آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

اخبار وتقارير


تقرير مصور- #الكولـيرا تحصد أرواح عشرات الأفارقة في لحج

الجمعة - 03 مايو 2019 - 10:14 م بتوقيت عدن

تقرير مصور- #الكولـيرا تحصد أرواح عشرات الأفارقة في لحج

تقرير - صدام اللحجي

عادت جائحة "الكوليرا" لتنهش أجساد المهاجرين الأفارقة النحيلة والمتعبة فعلياً جراء الحرب وآثارها القاسية لكن هذه العودة ظهرت أكثر ضراوة وفتكاً فالأخبار تتحدث عن 24 من الضحايا ومئات المصابين بهذا الوباء تعود "الكوليرا" إلى لحج أكثر وحشية هذا العام رغم شح الدعم المقدم من الدول المانحة للمنظمات الدولية خلال هذه الفترة على الأقل للحد من انتشار تفشى هذا الوباء بين المهاجرين بشكل مخيف في ظل ضعف كبير في الخدمات الصحية المقدمة لمركز معالجة الاسهالات في ابن خلدون لأكثر من سبب أبرزها: تدني مستوى التجهيزات وضعف الإمكانيات الطبية الخاصة وعزوف المنظمات الدولية والمحلية من تقديم مايلزم لمواجهة الوباء الفتاك.


أجسام نحيلة


تعاني محافظة لحج والحوطة خاصة من دمار هائل جراء الحرب وتداعياتها وباتت المدينة حبيسةً لأزمة إنسانية تسببت لها في قدوم الآلاف من المهاجرين الغير شرعيين من الأفارقة تأتي أزمة الكوليرا وهي الأسوأ في محافظة لحج حاليا كإضافة كارثية للصعوبات التي يواجهها المهاجرين الأفارقة بلحج ويرتبط حجم انتشار المرض مباشرة بدخول الآلاف من المهاجرين إلى عدن ولحج بطرق غير شرعية يقابله أزمة كبيرة في النظام الصحي والصرف الصحي وبانعدام الأمن الغذائي على نحو خطير. ويفتقر ما يقدر بالمئات من المهاجرين في نقص الحصول على كفايتهم من المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.


صراع وضعف الإمكانيات


مستشفى ابن خلدون بلحج هو الآخر في صراع مع ضعف حاد في الجوانب الصحية لمكافحة وباء الكوليرا الذي انتشر بين المهاجرين الأفارقة كانتشار النار في الهشيم فقد أعلن الدكتور محسن مرشد مدير ابن خلدون في تصريح خاص لـ"عدن تايم" إنه في حال لم يُستجاب لوباء الكوليرا سريعاً فمن المحتمل أن تتجاوز خطورته إلى السكان في مدينة الحوطة وناشد محسن منظمات المجتمع الدولي توفير دعم عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا لافتا إلى أن أكثر من 450 حالة مصابة ناهيك عن أعداد الوفيات بين الأفارقة وأشار أن الوضع الصحي بات أكثر تعقيداً مع استمرار تدفق اعداد المصابين بالوباء وضعف النظام الصحي في مواجهة وباء الكوليرا بسبب شح الموارد.


حالة طوارئ


على لسان الدكتور/ محسن مرشد مدير ابن خلدون قد أعلن حالة طوارئ طالبا المساعدات الدولية لتجنب وقوع كارثة إنسانية ونقل عن مصادر طبية ان وباء الكوليرا يتجاوز قدرات أي نظام صحي متعاف اذ يجري تسجيل ما بين 400 إلى 500 حالة إصابة بالكوليرا من قبل المشفى وقسم مركز معالجة الاسهالات الذي يسعى جاهد وعلى عجل لمواجهة هذا الوباء المنتشر بين المهاجرين.


تكدس جثث


ما تبقى من مركز معالجة الاسهالات في ابن خلدون بلحج أضحى عمليا عاجز عن استقبال المزيد من المرضى الذين تكدست بهم أرض وممرات هذا المركز الأمر الذي يكشف عن جانب من حجم الكارثة والمعاناة التي يعيشها الطواقم الطبية والسكان في ظل أن مخزون الأدوية والعقاقير على وشك الانتهاء بسبب تدفق أفواج من الأفارقة المصابين بوباء الكوليرا على المشفى منذ أيام ماضية فيما يبدو ان النداءات التي أطلقتها صحة لحج لم تجداذانا صاغية في اروقة المنظمات الدولية بسبب عدم وجود رغبة لدى الجهات الدولية والاقليمية واستمرار الحرب المفروضة على الشعب اليمني من قبل مليشيا الانقلاب.


نداء استغاثة


ووجه الدكتور محسن مرشد مدير مستشفى ابن خلدون بإسمه وباسم الطاقم الطبي والتمريضي والخدماتي في المشفى والذي وصفه بأنه غير قادر على استيعاب هذه الأعداد الهائلة من المرضى المهاجرين الإثيوبيين المصابين بالاسهالات المائية الحادة بعد تزايد توافدهم وبصورة مستمرة وطالب محسن الجهات الرسمية والمنظمات الدولية والمؤسسات الانسانية لوضع الحلول الجذرية لهذة الكارثة ودعا الى وقف تدفق واحالة المرضى الإثيوبيين إلى مستشفى ابن خلدون واحالتهم إلى محاجر صحية أخرى اكثر سعة واكبر إمكانية محذرا من تفاقم الكارثة وانتشار الوباء وصعوبة السيطرة علية.


موجة وباء


ويتعرض المهاجرين الأفارقة لأعنف موجة من موجات الإصابة بوباء الكوليرا على مدار التاريخ المعروف وقد أثر المرض على المئات منهم وتسبب بوفاة (24) شخص وفق تصريحات طبية في لحج ويفتقر أغلب المهاجرين الأفارقة في لحج إلى عدم وجود مخيم خاص للايواء بالإضافة إلى عدم وجود المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والغذاء الأساسي وفق واقع الحال الذي يعيشونه من حالة تفش لوباء الكوليرا بشكل مخيف.


قبور جماعية


ارتفعت عدد الوفيات بين المهاجرين الأفارقة في محافظة لحج إلى ماقارب 24 حالة وفاة بسبب انتشار وباء الكوليرا منذ اليومين الماضيين وكشفت مصادر طبية عن توجيهات صدرت بدفن 24 جثة تعود لمهاجرين أفارقة فارقوا الحياة عقب إصابتهم بمرض الكوليرا.مسؤول البحث الجنائي في مستشفى ابن خلدون ياسر عباس الصبيحي في تصريح خاص لـ"عدن تايم" يوم أمس تم دفن (17) جثة واليوم توفوا (7) أغلبهم يعودون للمهاجرين في إحدى مقابر مدينة الحوطة بلحج توفوا نتيجة إصابتهم بمرض الكوليرا فيما يعاني العشرات من المهاجرين في قسم العزل من أعراض الإسهالات المائية الحادة ويتوقع أن عدد الوفيات في تزايد.


"فوبيا" بين السكان


تجتاح حالة من الهلع والقلق بين سكان مدينة الحوطة بعدما أعلن عن وفاة (24) من المهاجرين بسبب وباء الكوليرا وتسجيل نحو 450 إصابة بالمرض المعدي ويتخوف الكثير من الناس انتقال الوباء اليهم لاسيما وأن ناقوس الخطر القادم سيدق كل بيت في حال لم يتم تدارك هذه الكارثة ويقول مواطنون تحدثت معهم "عدن تايم" إنهم في حيرة من أمرهم في ظل عدم حسم مصدر الوباء وقال أحدهم: لم نفهم لماذا تم السماح للمهاجرين من دخول مدينة عدن ولحج وبالذات في هذا التوقيت؟ ويعد وباء الكوليرا من الأمراض الخطيرة والمعدية ويسبب الوفاة بسبب بكتيريا تؤدي إلى إسهال حاد وعادة ما يكون ناجما عن غياب شروط السلامة الصحية في استهلاك المياه أو الطعام.