آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 06:04 م

الصحافة اليوم


الخليج : «الإخوان» تغلغلت في مفاصل الشرعية وصادرت قراراتها

الثلاثاء - 03 سبتمبر 2019 - 01:00 م بتوقيت عدن

الخليج : «الإخوان» تغلغلت في مفاصل الشرعية وصادرت قراراتها

عدن تايم - الخليج الاماراتية:

كشفت المواقف المعلنة من قبل الرئاسة والحكومة والحملات المتصاعدة والمغرضة ضد دولة الإمارات عن مدى تغلغل نفوذ وسيطرة حزب «الإصلاح»؛ الممثل لجماعة «الإخوان» في اليمن، على دوائر صنع القرار الرئاسي والحكومي، والتحكم في توجهات الخطاب السياسي والدبلوماسي والإعلامي المعبر عن الحكومة ، ما يشير إلى أن الحكومة هي أداة «الإصلاح» في مشروع السيطرة على اليمن؛ حيث تغلغل الحزب في مفاصل الدولة، وصادر قراراتها؛ خدمة لمصالحه الذاتية.

واعتبر عبد العزيز رزق أحمد الصريم وهو دبلوماسي سابق في تصريح ل«الخليج»: أن سيطرة حزب «الإصلاح» على توجهات الخطاب والقرار الرئاسي والحكومة في مؤسسات الشرعية ؛ يبرز بشكل واضح وغير ملتبس، عند مراجعة قرارات التعيينات في المناصب العسكرية والأمنية أو الحكومية والدبلوماسية الصادرة خلال السنوات الماضية عن الرئاسة أو الحكومة، حيث تهيمن الشخصيات المنتمية تنظيمياً ل«الإصلاح» أو الموالية للحزب والمناوئة للتحالف العربي على قائمة هذه التعيينات، التي حرص من خلالها «الإخوان» على تعزيز نفوذهم في مختلف المؤسسات وبخاصة في السلكين (العسكري والدبلوماسي) انطلاقاً من امتلاكهم لأدوات التأثير المباشر في مفردات وتوجهات القرار الرئاسي والحكومي؛ من خلال السيطرة على الدوائر الضيقة المحيطة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وعبر تقلد شخصيات موالية ومرتبطة بشكل وثيق بالحزب وتوجهاته الأيدلوجية «الإخوانية» مناصب رفيعة في المؤسستين؛ من أبرزها: مدير مكتب الرئيس عبد الله العليمي، الذي يضطلع بحسب ما أكدته مصادر موثوقة في مكتب الرئاسة ل«الخليج» بصلاحيات واسعة تتجاوز المهام التقليدية المحددة لمنصبه.

من جهته، اعتبر الخبير في مجال إدارة الأزمات الدكتور عبد العزيز أحمد السقاف في تصريح ل«الخليج»: أن حزب «الإصلاح» تمكن من السيطرة على قرارات الرئاسة والحكومة ليس فقط من خلال تغلغل نفوذ ممثليه داخل المؤسستين الحكومية والرئاسية، ولكن أيضاً بتكريسه لأدوات أخرى، من قبيل امتلاكه لمناطق نفوذ قبلية وبخاصة في محافظات مأرب والجوف وتعز والبيضاء، والمشاركة الفاعلة لأنصاره في عدد من جبهات القتال الرئيسية، والتي تكشف خلال العامين الماضيين أنها الأقل إنجازاً والأكثر تعثراً في تحقيق التقدم الميداني.

وأضاف السقاف: «إن حزب «الإصلاح» استخدم كافة أدوات الضغط والتأثير المتاحة له؛ لتحقيق مكاسب ذاتية لا علاقة لها بالشعارات التي تتصدر خطابه السياسي والإعلامي والتي تتسم بطابعها الوطني والمذهبي المحرض على قتال جماعة الحوثي باعتبارها «فئة باغية»، تستخدم السلاح ولغة القوة لفرض توجهات عقائدية ومذهبية مستوردة من الحوزات الشيعية المتطرفة ب«قم» الإيرانية».

وأشار السقاف إلى أن الخطاب الرئاسي الذي بُث قبل أيام، وتضمن اتهامات مفاجئة وغير منطقية لدولة الإمارات، يختزل بشكل سافر سيطرة «الإخوان» على الخطاب السياسي والإعلامي للرئاسة ، واندفاعهم إلى محاولة الرد بأكثر الطرق حدة على إحباط الإمارات لمخطط إرهابي كان يستهدف قوات التحالف؛ حيث قامت قوات التحالف بضربات جوية استباقية.

وأسهم تغلغل نفوذ وسيطرة حزب «الإصلاح» على دوائر صنع القرار الرئاسي والحكومي في الحكومة ، في انحراف بوصلة التركيز المفترض على معركة تحرير اليمن من براثن الميليشيات الحوثية؛ لتشهد السنوات الثلاث الأخيرة ظهوراً متكرراً للأزمات الطارئة والخلافات المتصاعدة داخل أروقة الحكومة؛ جرّاء تنامي سخط العديد من المسؤولين والشخصيات القيادية من تحكم «الإخوان» وسيطرتهم على قرارات الحكومة، وهو ما كشف عنه بجلاء التعديل الحكومي الأخير، الذي حسم هذه الصراع غير المعلن لمصلحة لوبي «الإصلاح»، الأكثر نفوذاً في المؤسسة الرئاسية والذي تمكن مجدداً من فرض إرادته والاحتفاظ بالتمثيل الوزاري لشخصيات موالية، وأخرى مناهضة للتحالف وقيادته الممثلة في السعودية والإمارات من قبيل وزير النقل صالح الجبواني، على الرغم من افتقاد الأخير لمقومات الكفاءة المفترضة لشغل مثل هذا المنصب.