آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 09:22 ص

اخبار عدن


"سياسة فرق تسد" نهج حوثي جديد للانقاض على القبائل

الأربعاء - 03 يوليه 2019 - 06:47 م بتوقيت عدن

"سياسة فرق تسد" نهج حوثي جديد للانقاض على القبائل

عدن تايم - العين الاخبارية

لم تجد مليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع العسكرية لنظام طهران باليمن، أفضل من خطط الاستعمار القائمة على شعار" فرق تسد"، كسياسة خبيثة، في إطار مساعيها لإحكام قبضتها على القبائل اليمنية وتطويعها من أجل المحافظة على مشروعها الإرهابي أطول فترة ممكنة.

وخلال أكثر من أربع سنوات ماضية، عملت المليشيا على تغذية الصراعات، وإشعال نار الفتنة والتناحر بين القبائل اليمنية، إما عبر استحضار خلافات قديمة أو بخلق عداوات جديدة لإضعافها وضربها ببعضها البعض.

مدينة "رداع" التابعة لمحافظة البيضاء، وسط اليمن ، كانت مسرحا لأحدث شرارات تلك السياسة الخبيثة للحوثيين.

إذ تدور منذ أمس الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين قبيلة "عباس" وقبيلة "ريام" الموالية للمليشيات الحوثية، سقط على إثرها 11 قتيلا و15 جريحا وفق إحصائيات أولية، وسط توقعات بارتفاع هذه الحصيلة نظرا لاستمرار المعارك في شوارع المدينة والتي لم تتوقف حتى اللحظة.

* إشعال الفتنة

ووفقاً لتأكيدات مصدر قبلي، فإن سبب الاشتباكات يعود لخلاف قديم بين القبيلتين لكنه عاد وتجدد حاليا بعد اعتداءات متكررة يقوم بها بعض أبناء قبيلة "ريام" الموالية للمليشيا وبدعم ومساندة مباشرة من قبل بعض القادة الحوثيين.

وفي إطار تلك السياسة الخبيثة، تعيش محافظة عمران (شمال) المحاذية لصنعاء، هي الأخرى أحداثا مشابهة منذ السبت الماضي، إثر تفجر مواجهات مسلحة، مازالت مستمرة حتى اللحظة، بين قبيلتي "العصيمات" و"حرف سفيان" المتجاورتين، سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى.

وذكرت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية" أن مليشيا الحوثي عملت على استغلال خلافات قديمة بين القبيلتين تعود لعشرات السنين، على أحد الأودية الذي تدعي كل قبيلة امتلاكها له، من أجل تأجيج الفتنة وإشعال نيران الاقتتال.

وأوضحت المصادر أن المليشيات الحوثية عملت منذ اجتياحها المسلح للمحافظة منتصف 2014، على إثارة هذا الخلاف بين الحين والآخر، ثم ما تلبث أن تتقمص دور المصلح وتقوم باستدعاء المشايخ وأخذهم كرهائن لديها.

واستطاعت المليشيات عبر تغذية الصراعات والتناحر، جعل كثير من شيوخ القبائل يتهافتون على الارتماء في أحضانها لتعزيز نفوذهم القبلي والاستقواء بها على الآخرين، في حين تقوم المليشيات بالضغط عليهم في عمليات الحشد لحربها على اليمنيين وتعزيز جبهاتها المنهارة بمقاتلين جدد.

وبحسب المصدر القبلي، فإن المواجهات المسلحة اندلعت عقب قيام عدد من عناصر الحوثي بقطع المياه عن مشروع أهلي لقبيلة "صبارة" التابعة لـ"حرف سفيان"، والإيحاء لهم بأن قبائل "العصيمات" هم الفاعلون.

ولايزال التوتر متصاعداً حتى اللحظة بين القبيلتين، رغم عديد الوساطات القبلية التي تحاول تهدئة الأوضاع، وفق المصدر ذاته.

**سلوك دول الاستعمار

الباحث الاجتماعي اليمني، موسى النخلاني، أكد أن ما تفعله مليشيا الحوثي اليوم لا يختلف عن سلوك دول الاستعمار قديما.

وقال النخلاني، في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن الحوثي بسياساته القذرة تلك يثبت بأنه مجرد محتل وأجير، لا تربطه أية روابط حقيقية بهذا الوطن، وأن بقاءه مرهون ببقاء حالة الصراع والتنافر بين اليمنيين.

واستمرارا لسياسة الفتنة والتفرقة التي ينتهجها الحوثي، عاشت مدينة إب (وسط)، الأسبوع الماضي، حالة رعب شديدة على وقع حرب الشوارع التي نشبت بين مسلحين من "آل سفيان" وآخرين يتبعون "آل السقاف" و"آل بابكر".

واتهم ناشطون من أبناء مدينة إب، قادة بارزين في مليشيا الحوثي بلعب دور الطرف الثالث الذي تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة طالت معظم شوارع المدينة، وأحدثت حالة هلع ورعب شديدين في أوساط السكان المحليين.

واندلعت الاشتباكات بين آل سفيان من جهة، وآل السقاف وبابكر من جهة أخرى، عقب مقتل الشيخ إسماعيل عبدالقادر سفيان الذي كان يقوم بوساطة لحل إشكالية بين ضابطين يتبعان قوى الأمن الحوثية، أحدهما من قبيلته والآخر من قبيلة بابكر وجميعهم من مديرية "النادرة" ذاتها.

**تأجيج الصراعات

وأشار عدد من أبناء مدينة إب بأصابع الاتهام إلى القيادي الحوثي البارز صالح حاجب، المشرف العسكري والأمني في المحافظة، وفريق الاغتيالات التابع له، في تصفية الشيخ سفيان التي تسببت في اندلاع الاشتباكات العنيفة.

وأكدوا أن القيادي الحوثي استطاع بهذه الحادثة ضرب أكثر من عصفور بـ"عيار ناري واحد"، حيث تخلص بداية من الشيخ المتحوث إسماعيل سفيان الذي ربما كان يرى في بقائه خطراً شخصياً ومنافساً على منصب الرجل الأول في المحافظة، وبالأخص بعد الخدمات التي قدمها خلال معركة السيطرة على مديرية "العود" قبل عدة أشهر.

أما العصفور الثاني فتمثل في جعل اللواء عبدالحافظ السقا ؛ الذي يمثل ثقلاً أمنياً وقبلياً كبيراً، ويعد أحد أقوى رجال الرئيس السابق على عبدالله صالح في إب، عرضة للثأر والقتل في أية لحظة بحجة الانتقام، وذلك إلى جانب إشعال الفتنة بين قبيلتي السقاف وسفيان والتي سيصعب إطفاؤها على الأقل في المدى القصير.

وبالإضافة لكل ذلك، فقد أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة تجاه آخر رجال حزب المؤتمر الشعبي العام في إب "عبدالواحد صلاح" المعين في منصب محافظ المحافظة، والذي يتهمه الشارع بالتواطؤ والضعف.

ومنذ 4 سنوات، تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، التنكيل بالمدنيين في جميع المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها.

وتحولت العاصمة صنعاء والمحافظات تحت سيطرتها إلى ما يشبه المعتقل الكبير، بعد استحداث مليشيا الحوثي الإرهابية عشرات السجون السرية تضم بداخلها أكثر من 5 آلاف ناشط سياسي واجتماعي مناهض للانقلاب.