آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 10:57 ص

اخبار وتقارير


"الانتخابات التكميلية".. مسرحية تكشف الوجه القبيح للحوثيين

الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - 11:45 ص بتوقيت عدن

"الانتخابات التكميلية".. مسرحية تكشف الوجه القبيح للحوثيين

عدن تايم - بوابة العين:

فشلت مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في رسم صورة مزيفة لها عند الآخرين كما كانت تريد، بزعمها أنها جماعة منفتحة تتطلع للديمقراطية وتقبل بنتائجها.

وكشفت ما تسمى "الانتخابات البرلمانية التكميلية" في الدوائر البرلمانية الشاغرة التي نظمها الحوثيون مؤخراً، عن الوجه الحقيقي للمليشيات، بعدما كشرت عن أنيابها ومارست كل الضغوط على المرشحين من الأحزاب الأخرى والمستقلين ممن لا تثق في ولائهم، وأجبرتهم على الانسحاب لمصلحة مرشحيها الموثوقين.

وعلى الرغم من أن الحوثيين تمكنوا عبر سياسات الترغيب والوعيد من إقناع قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي لهم بصنعاء في المشاركة، فإن كثيرا من أعضاء الحزب قاطعوا تلك المسرحية الهزلية التي شهدت نسبة إقبال متدنية، بحسب إفادات شهود عيان.

ونظم ناشطون إعلاميون تابعون لحزب المؤتمر الشعبي العام "المدجن" بصنعاء حملة مقاطعة واسعة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي حملت وسم "لن أشارك في تزوير الانتخابات"، منتفدين قادة "مؤتمر صنعاء" الذين يتاجرون بسمعة الحزب وتاريخه في هذه الانتخابات المزيفة التي يحاول الحوثيون تجميلها بمشاركة صورية لحزب المؤتمر الشعبي العام.

ووفقا لمصادر متطابقة لـ"العين الإخبارية"، فقد أجبرت المليشيات الحوثية الكثير من المرشحين في أغلب الدوائر على الانسحاب من المنافسة لصالح مرشح وحيد من أتباعها السلاليين أسمته "مرشح التوافق الوطني"، وإلى جانب مرشح آخر أو اثنين ممن يطلقون عليهم تسمية "زنابيل" للعب دور "الكومبارس" في لعبة محسومة النتيجة سلفا.



وأظهرت تلك الضغوط والإملاءات التي مارسها الحوثيون على المرشحين حالة من التوجس وانعدام الثقة في شعبيتها بمناطق سيطرتها، رغم محاولاتها البائسة دوما في الاستعراض بمقدرتها على حشد الجماهير بمناطق نفوذها خلال المناسبات الدينية والوطنية.

وقال عادل الفقيه الناشط الإعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام: "من الخطأ الاعتقاد بأن هذه المليشيات يمكن أن تقبل في يوم ما الاحتكام للديمقراطية أو الانتخابات التي يختار فيها الشعب ممثليه، لأنها ببساطة لا تؤمن إلا بفكرة ما تسميه "الحق الإلهي" الذي يمنحها أحقية الملك وحكم اليمنيين".

وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن ثقة الحوثيين في أنفسهم وفي شعبيتهم مهزوزة للغاية، هو أمر مفهوم عند الجميع، ولهذا سيبقى رهانهم الأكبر في إخضاع اليمنيين معتمدا على قوة السلاح الذين يرفضون فكرة التخلي عنه والتحول إلى حزب سياسي مدني، وهذا ما ينبغي أن يدركه الجميع.

وأوضح الفقيه أن الحوثيين قرروا بمشورة إيرانية خائبة إجراء هذه الانتخابات على أمل أن تمنحهم نتائجها حصة في مجلس النواب وفرضها كأمر واقع في أي تسوية سياسية قادمة، وبما يضمن لهم الثلث المعطل على غرار حزب الله في لبنان؛ وهذا ما يفسر سلوكهم مع المرشحين وحرصهم الشديد على تمهيد الطريق أمام أتباعهم السلاليين الذين تثق بولائهم الأعمى لها وضمان فوزهم.

وكانت مليشيا الحوثي قد حددت السبت 13 أبريل/نيسان الجاري موعداً لما أسمته انتخابات تكميلية، وصفت بـ"المسرحية الهزلية" وذلك في 34 دائرة برلمانية شاغرة ممن توفي ممثلوها، لكنها ورغم ذلك عجزت عن إجراء الاقتراع في أكثر من 11 دائرة لأسباب "فنية" حد زعمها؛ فيما شهدت باقي الدوائر إقبالاً متدنيا من المواطنين.

وتمكنت الشرعية من إحباط المسرحية الحوثية، وذلك بعقد جلسة غير اعتيادية للبرلمان اليمني في مدينة سيئون بحضرموت، لا زالت تتواصل لليوم الثالث على التوالي.