آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

تحقيقات وحوارات


استطلاع- سياسيون يقرأون تجربة 4 اعوام من الشراكة بين الجنوب والتحالف

الثلاثاء - 26 مارس 2019 - 05:46 م بتوقيت عدن

استطلاع- سياسيون يقرأون تجربة 4 اعوام من الشراكة بين الجنوب والتحالف

استطلاع/ فتاح المحرمي

الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ، تأتي هذا العام وقد تحقق للجنوب والجنوبيين تقدم كبير أظهر القضية الجنوبية واعطى لها اهتمام إقليمي ودولي ، وبدعم من الشركاء في التحالف العربي.
وضمن عدد من التقارير التي تتناولها صحيفة (عدن تايم) في عددها الأسبوعي المتزامن مع الذكرى الرابعة، حيث يحتل ملف شراكة الجنوبيين مع التحالف العربي صدارة الملفات ذات الاولوية، ويبحث التقرير في واقع الشراكة واسسسها وفق التطورات الراهنة ، بالإضافة إلى الأهم وهو متطلبات المرحلة المقبلة لمستقبل هذه الشراكة.



مصير واحد

ويؤكد لـ(عدن تايم) الباحث والسياسي أنيس الشرفي ان الشراكة الراهنة بين الجنوبيين والتحالف ترتكز على المصير الواحد وتشارك المخاطر والتحديات المحيطة بهم ذاتها، إذ أن خطر الحوثي أو الإخوان المسلمين لا ينحصر على المجتمعين الشمالي والجنوبي بحد ذاتهم، بل هم مجرد أدوات محلية لمشاريع إقليمية تطمح إلى ما هو أبعد من حدود اليمن".
واضاف: " يأتي باب المندب وزعزعة أمن واستقرار دول الخليج العربي في مقدمة أهدافها، ومن هذا المنطلق تأسست تلك الشراكة بين مختلف الأطراف الفاعلة في التحالف العربي القائم بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة جنوبية فاعلة، إذ أن الجنوبيين هم العنصر البشري الذي يمكن تسميته بفرس الرهان الرابح، فلم يتمكن الحوثي من الثبات أمامهم في أي جبهة يقتربون منها".


دعم استقلال الجنوب


دعم التحالف لاستقلال الجنوب يحمل مصلحة مشتركة ، حيث لا تقتصر منفعته على الجنوب بل تخدم الشركاء في التحالف وسيشكل الجنوب سياج منيع لأمن المنطقة ككل ، من خلال دحر خطر الحوثي والإخوان والقوى الإقليمية الداعمة لهم ، حسب ما يراه الباحث الشرفي.
وقال الشرفي ضمن تصريحه الخاص ل (عدن تايم) : " معلوم إن خطر الحوثي والإخوان المسلمين لا يقتصر على تلك القوى المحلية، بل يتصل بإيران وتركيا وكليهما ذوو أطماع جيوبوليتيكية تتعدى حدود سيادتهما، مما يحتم عل على كل من ينبض قلبه بالعروبة أن يبادر لمواجهة تلك المشاريع العدوانية، مضيفاً : "ومن جهة أخرى فإن دول التحالف العربي لديها مصالح مرتبطة بجغرافيا وشعب الجنوب، كما أن الجنوب أيضاً بحاجة لدعمهم وعونهم ليتمكنوا من استعادة الجنوب كدولة ذات سيادة على حدودها المتعارف عليها دولياً حتى 21 مايو 1990م".
وزاد : " وهذا الأمر إن تحقق فلن يقتصر نفعه على الجنوب فقط، بل يولد منافع جمة للجيران، إذ سيمثل الشريك الجنوبي سياج حماية يحول دون أي تقدم شمالي باتجاه أيٍ من دول الخليج الشقيقة ، وكذا يعزز أمن المنطقة ككل سيما ممر باب المندب وخليج عدن وسواحل البحر الأحمر ، بالإضافة إلى تعزيز ملف مكافحة الإرهاب".



استراتيجيه جنوبية تحقق الندية


وفيما يخص الواجب على القوى السياسية الجنوبية وهنا نخص المجلس الانتقالي تجاه تعزيز الشراكة مع التحالف العربي ، يرى الباحث الشرفي أن الواجب هو إعادة صياغة استراتيجية تواكب التطورات وتسير نحو إيجاد شراكة ندية.
حيث يقول الشرفي أن الشراكة بين الجنوبيين والتحالف العربي تحمل قواسم ومصالح مشتركة ، وهي شراكة تبادلية يجمعها المصير الواحد وتواجه تحديات ومخاطر واحدة.
واضاف : " ورغم تلك الحاجة المتبادلة لدى كلا الطرفين، فإن الطرف الجنوبي هو الجناح الأضعف، مما يتطلب منه إعادة صياغة استراتيجية جديدة تتسق مع التطورات الراهنة، وتضمن توفير فرص وبدائل تكفل له وتسير بالجنوب نحو الشراكة الندية".




متطلبات دولية


وفيما يخص الاستحقاقات المنتظرة للجنوب وشراكته مع التحالف والعالم في ملف العلاقات السياسية الدولية ، أشار السياسي الجنوبي ابو عهد الشعيبي ، إلى أن أهمية ملف العلاقة السياسية للجنوب مع القوى والدول والدوائر السياسية في هذه المرحلة لا تقل عن أهمية الفعل العسكري والوطني والنضالي التحرري للجنوبيين على ارضهم منذ ثلاثة عقود.
وقال أن التحرك الخارجي : " بحاجة إلى أمورا شتا كي تتقدم فيه لخدمة وطنك دوليا ، ليس أولها الإسناد الإقليمي والرسم السياسي الذكي الذي من الضرورة ان يستند إلى أساسيات من المعلومات والفهم العميق لطبيعة العلاقات والمصالح والمخططات والصراعات الدولية بهذه المرحلة ولا آخرها دهاء وذكاء وخبرات الراس السياسي المتحرك بكل مستوياته بالكيفية السياسية والدبلوماسية والخ من سلوك المرونة والتعاطي الخلاق ".
واضاف الشعيبي : بالتأكيد سعادتنا كبيرة بالانفراجة الكبيرة التي لمسناها في الموقف السياسي الدولي من قضيتنا على ضوء التحرك الجميل لقيادتنا خارجيا من خلال الوصول إلى عاصمتين لدولتين من أهم دول العالم وهو تحرك سياسي نوعي نقل قضيتنا إلى طاولات الكبار كاستحقاق طبيعي لتراكمات نضالات شعبنا وتضحياته وانتصاراته بكل المراحل السابقة.



استحقاقات قادمة

ويرى الشعيبي أن المرحلة القادمة تتطلب الحفاظ على ما تحقق من انتصارات ، حيث ان الحفاظ على النجاح المحقق على اهميته مرهون بالخطوات اللاحقة والتي لا بد ان تكون مدروسة وعميقة ومحسوبة التبعات على إعتبار ان ما تم الى الان هو شغل مخطط بالضرورة.
وقال : " ولكي نحافظ بقوة وذكاء على انتصاراتنا لا بد ان نمتلك من الآن فصاعدا خطط عمل سياسي واعلامي تحدد الرسم بكل تفاصيله وأبعاده وتشعباته وتوظف الامكانات المتاحة بسياقاتها السليمة ، وإشراك الحلفاء من الاشقاء في وضع ذلك هو المرتكز الاساس..!".
وبين : " الحليف الإقليمي دول بمؤسسات ودوائر ومراكز بحوث دراسات ومعارف وعلاقات دولية واسعة ، جهات على فهم دقيق بطبيعة الظروف الدولية الشاملة بصورتها الراهنة ، وعليه فالاطمئنان كاملا ان يكون هذا الحليف فاعلا وحاضرا في الرسم من الوهلة الاولى ليس لضمان شغل ناجح بتراكم مع جهة او دولة معينة بل مع المنظومة الدولية كاملة ، منظومة المصالح والنفوذ والهيمنة ، ذلك ننشده حتى لا تتصادم او تتقاطع تحركات قياداتنا في لحظة ماء مع احد كي لا يعرقلنا ، وان لا نترك مجالا او فراغا او سببا لتحركات معاكسة لقوى وعصابات صنعاء بشكل يؤثر سلبا على المسير الإستراتيجي الذي نسعا من خلاله لانتزاع واستعادة دولة في أهم بقعة أرض بالدنيا ( جغرافيا الجنوب العربي )".


دعوة للتحالف


وفي مداخلته مع (عدن تايم) أشار الكاتب والناشط السياسي ناصر المشارع إلى أن ما حققته القوات الجنوبية أثبت شراكة فعلية مع التحالف العربي ، ودعا التحالف لصياغة الشراكة مع الجنوبيين للحفاظ على ما تحقق خلال الأربعة الأعوام الماضية.

وقال المشارع : " منذ تحرير عدن والمحافظات جنوبا وتوغل المقاومة الجنوبية في عمق اراضي الشمال ، على طول الساحل الغربي ، أثبتت القوات الجنوبية نفسها بأنها شريكا فاعلا للتحالف العربي في هذه الحرب ، واحدثت متغيرات على أرض الواقع وفرضت نفسها بشكل كبير على إمتداد محافظات الجنوب".
وبناء على ذلك دعا المشارع : " ويفترض على التحالف ان يعيد صياغة العلاقة مع الجنوب خصوصا بعد ان بزغ نجم المجلس الانتقالي كممثل للقضية الجنوبية وبات يمتلك الكثير من الاوراق وبمقدوره ان يغير قواعد اللعبة على الارض وتجاهله يعني ضياع ماتم انجازه خلال 4 سنوات حرب".
وعن كيفية إيجاد صياغة العلاقات قال المشارع : " وعلى هذا الاساس لابد تفتح قنوات الاتصال وبدون استحياء لان هذا الكيان بمثابة الضامن لبقاء الانتصار الذي تحقق ولمزيدا من الانتصارات في الحرب التي يخوضها التحالف مع ادوات ايران في المنطقة".