آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 12:11 م

اخبار وتقارير


تطهير الارهاب واسقاط أهم اوراق المليشيات.. الجنوب انتصار مزدوج ( تقرير خاص)

الجمعة - 29 أبريل 2016 - 11:18 ص بتوقيت عدن

تطهير الارهاب واسقاط أهم اوراق المليشيات.. الجنوب انتصار مزدوج ( تقرير خاص)

عدن تايم / تقرير خاص

نجحت الانتصارات والإنجازات التي حققتها قوات الجيش والشرطة والمقاومة والتحالف العربي في إطار الحرب ضد الإرهاب، في تحقيق علامة فارقة وضرب عصفورين بحجر واحدة من خلال القضاء والتخلص من الإرهاب والإرهابيين في محافظات عدن ولحج وأبين وأخيراً حضرموت وتليها شبوة، وإخراس إدعاءات ميليشيا الانقلابيين التابعين لجماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، المتمثلة بانتشار التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش) في جنوب البلاد.

انتصار مزدوج
لم تكن الانتصارات ضد القاعدة في عدن ولحج، انتصارت امنية فقط، حيث راهنت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على التنظيمات الارهابية في الجنوب، كواحدة من أهم أوراق التفاوض لتقديم نفسها أمام المجتمع الدولي كطرف الوحيد والأقوى في مواجهة الإرهاب، وهي الورقة التي فقدت قيمتها في مفاوضات الكويت، عقب تحرير محافظتي حضرموت ولحج وقبلها عدن، فيما لازالت الحملة متواصلة للقضاء على ما تبقى من عناصر الارهاب في شبوة وابين.

تحالف الشر
وكشفت الحرب ضد الإرهاب مدى التقارب بين الانقلابيين والإرهابيين في الممارسات والمواقف العدوانية ضد البلاد والعباد، عبر تحالف الشر بين الجانبين بشكل مباشر أو غير مباشر يحمل جوهراً وقواسم مشتركة وهو العداء للحكومة الشرعية ودول التحالف العربي وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية اللتين أثبتتا دورهما المحوري والرئيسي في مكافحة الإرهاب بشتى مسمياته وأشكاله، حيث يهدف تحالف الشر إلى إفشال جهود الشرعية والتحالف من خلال زعزعة الأمن والاستقرار واستمرار اضطراب الأوضاع وعرقلة مسيرة تطبيع الحياة العامة وتأهيل المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية التي دمرتها الحرب في محافظات البلاد المحررة.

كشف الأوراق
انكشفت آخر أوراق الانقلابيين من خلال موقف وفدهم المشارك في مشاورات الكويت برفضه صدور بيان عن مشاورات الكويت لتأييد العمليات العسكرية للحكومة الشرعية والتحالف العربي ضد الإرهاب، ورفضه العودة إلى طاولة المشاورات حتى يتم وقف عمليات طيران التحالف العربي بما فيها العمليات ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظتي حضرموت وأبين.

انكسار الإرهاب
ولعل المميز في الحرب ضد الإرهاب، هو تلك العملية العسكرية والأمنية الواسعة والشاملة التي نجحت في تحرير مدينة المكلا والمناطق المجاورة لها وتحديداً الشحر والغيل بساحل حضرموت، في وقت زمني قياسي، انهارت فيه مواقع القوة المسلحة التي كان يتباهى فيها تنظيم القاعدة بأنها قوة قادرة على صنع مجد لا يضاهى للقاعدة، أمام تقدم القوات الحكومة برياً تحت غطاء جوي من مقاتلات وطائرات الأباتشي التابعة للتحالف العربي، بعزيمة كبيرة على اجتثاث واستئصال الإرهاب من جذوره.
وساهمت عملية تحرير ساحل حضرموت في كسر شوكة الإرهاب والإرهابيين، بعدما حققت القوات البرية تقدماً ملحوظاً بوصولها إلى قلب المكلا، وشن طيران التحالف العربي سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع القاعدة التي تتخذ من مبنى المؤسسة الاقتصادية على أنه إدارة الأمن خاصة بهم والمجمع القضائي على أنه إدارة الحِسبَة ومبنى الإدارة العامة للمرور ومركز بلفقيه وعدد من المواقع الأخرى في مدينة الشحر، وأسفرت مجمل الغارات إلى مقتل وجرح العشرات وتدمير معدات مسلحة للقاعدة.
وهنا يمكن القول بإن محافظة حضرموت طوت صفحة عاماً كاملاً من إرهاب تنظيم القاعدة الذي كان يسيطر على مدينة المكلا وساحل حضرموت منذ الـ 2 من شهر إبريل العام الماضي 2015م، وسط ترحيب رسمي وشعبي واسع، حيث بدت المكلا وما جاورها خالية من أي تواجد مسلح لعناصر تنظيم القاعدة، وانتشرت محلها قوات الجيش والشرطة ورجال حضرموت معززين بالآليات والمركبات المدرعة في التقاطعات والشوارع الرئيسية والفرعية الرابطة بين المناطق والمدن والمديريات السكنية لتأمينها بشكل كامل.

جرائم القاعدة بحضرموت
ولن تنسى حضرموت الملف الأسود لتنظيم القاعدة الذي خلد جرائمه في حضرموت، بتسببه في إغراق مدن حضرموت الساحل وسط أجواء الخوف والقلق وتردي مستوى الخدمات الأساسية وخصوصاً الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية وتوفرها في السوق السوداء، وهو ما أثار استياء وغضب شعبي حسرة على ما وصل إليه وضع محافظتهم حضرموت الغنية بالثروات النفطية والسمكية.
كما أقدمت عناصر القاعدة على تنفيذ سلسلة من الأعمال والممارسات التي حملت صدمة كبيرة للحضارم وخصوصاً المحسوبين على المذهب الصوفي، وتمثلت في تدمير وهدم عدد من المقامات والأضرحة التاريخية والأثرية في مناطق ومدن ساحل محافظة حضرموت، ويصل عمر بعض المقامات والأضرحة المدمرة لنحو 600 سنة وجميعها تابعة للجماعة الصوفية ومنها هدم المقام والقبة الأثرية لولي الله الشيخ والفقيه مزاحم بن أحمد باجابر، الذي يعود تاريخه لحوالي 600 سنة، في منطقة بروم، وقبتي يعقوب والمحجوب الواقعتين وسط مدينة المكلا، وتعد قبة الشيخ يعقوب بن يوسف باوزير من أقدم معالم مدينة المكلا ويعود تاريخها للقرن السادس الهجري، والشيخ يعقوب هو أحد علماء التصوف هاجر من بغداد وتوفي ودُفن في المكلا حوالي سنة 553 هـ ثم أقيمت حول ضريحه مقبرة سُميت باسمه مقبرة يعقوب.