آخر تحديث :الأربعاء - 17 أبريل 2024 - 01:01 ص

الصحافة اليوم


الرهانات الإيرانية دائماً خاسرة

السبت - 18 مايو 2019 - 04:51 ص بتوقيت عدن

الرهانات الإيرانية دائماً خاسرة

عدن الغد- السياسة الكويتية

أحمد عبد العزيز الجارالله- افتتاحية السياسة الكويتية
باتت واضحة جداً الأهداف التي تسعى إليها إيران -من خلال الاعتداءات الإرهابية التي ارتكبتها عبر وكلائها، أكان ضد السفن التجارية الأربع في المياه الإماراتية، أو قصف خط شرق –غرب النفطي السعودي بطائرات من دون طيران- وهي السعي إلى استدراج المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى عاصفة حزم من البلدين تستغلها طهران في منع المزيد من التفكك في مجتمعها الذي ينوء تحت أثقال الأزمة المعيشية الخانقة.
هذه الأوهام الملالوية خائبة، لأن السعودية والإمارات تدركان جيداً أن اشتباكاً عسكرياً مباشراً مع إيران سوف يؤدي إلى إحياء العنصرية الفارسية وتوحد الإيرانيين خلف النظام الكهنوتي الذي يبحث منذ زمن عن شماعة كي يعلق عليها فشله وحججه الإرهابية.
إضافة إلى ذلك، فإن الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية لا قبل لإيران بها، لا سيما أن التقديرات العسكرية كافة تفيد بأن غارتين أميركيتين كفيلتان بتدمير البنية التحتية العسكرية والنووية، وربما تعيد إيران إلى العصر الحجري، وبالتالي إذا كان خامنئي وقادة النظام كافة يعلنونها صريحة أن لا حرب مع الولايات المتحدة، فإن هؤلاء يسعون إلى تنفيس كل الاحتقان بعد حملة التجييش المستمرة منذ سنوات، وفي نظرهم لا يتحقق هذا إلا من خلال حرب مباشرة مع الجيران، يكون وقودها الشحن الطائفي الذي لعب عليه نظام الملالي طويلا.
في المقابل أيضا هناك من يفكر في إيران أن يمارس النظام أقصى درجات الصبر على الأزمة الحالية، ويكتفي بتحرشات محدودة وبالواسطة يستطيع امتصاص الردود عليها، على أمل أن يساعد ذلك في عدم إعادة انتخاب ترامب لولاية جديدة العام المقبل، وبعدها تعود الولايات المتحدة بإدارة جديدة إلى الاتفاق النووي.
ما لم يدركه قادة نظام الملالي أن الشعب الأميركي ينظر إلى ما توفره الإدارة من فرص عمل، وتحسين الاقتصاد، ومدى قوة الرئيس في تنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية، وترامب حقق الأهداف التي وضعها أمام عينيه، وبالتالي فإن ما يسعى إليه من ضغط على طهران لا يخرج عن وعوده.
استنادا إلى هذه المعطيات، فإن السعودية والإمارات لن تقدَّما تلك الخدمة الكبيرة جداً لإيران، كما أن إدارة ترامب لن تصبر على الممارسات الإرهابية أكثر مما صبرت، ولهذا ما عاد أمام نظام الملالي سوى تغيير كل حساباته، والبحث عن جحور يختبئ بها قادته عندما تحين ساعة الحقيقة مستفيدين من خبرة حسن نصرالله في هذا المجال.