آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 05:06 م

اخبار وتقارير


أفعى إخوان اليمن تبث سموم الفوضى .. ما سر تجدد هذه المسلسل ؟

الأربعاء - 19 يونيو 2019 - 07:08 م بتوقيت عدن

أفعى إخوان اليمن تبث سموم الفوضى .. ما سر تجدد هذه المسلسل ؟
اصابة قائد الحزام الامني إثر احداث الامس

تقرير خاص :

عدن ، سقطرى ، شبوة ، حضرموت ، المهرة ... لا تكاد تخرج من مسلسل لزرع الفوصى والانفلات الأمني ، الا وتدخل في مسلسل آخر ، البطل فيه والمنفذ وأحد ، وأيضاً المخرج والممول والداعم وأحد .. ومثل ما تبرز محافظات الجنوب كساحة لذلك المسلسل ، يبرز في كل مرحلة حزب الإصلاح النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان المسلمين المتشدد كمنفذ ، ومن خلفه تحالف الشر ( إيران - تركيا - قطر).

وها هم وبعد ان كشفهم ضبط النفس الذي اتبعه المجلس الانتقالي في عدن وفضحهم كطرف ساعي لإثارة الفوضى والصراع ، لم يعتبروا أيضاً مما جرى في شبوة بالأمس ، وانتقلوا اليوم إلى سقطرى لإثارة نفس المسلسل وبنفس الشكل والاجندة.

عدن تايم وفي هذا التقرير الخاص تواكب تلك التطورات سيما في سقطرى وترصد اخر تطوراتها ، وكيف سعى الإخوان مجدداً لإثارتها ، وكذلك التعليقات على تلك الأحداث وقراءتها ، كما تبحث في السبب والسر الذي جعل من تلك الأحداث والمسلسلات تتكرر وتتجدد بشكل مستمر وبنفس الميدان ، وعلى نسق وأحد واجندات واحدة.




تطورات الأحداث في سقطرى


تبدأ أحداث سقطرى الراهنة من غضب شعبي عفوي ، حين تظاهر المئات من أبناء مديرية قلنسية بسقطرى بالتزامن مع زيارة قام بها المحافظة ووزير الثروة السمكية في حكومة الشرعية لمديريتهم ، وذلك احتجاجا على اتخاذ المحافظ لقرارات تعسفية بإيقاف مشاريع حيوية لمديرية قلنسية ، من بينها مشروع الكهرباء، المدعوم من مؤسسة "خليفة للأعمال الإنسانية" ، وتحويله إلى شركة أخرى ، لها تجارب سابقة فاشلة في تنفيذ المشاريع ، بالإضافة إلى إيقاف ، ومشروع المياه، وكذلك تجاهل نداءات الصيادين المطالبين ببناء كاسر أمواج لحماية قواربهم.
وبدلاً من أن تتعامل الجهات المسؤولة في المحافظة والوزير بعقلانية ، انجروا وراء مخططات الإخوان ، ووصفوا المحتجين بالخارجين عن القانون والمدفوعين من جهات خارجية ، فتأجج الوضع ، وأتى أمس الثلاثاء لتتعمق المشكلة حين اعترض جنود موالين للشرعية ، متطوعين محليين بحماية جنود من الحزام الأمني كانوا في محمه تأمين وتسهيل وصول مساعدات إماراتية إلى سقطرى ، فاعتدى عليهم جنود الشرعية وجرحوا قيادي في قوات الحزام الأمني ، وفي هذه الحادثه زيف الإخوان الحقيقة وادعوا أن جنود الحزام الأمني أرادوا السيطرة على الميناء.
هذه التطورات وحرف الإخوان لمسار الحقيقة وتزييفها ، دفع بابناء سقطرى، اليوم الأربعاء، للخروج في مسيرة جماهيرية حاشدة ، عبروا فيها عن رفضهم لممارسات السلطة المحلية الموالية للإخوان والقوات العسكرية الموالية لها ، واتهموها بتنفيذ اجندات خارجية تخدم قطر وتحالف الشر الذي يضم إلى جانبها إيران وتركيا ، واتت هذه التظاهرة لتكشف زيف ما تتناقله وسائل الإعلام الإخوانية وتؤكد أن ما يدور في سقطرى هو رفض شعبي من أبناء المحافظة للإخوان ، وقد هتفوا اليوم مطالبين برحيل الإخوان من محافظتهم.
أحد النشطاء من أبناء سقطرى، على تويتر عبر عن مطالب المتظاهرين ، مشيراً إلى أن مطلبهم عزل محافظ سقطرى الاخواني محروس الذي قال إنه يسعى : " لجر الجزيرة الى الفوضى والفتنه بين ابناءها بتوجيهات من حزب الاصلاح الاخواني ، الشعب ضدك وضد اهداف فوضى الإخوان ، وسقطرى لن تكون ساحة للاخوان ضد التحالف"



تعليقات على أحداث سقطرى



تعليقاً على تظاهرة أبناء سقطرى وللتعبير عن التضامن الجنوبي معهم ضد ممارسات الإخوان أطلق نشطاء جنوبيون هاشتاغ حمل وسم (#سقطرى_ترفض_الاخوان) ، وفي هذه الجزئية يرصد محرر (عدن تايم) أبرز التعليقات التي كتبت على ضوء تلك الأحداث وتحت هذا الوسم.
المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي أشار إلى أن الرفض الشعبي في سقطرى يأتي لرفض التأمر على التحالف وافشال لمطامع استخدام سقطرى ممر لتهريب عناصر الإرهاب عبر البحر ، وقال في تعليق نشره عبر حسابه على تويتر : "رفض شعبي سُقطري للإخوان ولتأمر قيادات الاصلاح ضد التحالف العربي خدمةٓ للمطامع الاخوانية ولاستخدام ‎سقطرى الجنوبية ممرآ لتهريب عناصرهم الإرهابية عبر البحر من خلال مجاميع موالية للإرهابي علي محسن الأحمر وبنقل قوات اخوانية الى الجزيرة للسيطرة عليها ومحاربة اَهلها".
من جانبه أعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي د.حسين لقور بن عيدان أن الحقائق على الأرض - في إشارة منه لتظاهرة سقطر اليوم - كشفت سقوط إعلام الإخوان رغم ضخامته.
وقال في تعليق نشره عبر حسابه على تويتر : "سقط إعلام الإخوان رغم تنوعه و ضخامته إلا أن وعي المتلقي أصبح عاليا و لم يعد تنطلي عليه أكاذيب الجزيرة و توابعها".
مضيفاً : " الحقائق على الأرض في الجنوب لن يفرضها الفاسدون و السرق بل ستفرضها الجماهير صاحبة الحق المطلق في تقرير مصيرها بعيدا عن تجار المناطقية و القبلية".
من جانبه ربط الصحفي ياسر اليافعي بين تناول الإخوان الإعلامي والاجندات التي يحملها داعميهم ، داعياً السعودية إلى إدراك ذلك ، وقال : " ‏احتفال قنوات وناشطي الاخوان وعلى رأسهم الأفعى قناة ‎الجزيرة بما حدث امس من فتنة تسبب في المحافظ الاخواني، يؤكد ان الاخوان يسعون للسيطرة على الجزيرة لخدمة اجندتهم في المنطقة وعلى ‎السعودية ادراك ذلك قبل فوات الاوان".
إلى ذلك أكد الصحفي صالح ابو عوذل أن من حق أبناء سقطرى رفض الإخوان ، باعتباره حق مشروع لهم ، وقال في تعليقه : " سقطرى ترفض الاخوان⁩ وترفض وسائل الإرهاب التي يمارسها رموز الاحتلال اليمني الذي لم تجن الجزيرة منه الا الفقر والارهاب والجوع ، وليوم الجزيرة واهاليها يرفضون الاخوان وارهابهم، وهذا حقهم حقهم المشروع".‎‎‎
الناشط عبدالله الحمومي لفت إلى أنه على المحافظ الإدراك أن لا سلطة فوق سلطة الشعب ، وعلق بالقول : ‏"خرج الاف من ابناء جزيرة سقطرى الجنوبية للتنديد بعزل محافظها المحسوب على تنظيم الاخوان المدعوم من قطر .. هنا كلمة الشعب فل يعرف ذلك المحافظ ومن يساندة ان لا سلطة فوق سلطة الشعب".


لماذا يتجدد مسلسل إثارة الفوضى في الجنوب؟


لأن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين المتشدد يحمل اجندات مشبوهة مناهضة للعرب وتشوه الدين باستغلاله لتحقيق مكاسب سياسية ، ويتلقى نظيرها دعم كبير من تحالف الشر (إيران - تركيا - قطر) مالياً وعسكرياً وسياسياً واعلامياً ، وفي ظل تضييق الخناق على هذا التنظيم في العديد من البلدان العربية ، وجد من اليمن ميدان وعبر فرعه في اليمن حزب الإصلاح (إخوان اليمن) ساحة لإثارة الفوضى وضرب الإستقرار الأمني خدمتا لتلك الأجندات التي يحملها.
ولعل هذا الترابط الاجتماعي المشار إليه أعلاه ، والذي وجد في محافظات الجنوب ميدان لمعركته ، تكمن الإجابة على السؤال لماذا تتجدد مساعي الإخوان لإثارة الفوضى واستهداف الإستقرار الأمني في الجنوب بين الحين والآخر ؟ وبمعنى أوضح فالاجابة هي أنهم يحملون اجندات خارجية لم تعد مخفية بل تظهر على السطح ، ويتبناها ويدعمها تحالف الشر (إيران - تركيا - قطر).
وفي واقع الأمر يبرز هذا التحالف ويقود حرب على خصومه في المنطقة العربية ممثلين بالتحالف العربي ، واستهداف سفن النفط ، والأراضي السعودية بالطائرات المسيرة يدخل ضمن هذه الحرب ، إلى جانب ادواتهم في اليمن مليشيات الحوثي ، واخوان اليمن ، وبالتالي من الطبيعي أن تتجدد مساعي الإخوان لأنها تدخل ضمن هذه الدائرة المعادية الواسعة.

معالجة مقترحة

وبناء على القراءة في الفقرات الثلاث السابقة يتبين أن الإخوان لن يتوقفوا عن بث سموم الفوضى والتخريب ، نظراً لارتباطهم ضمن دائرة الصراع ووجود دعم كبير لهم من تحالف الشر ، إلى أنه بالإمكان الحد من هذه الفوضى من خلال توجيه ضربات موجعة لهذا التحالف والأدوات الداخلية ، وتمكين القوى الصادقة والفاعلة مع التحالف أمنيا وعسكريا ومن ثم إداريا ، وبهذا يرجج أن تسير الأمور نحو الحد من هذا المسلسل وتضيق عليه الخناق.