آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

اخبار وتقارير


تحليل- ماذا تبقى أمام الجنوبيين؟

السبت - 17 أغسطس 2019 - 06:19 م بتوقيت عدن

تحليل- ماذا تبقى أمام الجنوبيين؟

عدن تايم / خاص

كشفت أحداث عدن ونجاح المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية في تأمينها من مشاريع الفوضى والإرهاب ، كشف المستور عن المواقف الداخلية والخارجية منه ، وبين من يقف ضد إرادة الجنوبيين وأهداف ثورتهم.
وفي هذا التقرير تسلط (عدن تايم) الضوى على التحركات والمواقف الداخلية والخارجية التي برزت وظهرت على السطح في موقفها المعادي للجنوب وشعبه وقضيته ، على خلفية أحداث عدن .. ويجيب التقرير التحليلي المدعم بارأى ساسة ومحللين وصحفيين عن كيفية ظهور موقف ثلاثي الشر الخارجي (إيران وتركيا وقطر) واذرعه الداخلية (إخوان اليمن ومليشيات الحوثي) من أحداث عدن .. وطبيعة علاقة الشرعية بنظام قطر .. وماذا يتوجب على الجنوبيين كخطوات قادمة.



ثلاثي الشر


ولعل أبرز ما كشفت عنه أحداث عدن هي ظهور ثلاثي الشر (إيران تركيا وقطر) بموقف موحد رافض لخطوات الانتقالي وقواته الجنوبية في تأمين عدن من الفوضى والإرهاب الذي يدعموه ، واعتبروها انقلاب ، بل إن المفارقة العجيبة أنهم ظهروا في صف الشرعية ومدافعين عنها رغم أنهم متعارضين معا.
ولم يقف الأمر عن التصريحات المعلنة ، حيث سارع وزير الخارجية الإيراني لزيارة الدوحة عقب أحداث عدن ، فيما طار وفد من الحوثيين إلى إيران للقاء خامنئي ، وكل هذه التحركات والزيارات نقلت لعب ثلاثي الشر (إيران تركيا وقطر) من تحت الطاولة ، وأصبح اللعب والتنسيق المشترك على المكشوف ، وموجه بشكل خاص ضد الجنوب وقضيته وشعبه بدرجة أولى ، بالإضافة إلى كونه يستهدف التحالف العربي وما تحقق من انتصارات على المشروع الفارسي ، وجهود التنمية وتعزيز الأمن التي نفذها وينفذها في المناطق المحررة.



كشف المستور داخليا

ومثل ما كان لاحداث عدن موقف خارجي معادي لثلاثي الشر ، انعكس ذلك على أدوات الثلاثي في الداخل اليمني ، حيث ظهر إخوان اليمن ومليشيات الحوثي في موقفهم المعادي لخطوات المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية ، واعتبرها الإخوان انقلاب وأعلن رفضه لها ويحرض إعلاميا ويستخدم الشرعية للعمل ضدها ، وبالمقابل اعتبرتها مليشيات الحوثي مؤامرة واعلنت رفضها وتحرض وتعمل أيضاً ضدها ، ومن أبرز تلك الأعمال تصعيدها عسكرياً باتجاه الجنوب.
وجددت أحداث عدن التأكيد على حقيقة الارتباط بين الحوثي والإخوان ، بل إن قادة من الطرفين تحدثوا وبالفصيح عن استعدادهم لوضع أيديهم ببعض للوقوف ضد الجنوب وشعبه وقضيته ، وبالتالي قطعوا الشك باليقين واظهروا للجنوبيين أنه لا ولن يكون هناك التقاء مع حلف الشر الإخواني الحوثي تجاه الجنوب وشعبه وقضيته.



تحريض إعلام الإخوان والحوثي ضد الجنوب


ولم يتوقف الموقف الإخواني الحوثي حيال الأحداث في عدن عند الرفض والتصعيد السياسي والميداني ، بل احتل الجانب الإعلامي حيز أكبر في هذا الجانب ، وتوافق ذلك مع إعلام محور الشر الأكبر إيران تركيا وقطر.
تقارير وأخبار ومقابلات في الشارع كثف منها إعلام الإخوان والحوثي ، وعمل على توجيهها بشكل متعمد ضد الجنوب وقضيته وشعبه وخطوات مجلسه الانتقالي وقواته الجنوبية في تأمين عاصمتهم.
واكتسبت رسالة الإعلام الإخواني الحوثي طابع التحريض للشارع في الشمال ضد الجنوب والجنوبيين ، من خلال التقارير المختلفة ، فعلى الرغم من أننا في أيام العيد تعمدوا تسجيل تصريحات من الشارع للحديث عن أحداث عدن ونقل خطاب شعبي شمالي محرض ومعادي لما جرى في عدن ، بدلاً من الحديث عن العيد وفرحته.



ثلاثي الشر والتوافف ضد الجنوب


التوافق الداخلي بين مليشيات الحوثي واخوان اليمن الموجه ضد الجنوب وقضيته وشعبه ، هو في الأصل امتداد للموقف الخارجي لثلاثي الشر ( إيران تركيا وقطر) الداعم لتلك الأطراف الداخلية.
ورأى المحلل السياسي هاني سالم مسهور أنه ومع أحداث عدن اكتملت المواقف لثلاثي الشر ضد الجنوب وقضيته ، وقال : " اكتملت المواقف بانضمام قطر إلى إيران وتركيا ضد القضية الجنوبية وهذا ما كنا نردده لسنوات فعدو الجنوب كان وسييقى في ثالوث الشر وما قرار المجلس الانتقالي الجنوبي بحظر جماعات الاسلام السياسي إلا خطوة صحيحة بدأت في عدن عملياً ويجب أن تستكمل باقتلاع الإخوان من وادي حضرموت".



علاقة الشرعية بقطر


‏ومن جهة أخرى وفي ذات السياق الداخلي فقد أبرزت أحداث عدن حقيقة العلاقة بين الشرعية المختطفة من الإخوان والنظام القطري ، وبينت كذبة قطع العلاقات بينهما .
وفي هذا الصدد يقول الإعلامي جمال الحربي : "كشفت أحداث ‎عدن عن العلاقة بين الشرعية والنظام القطري وجماعة الاخوان، فجأة انبرى مسؤولي الشرعية لمهاجمة ‎التحالف العربي واتهام ‎السعوديه، وكأنهم كانوا ينتظرون الوقت المناسب فقط لاعلان خيانتهم".
وبناء على هذا الموقف أكد الحربي : "الرهان على الشرعية في ظل سيطرة ‎ حزب الاصلاح عليها رهان على جواد خاسر، فبسبب هذا التنظيم المرتهن لاجندته التآمرية تعثر استكمال التحرير".
بدوره أعتبر المحلل السياسي هاني مسهور أن أحداث عدن أكدت على أن الشرعية تحولت إلى ذراع قطرية ، وقال : "انعكست المقاطعة العربية لدولة قطر على الجنوب ومنذ اللحظة الأولى لفتنا النظر حول أن الشرعية المختطفة تحولت لذراع من أذرع الدوحة عبر افتعالها الأزمات المتوالية، لتعلن قطر أخيراً انسجامها مع موقف حزب الإصلاح عندما أسقط المجلس الانتقالي العباءة التي كانوا يتدثرون بها".



ماذا تبقى أمام الجنوبيين؟


ويشير المحلل السياسي هاني مسهور إلى أن أحداث عدن اظهرت توافق الموقف الحوثي الإخواني داخليا وإيران وتركيا وقطر خارجيا ، وقال : "قلناها ملتهم واحدة الإخوان والإيرانيين مشروعهم إخضاع العالم العربي لمشروعهم وسلطتهم عبر أفكارهم الشيطانية ، مضيفاً ، وهذه تركيا أظهرت موقفها المخالف لتوجهات السعودية والإمارات واختارت خطاب التصعيد المتوافق مع حزب الاصلاح".
وأمام هذا التوافق يطرح مسهور في قراءته للمشهد ما يتوجب على الجنوبيين في المرحلة المقبلة ، وقال : "ليس أمام الجنوبيين إلا أن يذهبوا في معركتهم ضد دعاة الخراب والدمار فالمواقف المعلنة من قطر وتركيا وايران قطعت كل الشكوك فأما أن ينتصر الجنوب أو يغرق في الحروب".