيت عدن

كلمات مُعبرة ومؤثرة كتبها قيادي في الانتقالي في رثاء المناضلة زهرة صالح

عدن تايم / خاص

رثا القيادي في المجلس الانتقالي ومساعد الامين العام فضل محمد الجعدي المناضلة الفقيدة زهراء صالح بكلمات مؤثرة ومعبرة ،، ولروعة الكلمات وبساطة المعاني وصدق المشاعر ننشرها كما جاءت في الكتاب الذي صدر وتم توزيعه اليوم في الحفل التأبييني للمناضلة الرحلة زهرة صالح ..

نص الكلمة :

*"زهرة صالح حكاية مناضلة قهرت الصعاب لتضع دروس وبصمات خالدة في الانتماء و حب الوطن "*
*********************

*لا يعلم المرء من اين يبدا عندما يتعلق الامر بالحديث عن رمزاً من رموز الثورة و علماً من اعلام الوطن، تعجز الكلمات وتندر المعاني في توصيف مكانة وقدر مثل اولئك الرحالون فما بالنا والحديث هنا عن مناضلة بحجم المناضلة الجسورة الراحلة زهرة صالح التي رحلت في غفله عنا ولازلنا حتى اللحظة غير مستوعبين انها قد فارقتنا، سنكتب عن حكايتها ونعلم اننا لن نكتب شيء من قصتها سنكتب ونحن نعلم اننا مهما قلنا او كتبنا سنظل عاجزين ومقصرين في ايفاء و انصاف قدر ومكانة تلك الهامة الوطنية الراحلة*

*وقبل ان نخوض في سيرة المناضلة الحافلة وتاريخها المرصع بالمواقفها العظيمة سنعرج اولا على وقع وهول الفجيعة التي حلت بنا لحظة سماع نبأ رحيل المناضلة الفجائي والتي كان وقعه علينا صادماً ومزلزلا امتزجت خلاله كل مشاعر الحزن والالم والاسئ والاسف والحسرة خصوصاً والرحلة في قمة عطاءها وفي ذروه كفاحها وفي اوج عنفوانها المتوقد بحب وعشق الوطن والتي كانت امتداداً لمشوار ومراحل ومحطات كفاحية ونضاله طويلة ..*


*لقد حرصت فقيدتنا الراحلة على التمسك بمواقفها ومبادئها الوطنية، بالرغم من الصعوبات والعقبات التي واجهتها في كل مراحل حياتها الكفاحية، حيث كانت الفقيدة من اوائل المناضلين والمناضلات بل كانت من القلة القليلة من نساء وحرائر الجنوب الذين كان لهم شرف الالتحاق والتقدم في الثورة الجنوبية من الوهلة الاولى بإنطلاق شراراتها مسجلاً اسمها بأحرف من ذهب ضمن قوائم الاحرار والحرائر الذين ثاروا على الظلم وانتفضوا ضد الاستبداد والاستعباد وكان لصوتها وكلماتها الهادرة وجولاتها وصولاتها العابرة الاثر الكبير في استنهاض النفوس وشحذ الهمم وتشمير السواعد عند الجماهير والثوار لمجابهة الظلم والعدوان والتصدي لقوى الغطرسة والطغيان فكانت بذلك مثالاً وعنواناً للشجاعة والبسالة والاقدام..*


*كانت الفقيدة المناضلة الجسورة زهرة صالح مؤمنها بقناعاتها عنيدة في طرح آراءها ، صلبة في مواقفها المتعصبة للوطن ، وفيه للشهداء الذين عاهدتهم على المضي على دربهم حتى تحقيق اهدافهم وآمالهم التي وهبوا ارواحهم لأجلها..*


*وبالرغم من مواقفها الصلبة التي لا تقبل ان يجادلها فيها احد وذلك لعشقها وهيامها للوطن الا انها لم تجعل من الاختلاف او التبائن عائقاً في علاقتها مع الغير سوا اولئك الذين رافقوها طوال مراحل كفاحها او اؤلئك العابرون الذين صادفتهم في مسيرتها الكفاحية فقد كانت الفقيدة تمتلك علاقات اخوية و وديه مع كل من عرفها وكان الجميع يحمل لها كل مشاعر التقدير والاحترام فقد كانت أم للشباب الثائر واخت للثوار الاحرار وقائدة ومرشدة للماجدات من الثائرات الحرائر..*


*لقد واجهت المناضلة الجسورة زهرة صالح العديد من العقبات والعثرات طوال مشوار مسيرتها الكفاحية وكانت في كل مرة تفاجئ الجميع بتجاوزها وتخطيها لكل تلك العقبات والعثرات لتزداد قوة وصلابة وتوقداً واشتعالاً وحماساً ، لم تثنيها قيود السجون والمعتقلات بل زادها ذلك ايماناً بعدالة قضيتها ولم تخيفها رصاصات الموت الموجهة الى صدور المتضاهرين سلمياً في مرحلة الكفاح السلمي فكانت في مقدمة الصفوف ، غير ان ما لم يتوقعه الجميع وما لم يكن في حسبان احد هو ان تعجز الاصابة والإعاقة التي اصابت فقيدتنا والتي حرمتها نعمة الحركة والتي ظن الجميع انها ستكون خاتمة لمسيرة المناضلة غير ان المناضلة فأجئت الجميع عندما قهرت الاصابة والإعاقة وظلت صلبة قوية تصدح بصوتها من على ذلك الكرسي النقال الذي لم يكن ليحول بينها وبين ما آلفت وتعودت عليه الفقيدة في ممارستها لنشاطها الثوري الذين كان لها بمثابه الاكسجين الذي يدب فيها الحياة والامل الذي يمدها بالصمود والمقاومة لتحقق هدفها المنشود في وطن حر ومستقل يصون حق ابنائه ويكفل لهم عزتهم وكرامتهم ويؤمن لهم رغد العيش والحياة الكريمة..*


*لم تكن كل الظروف العصبة التي مرت فيها زهرة صالح لتحول بينها وبين تأديه واجبها تجاه قضيتها ووطنها او تثنيها عن عهدها لزملائها ورفاق دربها و للشهداء الابرار الذين سقطوا لاجل الهدف المشترك الذين ناضل الاحرار والثوار بغيه تحقيقه كل تلك الظروف والمعاناة لم تفلح في ايقاف قطار زهرة صالح الذي تصدى لكل الضربات وتخطى كل العقبات والعثرات ليقطع كل المسافات حتى بات قاب قوسين او ادنى من الوصول الى اخر المحطات ، لم تفلح كل الظروف في قهر الفقيدة حتى جاء الموت وهو المصير الذي لا مناص منه ليضع حد لمسيرة مناضلة جسورة وعظيمة قلما نجد مثيلاً لها في هذا الزمان..*


*كأنما هو قدرنا ان نودع رفاقنا واصدقائنا الى مثواهم الاخير ، دون ان يعيشوا للحظة التي ناضلنا وكافحنا من اجلها، اللحظة التي قدمت الفقيدة من اجلها كل ما تملك في سبيل ان تشاهدها حقيقة ماثلة امام عيناها بعد ان ظلت لسنوات طويلة حلماً يراودها، هي الاقدار ولا مرد لها الاقدار التي اصطفت روح الفقيدة لتصعد بها الى بارئها قبل ان يغدو ذلك الحلم حقيقة..*


*رحلت عنا الفقيدة المناضلة زهرة صالح لكنها بدون شك وان رحلت الا انها تركت خلفها دروساً في الانتماء والولاء وحب الوطن ومواقف بطولية ستظل عالقة في اذهان كل من عرفها وعايشها ورافق مسيرتها وبكل بساطة تركت خلفها بصمات خالدة ستتناقلها الاجيال جيل بعد جيل..*


*رحم الله الفقيدة المناضلة زهرة صالح وغفر لها واسكنها فسيح جناته..*