آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 11:03 م

مجتمع مدني


عمر السيد.. اسطورة ثانوية لطفي جعفر امان

الأحد - 26 مايو 2019 - 11:27 م بتوقيت عدن

عمر السيد.. اسطورة ثانوية لطفي جعفر امان

عدن تايم / بقلم جمال مسعود

بدون مجاملة يمكنني القول وبكل صراحة ان شهرة الاديب الراحل لطفي جعفر امان لم تمنع الاسطورة التربوية الاستاذ عمر السيد من شق طريقه نحو الشهرة التي وصلت الى حد الاقتران بين الاديب لطفي جعفر امان المشهور باسمه والاستاذ عمر السيد الذي اشتهر بمنصب مدير ثانوية لطفي امان فلا يستطيع احد ان ينكر اقتران اسم الثانوية باسم المدير عمر السيد حيث يعتبر الكثيرون ان فترة ادارة عمر السيد لثانوية لطفي جعفر أمان هي طفرة لن تتكرر وهي من آخر العهد بذكريات الزمن الجميل ..

ان مادفعني للكلام عن الاستاذ القدير عمر السيد مدير ثانوية لطفي الاسطوري ليس بغرض المفاضلة ولكن مخافة الجحود ونسيان الجميل فعن امثاله وجب الحديث ،

فمن ذكرياتي باستاذي القدير ومديري السابق عمر السيد انني ارتبطت بعلاقة صداقة وإخاء مبكرة فلازلت اتذكر اجمل الايام في ثانوية لطفي امان وانا طالب في الصف الاول الثانوي ١٩٨٥م ، وكان الاستاذ عمر السيد حينها معلمي لمادة الفلسفة وهو ذاك الفيلسوف الجذاب سريع القبول والاستيعاب الاجتماعي ولم يمنع المقام والسن من اعتباره صديق تربطنا به علاقة محبة واحترام وذكرياتنا الجميلة معه وهو المشرف علينا في جروب المعرض الطلابي الذي نال اعجاب الرئيس علي ناصر محمد الذي شرفنا بتوقيعه على لوحة الحقائق الحائطية كبيرة الحجم والتي كانت بمثابة موسوعة شاملة كرمنا الرئيس لاعجابه بمحتواها بحافز مادي رمزي وبسيط كان لنا الشرف ومعنا الاستاذ عمر السيد المشرف علينا باستلامه ،

ومن حسن حظي ان دارت الايام وقدر لي ان انتقل الى ثانوية لطفي وهي في اوج شهرتها تحت ادارة الاسطورة عمر السيد الذي رحب بي كمعلم عنده للصف الاول الثانوي لمدة ست سنوات ماانتقلت من عنده الا بعد دفعني هو شخصيا للاختيار الافضل عندما تم قبولي كموجه تربوي فمنحني شهادة اعتزاز لازلت افخر بها وهو يؤكد استحقاقي للانتقال للتوجيه التربوي وكانت رسالته الموجهة للتوجيه بمثابة شهادة تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف كمعلم من ثانوية لطفي امان حيث كان شائعا ان الانتقال من ثانوية لطفي هو بسبب سلبية المعلم وعدم كفاءته وانه لم يتجاوب مع طريقة ادارة عمر السيد

ماالذي تميزت به ادارة عمر السيد التربوية لثانوية لطفي حتى صارت حديث الجميع .. ثانوية لطفي كانت ولازالت ثانوية كريتر الوحيدة للبنين وهي تجمع في صفوفها كل طلاب كريتر بداخلها بمختلف فوارقهم الفردية والسلوكية .

وكيف لاي مدير القدرة على ادارة وضبط كل ابناء المدينة القديمة لفترتين انه عمر السيد هو الذي سيطر على ذلك العدد وذلك الاختلاف في الفوارق.

ومما اشتهر عن المدير عمر السيد الاسطوري هو سيطرته على طلاب ثانوية لطفي وباقي الثانويات عندما استقام بساحة العروض بصوته الجهوري وهو يوجه جميع الطلاب في العرض الكرنفالي بالانضباط وهم يستقيمون على قدم واحدة بنين وبنات استجابة لتوجيهاته ..

انه عمر السيد صمام امان التربية في ثانوية لطفي وهيبة التعليم والمعلم فلم يجرؤ احد على التطاول على حرم المدرسة وبابها المفتوح وسورها المكسر يكفي ان يعرف المتهور ايا كان ان عمر السيد موجود ،

ولازلت اتذكر حالة الهلع اثناء الطابور المدرسي وهو يقف وسط الشارع امام بوابة المدرسة والطلاب يتسارعون جريا كالبرق ليدركوا الطابور المدرسي ولازلت اتذكر اجتماعات تقييم النتيجة العامة للطلاب بشفافية تامة وتناقش النتيجة ويتم تحليلها في اجتماع رؤساء الشعب ومدرسي المواد ولازلت اتذكر المشاركة في الغذاء الجماعي العفوي لطاقم التدريس الفترة المسائية واللعب الجماعي لكرة القدم بين المدرسين فريقي عمر السيد المدير ومحمد الكدر الوكيل انها ادارة جميلة وناجحة بدرجة عالية

ولازلت اتذكر يوما لايعرفه البعض وهو عندما قدمت للتنسيق مع المدير لاقامة محاضرة عن اضرار القات باسم جمعية مكافحة القات ساقدمها في الثانوية كممثل للجمعية قبل ان اكون معلما في ثانوية لطفي وكيف اني وجدت مالا يصدقه احد ، المدير عمر السيد يرتب قاعة المحاضرة ويحمل الكراسي وينقلها على ظهره بمعية حارس المدرسة من الصفوف الى القاعة والعكس وانا اقول له باتتعب نفسك يامدير وهو يرد علي بقوله ماحد يحك ظهرك الا ظفرك ..

كيف لايكون اسطورة الادارة المدرسية وهو الذي يحضر قبل الطابور ويغادر بعد المغرب ..

لقد عاش عمر السيد في بيتين واسرتين بيته العائلي بين اهله واولاده وبيته التربوي في ثانوية لطفي بين المعلمين والطلاب .

كم انت عظيم استاذي العزيز ومديري الفاضل عمر السيد اسطورة ثانوية لطفي واعذرني على التقصير معكم . فمن يعلم الآن او يسأل عن حال عمر السيد ..؟ ومن يقابل الوفاء بالوفاء معه .. ؟

لن اتمكن من ذكر الايام الجميلة لاسطورة ثانوية لطفي امان فهي كثيرة ولاتحصر في مقال متواضع فلو ان كاتبا سطر في كتاب حياة حافلة بالعطاء في ادارة تربوية في مدينة كريتر فلن يفوته ذكر الاسطورة عمر السيد مدير ثانوية لطفي جعفر امان.