آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 12:59 م

تحقيقات وحوارات


منسق البرنامج الوطني للألغام لـ"عدن تايم": دمرنا 300 ألف لغم وقدمنا 80 شهيد ومصاب

الجمعة - 15 فبراير 2019 - 04:42 م بتوقيت عدن

منسق البرنامج الوطني للألغام لـ"عدن تايم":  دمرنا 300 ألف لغم وقدمنا 80 شهيد ومصاب

حاوراه / فاطمة العبادي _ صابر حليس


يشغل البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام أهمية كبيرة للدور الذي يقوم به أثناء وبعد الحرب في كافة المحافظات اليمنية، حيث استطاع تدمير أكثر من 300 ألف لغم توزعت مابين ألغام فردية وألغام مضادة للعربات كذلك بحرية و قوات ناسفة مختلفة الأشكال سواء مزودة بالكاميرات أو عبارة عن عبوات ناسفة عبر جسام مختلفة .
ويعمل البرنامج اليوم على مسح واستكشاف المناطق الملغمة واستخراج كميات كبيرة منها كذلك توعية المواطنين بمخاطر الألغام
واجرت صحيفة "عدن تايم" حوار مع صالح الشاعري منسق البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام لمعرفة إمكانيات البرنامج الذي يعمل في مناطق الصراع على أشارات مع المواطنين لتحديد الاماكن التي زرعت فيها الألغام ليكملوا الدور الصعب للبرنامج وكذا يعمل بالتنسيق والعامل مع البرامج الإنمائية والمشروع السعودي مسام , لتطهير مناطق كبيرة من الأراضي اليمنية .



*بداية عرف قراء "عدن تايم" عن مهام البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام؟
_البرنامج هو مؤسسة وطنية يقدم مهام وأنشطة حكومية لمساعدة المدنيين في المناطق المتأثرة بالألغام ومخلفات الحب بشكل عام .
وتم تأسيس البرنامج الوطني في عام 1998 تحت مسمى اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام و أيضا المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام كمؤسسة تنفيذية .
أتت اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام بناء على انتشار كثيف للألغام وإصابة عدد كبير للمواطنين في المناطق التي دارت فيها حروب وصراعات في أماكن مختلفة من اليمن.


*كيف تأسس البرامج الوطني للتعامل مع الألغام ؟
أتى في الفترة التي عقبت الحروب التي مرت فيها اليمن وتزايد أعداد الضحايا فكان من اهتمامات الحكومة طلب المساعدة للتخلص من الألغام , ووقعت اليمن ضمن الدول المشاركة على اتفاق "ايتاوا" الذي ينص على عدم استيراد وتدمير مخازن الأسلحة من الألغام الأرضية بشكل عام وإبقاء أنواع معينة منها بهدف التدريب على كيفية النزع , ومن هنا أتت فكرة إنشاء المركز والبرنامج بدعم الأمم المتحدة للتخلص من الألغام مقابل التزام ببنود اتفاقية ايتاوا .


*ما هو نشاطكم منذ بدء انطلاق البرنامج في اليمن ؟
المسح والنزع والتطهير وجمع القذائف بشكل عام و تقديم المساعدات الصحية للضحايا من مخلفات الحرب بشكل عام أي ضحايا حوادث الألغام ,و التوعية من مخاطر الألغام من خلال إشراك المجتمعات المتأثرة باختيار مجموعة من نشطاء المديريات والمناطق المتأثرة وتدريبهم على كيفية دور التوعية في إيصال الرسالة .

*ما هي المناطق التي كانت أكثر عرضة لزراعة الألغام ؟
الحرب تركت وخلفت ومازالت هناك العديد من المناطق التي لم تصلها فرق التطهير , والأكثر عرضة للألغام هي عدن ولحج وشبوة والضالع والبيضاء ومأرب والساحل الغربي وتعز والحديدة والجوف وحجة وصعدة كل هذه المناطق تنتشر فيها الألغام بشكل كبير وقدرت الألغام التي زرعت فيها أكثر من مليون لغم .

*هل الألغام التي تم انتزاعها تشير إلى الحرب الأخيرة أم كانت موجودة مسبقا؟
في 2007 أعلنت اليمن أنها منطقة شبة خالية من الألغام لان البرنامج حينها استطاع تدمير كل الألغام الموجودة حينها من مخلفات الحروب السابقة .
واليمن لم توجد فيها ألغام بحرية إنما في حرب 2015 انتشرت الغم بحرية وهذه أول مره تظهر في اليمن , وكان انتشارها خصيصا في الساحل الغربي ومحافظة تعز والحديدة .


*كم عدد الألغام التي نزعت من أراضي اليمن كافة؟
إخواننا في البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام يوجد معهم فرق تعمل وفرق مشتركة ضمن مشروع مسام التابع للسعودية وهو مشروع لنزع الألغام وكذلك الفرق المرافقة مع قوات التحالف تقوم أيضا بنزع وتطهير المناطق .
وكمية الألغام التي تم نزعها من قبل البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام والتي يعتبر هو المشرف الرئيسي على تدميرها إلى ألان أكثر من 300 ألف لغم توزعت ما بين ألغام فردية وألغام مضادة للعربات كذلك بحرية و قوات ناسفة مختلفة الأشكال سواء مزودة بالكاميرات أو عبارة عن عبوات ناسفة عبر جسام مختلفة .

*في البلدان المحررة كيف يتم استكشاف أماكن الألغام وتحديد موقعها؟

الألغام الأرضية زرعت بشكل عشوائي وبطريقة غريبة جدا , بحيث انه لا توجد خرائط في المناطق التي خرجت منها الحوثيين , حيث زرعت ألغام بشكل عشوائي والصعوبة هنا تكمن في عدم وجود خرائط لهذه الألغام , ويتم التعامل معها بصعوبة .
وتتم العملية بخبرة عناصر البرنامج من خلال تحديد المناطق المشتبهة ولمناطق التي دارت بها مواجهات عسكرية بالإضافة إلى الحوادث التي تظهر في هذه لمناطق .


*ما هي الصعوبات التي واجهتكم في انتزاع الألغام ؟
أولا مقارنة بالمساحات الشاسعة التي زرعت فيها الألغام فهي تحتاج إمكانيات كبيرة وعربات نقل وعربات لفرق النزع والتطهير ومحتاج مساعدات صحية وطبية لفرق النزع والتطهير وبحاجة إلى تزويد البرامج بأجهزة ومعدات حديثة تستطيع من خلالها الوصول إلى الأعماق كثر .
وهو بحاجة إلى إعادة تأهيل وتدريب فرق التطهير والكادر العامل ودعم البرنامج بشكل عام , إضافة إلى ذلك دعم مشاريع التوعية لأنها تساعد إلى حد كبير في توصيل بلاغات وإشارات المجتمع المدني من خلال توصلهم مع فرق التوعية وكذلك خلق علاقة ممتازة مع فرق النزع والتطهير .


*ما هو مخططكم القادم لانتزاع الألغام ؟
يعمل لبرامج الوطني بالتنسيق والعامل مع البرامج الإنمائي وكذلك مع المشروع السعودي مسام لنزع الألغام , ونحن نضع خطط لزيادة عدد فرق النزع والتطهير في الساحل الغربي ومحافظة لحج وشبوة والجوف ومأرب و صعدة لان هناك مساحات شاسعة تحتاج إلى تدريب وتأهيل كوادر مدنية محلية من اجل المساهمة في نزع وتطهير هذه المساحات لأنها كبيرة جدا وتحتاج وقت كبير .


* كيف تتعاملون مع المناطق الملغمة بشكل كلي ؟

يتم التعامل مع المناطق الملغومة بشكل كبير حيث أن المناطق التي تنتشر فيها ألغام يتم فتح ممرات فيها خاصة المناطق السكانية وتامين المدارس والمنشئات الصحية التي تعطى لها الألوية أيضا محطات المياه والكهرباء من اجل تامين عودة النازحين إلى مناطقهم ومديرياتهم . ولكن هناك صعوبات كثيرة بحيث انه لازالت توجد مناطق على خط النار ومازالت خطرة وأحيانا يصعب وصول فرق النزع والتطهير إليها , والوقت ألان لا يسمح أن تزال كل الألغام الموجودة نتيجة استمرار الحرب وزيادة كميات زراعة الألغام بشكل كبير حيث لازالت مستمرة وتستهدف فرق النزع والتطهير أثناء عملها .

* هل تملكون معدات وخبراء بالقدر الكافي لانتزاع كافة الألغام من أراضي اليمن ؟
يوجد لدينا أكثر من 36 فريق للنزع والتطهير منتشرين في مناطق مختلفة من المناطق التي توجد فيها ألغام بشكل كبير سواء في شبوة , بيحان , عسيلان , مأرب الجوف , تعز , الساحل الغربي , لحج , وتعمل هذه الفرق على قدم وساق .
البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام يمتلك كوادر فنية وإدارية مؤهلة ولكن لفقدان البرامج الكثير من الكوادر خلال السنوات الماضية حين وصل الذين استشهدوا أكثر من 80 شهيد ومصاب من أفراد البرامج لهذا فهو بحاجة إلى تأهيل كوادر محلية ودعمها بمعدات وإمكانية يستطيع من خلالها القيام بعمله على أكمل وجه واكبر قدر ممكن .



* بالنسبة للإطار التوعوي كيف يتم توعية المواطنين من مخاطر الألغام والعبوات الناسفة ؟

تمثل التوعية أهمية كبيرة في هذا الوضع بالتحديد , ونحن نعمل على قدم وساق في تدريب وتأهيل متطوعي منظمات المجتمع المدني من خلال دورات تدريبية نعقدها بدعم وتمويل من منظمة الطفولة اليونيسيف الذي لها جهد في دعم لهذه الحملات , ونحن خلال 2015 حتى ألان تم تنفيذ أكثر من مليون مستفيد في التجمعات السكانية في المناطق التي تنتشر فيها الألغام ومازالت فرقنا تعمل في الميدان في الساحل الغربي وفي محافظة شبوة وأيضا في مديريات محافظة تعز وفي مأرب , التوعية لها دور في تقليل ضحايا الحرب ونشر الوعي وتعريف الناس بالسلوكيات الآمنة .

*كيف استطعتم استخراج الألغام من مواقع الساحل الغربي كونها مزارع حقول وصحراء ويسهل فيها زراعه الألغام الحوثية ؟

من خلال توصيل بلاغات لفرق النزع والتطهير وبحكم إن المجتمع المدني المشارك في التوعية هم من نفس فرق النزع والتطهير وهذا ساعد إلى حد كبير , واستطعنا خلال شهرين في الساحل الغربي من نزع 450 لغم في فترة قياسية بناء على البلاغات الواصلة .
إلى جانب الدور الذي أدته فرق الهندسة بقوات التحالف و فرق النزع والتطهير للبرنامج الإنمائي للتعامل مع الألغام استطاعت من خلال التعاون والتنسيق القائم بين فرق البرنامج وقوات التحالف المتواجدة في الميدان والمقاومة بناء على البلاغات والمعلومات التي تعطى هناك والتنسيق القائم مع فرق التوعية في الميدان حيث ساهمت إلى توصيل بلاغات , ومن خلال المعلومات التي تعطى من فرق العاملة والمرافقة مع فرق التحالف .
وكذلك التأشير ووضع علامات في المناطق التي دارت فيها الحروب