آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 11:42 م

تحقيقات وحوارات


المحلل السياسي د. الخلاقي:هناك رموز في السلطة لا يريدون لعدن خيراً مثلهم مثل الحوثيين والمخلوع

الأربعاء - 25 مايو 2016 - 03:12 ص بتوقيت عدن

المحلل السياسي د. الخلاقي:هناك رموز في السلطة لا يريدون لعدن خيراً مثلهم مثل الحوثيين والمخلوع

متابعات

د.علي الخلاقي لقناة (الإخبارية) أمس في حديث صريح:
- السلطة الشرعية بمؤسساتها المركزية غائبة عن عاصمتها ليس فقط كأشخاص ورموز ولكن غائبة أيضاً حتى عن الإهتمام الذي ينبغي أن تبديه

- هناك رموز في السلطة لا يريدون لعدن خيراً مثلهم مثل الحوثيين والمخلوع

- عدن لا تعاني من الإرهاب فقط..بل تعاني أيضاً من الإرهاب البيئي ومن الإرهاب الكهربائي

-يتطلب من المواطنين المزيد من اليقظة والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، ويجب أن ترافق هذه العملية أيضاً حملة توعية


كان الأكاديمي والكاتب السياسي د.علي صالح الخلاقي مساء أمس الثلاثاء الموافق 24مايو2016م ضيفاً في قناة "الإخبارية" السعودية في برنامج (المشهد اليمني) والمكرس للحديث عن التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها عدن. ..وفي البدء سأله مقدم البرنامج الأستاذ مبارك العصيمي: لماذا الاستماتة الآن على عدن..وعلى أن لا يتوفر الأمن والاستقرار في عدن؟ ..على أن لا تتوفر الكهرباء في عدن..على أن لا تتوفر المعيشة..على أن لا تتوفر الحياة الطبيعية للناس في عدن ..من هذه الأطراف التي تسمى نفسها مرة قاعدة ومرة داعش ومرة تسميات أخرى ..لماذا عدن؟..
أجاب د.الخلاقي:
-في البدء نترحم على أرواح أولئك الذين استشهدوا في هذه الحادثة الإرهابية في عدن والتي حصدت أرواح العشرات من شبابنا الذين كانوا في مقدمة الصفوف لمواجهة الغزاة الحوثيين وقوات المخلوع وأرادوا أيضاً أن يواصلوا رسالتهم الوطنية من خلال التحاقهم بمؤسسة الجيش الوطني فتعرضوا لهذه الجريمة البشعة وهي ليست الأولى التي تتعرض لها مراكز التسجيل سواء في عدن أو في المكلا، ففي الأسبوع الماضي حادثة مشابهة وبنفس السيناريو والإعداد والإخراج جرت في المكلا ، وقبل فترة رأينا أيضاً حادثة في رأس عباس عند تسجيل مجموعة أيضاً من شباب المقاومة الجنوبية وكذلك الحوادث التي تعرض لها القادة في عدن وأدت إلى اسشهاد المحافظ الشهيد جعفر محمد سعد وكذلك المحاولات لاستهداف المحافظ عيدروس الزبيدي وقائد الأمن وقائد المنطقة العسكرية ..عدن مُستهدفة ..فالحوثيون يسمون الجنوبيين بشكل عام دواعش وهذه الحركات الإرهابية تسميهم مرتدين..فنحن أمام جماعات إرهابية تستهدف بدرجة رئيسية المحافظات المحررة وعدن بالذات، لأن عدن هي أول مدينة تحررت منهم وأذاقتهم طعم ومرارة الهزيمة في العام الماضي، ولأنها أُختيرت كعاصمة سياسية للبلاد فأنهم لا يريدون لهذه المدينة أن تستقر أمنياً ولا تستقر أيضاً خدماتها العامة ولا أيضاً تشهد ملامح الحياة المدنية المستقرة..ومع ذلك نقول أن عدن تشهد يوماً عن يوم حالة الاستقرار الأمني الذي نلمسه ويلمسه المواطنون، رغم كل تلك الأحداث التي هي ربما الورقة الأخيرة بيد هذه العناصر وبيد من يقف ورائها..وحينما نقول من يقف ورائها نعرف من المستفيد من هذه الحركات، نحن لم نرَ في عدن أية أعمال باسم هذه المنظمات الإرهابية تستهدف الحوثيين اثناء سيطرتهم على عدن ..
-وسأله المذيع: دكتور علي اليوم عمليات إنتحارية..كانت من قبل في الأغلب زرع متفجرات في الأماكن وفي الطرق التي تمر منها الوفود الرسمية وتمر منها القيادات ..اليوم عملية انتحارية..هل نحن أمام أسلوب جديد اليوم من العمليات الانتحارية؟
-لسنا أمام سلوك جديد..هذه المنظمات ومن يديرها تستخدم كل الأساليب الممكنة..فبعد الحملات الأمنية الناجحة في عدن، رغم ما صاحبها من صراخ إعلامي لدى البعض وقلل من أهميتها حينما مسَّت بعض من اُتخذت التدابير الأمنية للتحقق من هوياتهم من مختلف المناطق شمالاً وجنوباً، مع ذلك فأن هذه الأساليب ربما هي الورقة الأخيرة لمثل هذه المنظمات بعد أن حُوصرت وتعرضت لضربات موجعة سواء في عدن أو في المكلا فبقيت لديها تلك الأعمال الانتحارية التي تلجأ إليها مختلف المنظمات الإرهابية، بما في ذلك في أكثر الدول تطوراً. ولكن مع ذلك فأن العملية الأمنية ما زالت مستمرة، وتتخذ أشكالاً كثيرة ، ولكنها بحاجة إلى دعم من قبل السلطة الشرعية ومن قبل قوى التحالف العربي لدعم السلطة المحلية في عدن لتنهض بأعباء هذه المهمة الأمنية التي تعد شكلاً من أشكال الصراع مع الحوثيين والمخلوع، فلا زالت المعركة معهم مستمرة وهم لا يريدون لعدن أن تنعم بالاستقرار ولا يريدون أيضاً بناء مؤسسات أمنٍ وجيشٍ وطني لشعورهم بأن هذا هو الضربة الأخيرة لهم بعد أن مُنيوا بهزائم على الأرض..وهنا لا بد أن نتنبه لهذه المسألة ونعطي السلطة المحلية الدعم اللائق الذي يمكنها من أن تقوم بهذه الأعباء الأمنية الكبيرة خاصة وأن القوى الأمنية نعرف أنها مؤسسة جديدة لأن القوات الأمنية السابقة قد أُفرغت من محتواها والجيش القديم قد كان ضالعا بالانقلاب مع المخلوع، وإعداد قوات جديدة وخبرات جديدة يتطلب دعماً كبيراً ووقتاً لكتمال إعداد هذه القوات الأمنية والعسكرية لتقوم بواجبها، ولكي تسير بخطى حثيثة.
-سؤال: الآن التحدي أمام المواطن وليس حتى الحكومة الشرعية فقط..أمام المواطن العدني الآن التحدي، هناك من لا يريد أن يبقى هذا المواطن آمناً ، اليوم أستُهدف مجموعة من المواطنين الذين يريدون أن يلتحقوا بهذه القطاعات الأمنية .ما الذي يجب على المواطن الآن فعله في مواجهة هذا التحدي ومواجهة محاربة الأمن من أجل أن يثبت أمنه بنفسه؟.. أجاب د.الخلاقي:
-نعم..هي مسألة تمس صميم أمن المواطن بدرجة رئيسية ..حينما تُستهدف عدن يُستهدف المواطن فيها بدرجة رئيسية..بما في ذلك الشباب الطامح إلى الالتحاق في إطار المؤسسات الأمنية أو العسكرية..
-قاطعه المذيع:.. ما الذي يمكن قوله الليلة للمواطن العدني بعد هذه العملية الكبيرة؟
-هذا ما أريد أن أقوله وأوصل إليه أن المواطنين في عدن يرحبون بأية إجراءات أمنية وهم متعاونون الآن مع المؤسسات الأمنية في أحيائهم السكنية بعد الخلاص من تلك الخلايا التي كانت تتحرك نهاراً جهاراً..أصبحت حركة هذه الخلايا في الظلام ولا يشعر بها الكثيرون..ولكن يتطلب من المواطنين المزيد من اليقظة والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، ويجب أن ترافق هذه العملية أيضاً حملة توعية من قبل القضاة والدعاة وأئمة المساجد وفي المدارس والجامعات وغيرها لتجنب وقوع شبابنا في مثل هذا الفكر الضال الذي يدعي الإسلام والإسلام منه براء ..لأنه يمس حياة العشرات من الشباب المسلم الذي أراد أن يلتحق بالجيش ليوفر لقمة عيش لأسرته ويخدم وطنه، ومثل هذا الأمر يتطلب عملية توعية إلى جانب التعاون الذي يبديه المواطن ..بل وصل الأمر إلى أن المواطنين أبدوا استعدادهم لأن تُفتش عدن بيتاً بيتاً حتى يتم الخلاص من تلك الخلايا التي ربما تكون مزروعة هنا أو هناك وتتخفى بأشكال وألوان مختلفة.
-دكتور علي.. ما سمعنا حقيقة بأي قائمة من الذين يقفون خلف هذه الأعمال..رغم أنه قُبض على بعضهم وحُقق معهم ..وفي عملية اليوم هل تم التعرف على أحد من الذين نفذوا العملية؟
-هذه المسألة ربما لها صلة بسرية المعلومات..وربما تتحفظ الأجهزة الأمنية عن إعلان بعض الأسماء لأن ذلك سيؤثر على مجرى التحقيقات ..لكن الثابت أن هناك الكثير من الرموز والقيادات التي هي الآن رهن التحقيق وقدمت معلومات ثمينة يتم على ضوئها ملاحقة تلك الأوكار..لكنني أريد أستاذ مبارك أن أعلق على سؤالكم.. أين الحكومة من كل ما يجري في عدن؟!!.. عدن لا تعاني من الإرهاب فقط..بل تعاني أيضاً من الإرهاب البيئي ومن الإرهاب الكهربائي.. أنت تعرف إننا الآن في حر عدن القائظ والكهرباء تنقطع بمعدل أربع ساعات وتعود لتشتغل لمعدل ساعة إلى ساعتين ثم تنقطع أربع ساعات في حر لا يمكن وصفه..وهنا يتبين غياب السلطة المركزية للأسف الشديد.
-قاطعه المذيع بقوله: هذا دكتور ناقشناه في الحلقة الماضية موضوع الكهرباء في عدن وأعتقد أن الإشكالية إلى حد ما حُلّت من إحدى دول التحالف أو في طريقه إلى الحل؟..أجاب د.الخلاقي:
-وعود حتى الآن نتمنى أن تُفرج الأزمة قريباً..وأريد أن أقول أن السلطة الشرعية بمؤسساتها المركزية غائبة عن عاصمتها ليس فقط كأشخاص ورموز ولكن غائبة أيضاً حتى عن الإهتمام الذي ينبغي أن تبديه ..ويحمّل البعض المحافظ أو مدير الأمن أو قائد المنطقة العسكرية كل هذه الهموم، رغم افتقارهم للكثير من الاعتمادات والإمكانيات، حتى أن هذه الأجهزة الجديدة التي يجري إعدادها تفتقر للكثير من الإمكانيات ..ومراكز الشرطة أعيد البعض منها ولكن بإمكانيات ضعيفة ..لم تعد بكامل إمكانياتها وأطقمها وأفرادها، وهذا يتطلب مزيد من العناية والدعم حتى تكون عدن التي تحررت قبل غيرها وأُتخُذ منها عاصمةً ولجأ إليها الرئيس الشرعي مثالاً ونموذجاً ..ونحن منذ اللحظات الأولى نقول أن عدن ينبغي أن تقدم النموذج لتقتدي بها كل المناطق المحررة ، ولكن للأسف الشديد ربما أن هناك رموز في السلطة لا يريدون لعدن خيراً مثلهم مثل الحوثيين والمخلوع، ربما لمماحكات سياسية أو لحسابات سياسية يعرفها الكثيرون.. ولهذا نتمنى أن تكون مصلحة العاصمة السياسية فوق كل اعتبار، وأن تتاح الفرصة للسلطة المحلية لتنهض بالأعباء من خلال تقديم كامل الدعم وعلى قوات التحالف أن لا تبخل أيضا في هذا الجانب لانتشال عدن من هذه الهموم والمشاكل التي أصبحت تعانيها بعد التحرير.