آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 08:56 م

اخبار عدن


تقرير خاص- علي كاتيوشا.. مجرم حرب 94 يطل برأسه الى الجنوب مجددا

الإثنين - 09 سبتمبر 2019 - 11:24 ص بتوقيت عدن

تقرير خاص- علي كاتيوشا.. مجرم حرب 94 يطل برأسه الى الجنوب مجددا

عدن تايم/ وضاح الاحمدي

بعد اكثر من 24 عاما على اجتياح الجنوب في يوليو عام 1994، من قبل القوات اليمنية " الشمالية" المشكلة من قوات عسكرية وقبلية ومقاتلين إرهابيين بقيادة الجنرال العجوز علي محسن الاحمر، يعود الاخير الى سطح الأحداث في الجنوب من بوابة الحكومة الشرعية اليمنية هذه المرة بحرب جديدة رغم انها لا تحمل اي اختلافا عن سابقتها لا من حيث التوجه او الأهداف والمطامع.

دشن الأحمر حربه على الجنوب بدءا بعمليات الاغتيال والاخفاء القسري التي طالت اكثر من 150 قيادي سياسي وعسكري وامني جنوبي في العاصمة صنعاء، وهي المهمة التي أوكلت له من رئيس النظام السابق علي عبدالله صالح، بين عامي 1991 و 1993، بمعية اللواء القشيبي الذي كان يوصف بأنه الذراع الأيمن للجنرال العجوز، الأمر الذي دفع بالجنوبيين شركاء الوحدة اليمنية الى إعادة النظر في أمر الوحدة وقراءة النوايا الحقيقية للشركاء الشماليين.

في العام 1994، وبعد وحدة اندماجية فاشلة بين الشمال والجنوب، قرر الجنوبيين على اثر ذلك انساحبهم من اتفاقية الوحدة الموقعة عام 1990، والعودة الى العاصمة عدن، اجتاحت القوات اليمنية "الشمالية " العاصمة عدن ومعها كافة المحافظات الجنوبية، بقيادة الجنرال محسن، ما اسفر ذلك عن قتل الآلاف من الجنوبيين عسكريين ومدنيين، لحق ذلك تدمير كبيرا للبنى التحتية ونهب واسع طال المعسكرات ومؤسسات الدولة واملاكها، وتسريح الاف الموظفين من أعمالهم على نحو عبثي لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا.

برز اسم الأحمر كمصاص دماء بعد ان وصفه الجنوبيين حينها ب " علي كاتوشيا" نظرا لامطاره مدينة عدن بسلاح الكاتوشيا، قبل ان يحولها الى مدينة مفتوحة للسلب والنهب أمام المقاتلين في صفه وابرزهم الجماعات الارهابية القادمة من أفغانستان " الأفغان العرب" وكان له من ذلك نصيب الاسد في نهب الأراضي والمصانع والمؤسسات الانتاجية، التي وضعته في فترة وجيزة على رأس قائمة اغنياء البلاد، واحد اهم اقطاب العمل السياسي والعسكري في المنطقة، وتوج ذلك بتعزيز نفوذه المتراكم منذ حروب المناطق الوسطى ( إب - تعز) التي ارتكب فيها مجازر بشعة بحق المدنيين من سكان المحافظتين المناوئين لنظام صنعاء منتصف السبعينيات من القرن المنصرم.

تولى الجنرال العجوز نقل مركز الجماعات الارهابية خصوصا القادمة من أفغانستان، من صنعاء وعمران وبعض المحافظات الشمالية والشرقية الى العاصمة عدن ومحافظات لحج وأبين وشبوة وبعض مناطق حضرموت، وفتح لها معسكرات تدريبية وتم منح عناصرها أرقاما عسكرية ورتب رفيعة، كما عمد الى السيطرة على المؤسسة التربوية والتعليمية بمعية حزب الاصلاح " اخوان اليمن" وتغيير مناهجها الدراسية وافتتاح معاهد تعليمية دينية تحرض على العنف والإرهاب بديلا عن النهج التعليمي التربوي الجنوبي، الأمر الذي ساهم في استقطاب النشىء والشباب الى هذه الجماعات حتى باتت اغلب المحافظات الجنوبية عرضه للأعمال الارهابية تارة وللطيران الاميركي تارة اخرى.

في 12 اكتوبر نفذت الجماعات الارهابية اول عملية ارهابية في الجنوب من خلال استهداف المدمرة الأميركية يو سي سي كول قبالة سواحل عدن، تلى ذلك عدة تفجيرات طالت انابيب النفط والغاز في محافظتي شبوة وحضرموت وعمليات اغتيال واختطاف لسواح عرب واجانب، فضلا عن شخصيات سياسية وعسكرية اغلبهم جنوبيون، وتحويل عدد من المحافظات الجنوبية الى مراكز إقليمية للتنظيم الارهابي العابر للقارات.

في العام 2007، خرج ابناء الجنوب في مظاهرات واعتصامات سلمية تحت مسمى الحراك السلمي الجنوبي للمطالبة بفك الارتباط عن الوحدة اليمنية، وحققوا بذلك نجاحا كبيرا في فترة قاسية من خلال اعادة ترتيب الشتات الذي لحق بالجنوبيين جراء حرب 94 كما شكلوا ضغطا كبيرا على نظام صنعاء الذي كان الاحمر احد ابرز اقطابه، الأمر الذي دفعه الى استخدام ورقة الإرهاب ضدهم ووجه عناصر من تنظيم القاعدة بتنقيذ عمليات اغتيال وتصفية لقيادات بارزة في الحراك الجنوبي، وباعترافات طارق الفضلي عبر حوار متلفز بثته قناة اليمن اليوم.

ساهم الجنرال العجوز وبشكل فاعل على انتشار الجماعات الارهابية والتنظيمات المتطرفة في الجنوب وتوسيع رقعة تواجدها ونفوذها بعد تصدره لثورة 11 فبراير بصنعاء، التي اطاحت بنظام صالح ومنحت الاحمر بمعية حزب الإصلاح نفوذا سياسيا واسعا، لكن الارهاب اصبح اكثر قوة عندما اصبحت مدن الجنوب تحت سيطرة الحكومة الشرعية المخترقة من قبل الاحمر وحزب الإصلاح، ودشن اولى عملياته بعد حرب الحوثيين بتفجير فندق القصر بعدن في اكتوبر عام 2015، قبل ان يعلن التنظيم ان كافة القوات الجنوبية والمساندة لها هدفا مشروعا له، وتم ذلك بدءا باغتيال محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد مرورا بموظفي الهلال الاحمر الإماراتي وافراد الامن العام التابعين لادارة امن عدن، اضافة الى عمليات وتفجيرات واسعة وكثيفة راح ضحيتها مئات الأبرياء من امنيين ومدنيين، عل ابرزها تفجيري معسكر الصولبان ومجزرة دار المسنين ومعسكر بدر.

حققت القوات الجنوبية وبمساندة الامارات العربية المتحدة نجاحا كبيرا في اقل من عامين في تطهير كافة المحافظات الجنوبية، وهو ما ساهم في الحد من أعمال التنظيمات الإرهابية وتهديدها الأمن القومي العربي والعالمي، وحظيت هذه النجاحات بإشادات إقليمية ودولية وعربية، وساهمت في توسع رقعة النفوذ العسكري للقوات الجنوبية ومحاصرة التنظيمات الارهابية خصوصا حرب شبوة الاخيرة التي فضحت العلاقة التاريخية الوطيدة بين الجنرال محسن والتنظيمات الارهابية التي شاركت وبقوة في قتال الاحزمة الامنية وقوات النخبة.

كما كشفت المخطط الخطير لعودة الإرهاب إلى الجنوب بقيادة الجنرال العجوز وتحت غطاء الشرعية اليمنية ثانية، حيث أظهرت الإحداث الأخيرة في شبوة وعدن ولحج وأبين أن هدف الحملة التي دعمها الأحمر هدم الأجهزة الأمنية التي تحارب الإرهاب، واتضح جليا ذلك من خلال ظهور اعلام داعش على شاشات التلفزة الناقلة لأحداث الحرب، مرفوعا بأيدي عناصر القاعدة المتواجدين في مأرب والبيضاء وجبال أبين التي استجلبها جنرال الإرهاب، نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة.