آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

قضايا


دعوة لحماية ما تبقى من حدائق وملاعب للأطفال في هذه الوحدات السكنية

الإثنين - 22 أبريل 2019 - 11:10 م بتوقيت عدن

دعوة لحماية ما تبقى من حدائق وملاعب للأطفال في هذه الوحدات السكنية

كتب / سالم الفراص

بعد أن فقدت حدائق وملاعب الأطفال أهميتها ومكانتها وقيمتها في نظر الجهات المعنية برعايتها وخلق البهجة فيها، وبعد ان تدنت مستويات الاحساس الجمعي بدورها وأثرها في حياة الأسر والأجيال كونها خزان رعاية وذكريات وتجليات ارتباط بالمجتمع والحياة والمحيط بشكل عام.
بعد هذا الفقدان وذلك التدني الذي لم يؤدِّ إلى اهمال هذه المساحات والفراغات من حدائق وملاعب أطفال كانت تشكل ركيزة اساسية لا تخلو منها أي مخططات عمرانية وسكنية حديثة وحسب، وإنما امتدت لتصبح وجبة دسمة يسيل لها لعاب لصوص وناهبي الأراضي ومعهم واضعو تلك المخططات العمرانية الجديدة الذين سبق لهم أن سلكوا الكثير من طرق الالتواء والتحايل في إلغاء ومصادرة كثير من المساحات المخصصة لملاعب الأطفال والحدائق العامة كما هو الحال في مدينة المعلا والتواهي وكريتر وخورمكسر والشيخ عثمان والمنصورة.. الخ، ليعرضوها للبيع والمتاجرة والمضاربة لمن يريد، مشركين معهم في ارتكاب هذا الجُرم الكثير من التجار وأصحاب رؤوس الأموال.
والذين بجرمهم هذا قد سنوا بدعة مدمرة لم يتوقف حدود عبثها عند ما سبق التصرف بها من أراضي (ملاعب وحدائق) تحت وصاية ورعاية الجهات المسؤولة قانوناً عن وضع وتخطيط المدن والاحياء السكنية الجديدة بل تمادى هذا العبث ليصبح ناموساً يحتذى به إلى اليوم.
لم يتوقف البسط والتعدي على تلك المساحات المخصصة كحدائق ومتنفسات وملاعب للأطفال مع توقف وضعف تلك السلطات المعنية قانوناً بهذه المخططات، بل أخذ هذا التعدي يتنامى وبصورة أكثر فجاجة وبشاعة للسطو على هذه المساحات القليلة المتبقية وتحويلها إلى اكشاك أو بنايات عشوائية أو حجوزات لغرض البيع والمتاجرة.
هذه المشكلة اليوم، ومع تخلي وضعف وزارة الاسكان وإدارة الاراضي والبلديات والكثير من المجالس المحلية ومعهم أقسام الشرط والجهات الأمنية الاخرى عن القيام بواجبهم حيال ما تبقت من مساحات مخصصة كملاعب وحدائق للأطفال ومتنفسات لسكان المدن والأحياء خصوصاً، أخذت تتزايد بالمقابل وبشكل ملحوظ مخاوف الكثير من سكان هذه الأحياء وبالذات منها تلك التي ماتزال تلك المساحات قائمة فيها كمساحات جرداء خالية من أية مقاعد أو تشجير أو ألعاب وكل ما يدل عليها هو بقايا أسوار مهلهلة تكاد تنتهي وتمحى وتفقد معناها، وبالذات في منطقة نجوى مكاوي وعمر المختار وحي السنافر، وهو وضع يهدد بفقدان وضياع هذه المساحات ومصادرتها من قبل ناهبي ومغتصبي الأراضي، إذا لم تبادر الجهات المعنية وبالذات منها السلطات المحلية والتي عليها ان تسارع للاستجابة لمطالب سكان هذه الأحياء والمدن السكنية وإنقاذ ما يمكن انقاذه من هذه المساحات المخصصة كمتنفسات وحدائق وملاعب للأطفال وذلك من خلال حمايتها وإعادة تسويرها وتشجيرها وتزويدها بالمقاعد والألعاب كخطوة على طريق استعادة كل ما تم مصادرتها والسطو عليها والمتاجرة بها من قبل.