آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

اخبار عدن


تقرير خاص- بداية متأخرة للعام الدراسي في عدن

الأربعاء - 11 سبتمبر 2019 - 03:16 م بتوقيت عدن

تقرير خاص- بداية متأخرة للعام الدراسي في عدن

تقرير - صدام اللحجي :

يستمرّ تأثير الحرب على عدن والمحافظات الجنوبية خصوصاً على قطاع التعليم الذي يعاني أزمات متراكمة منها الأوضاع الأمنية وارتفاع أسعار الزي المدرسي صحيح أن المعنيين متفائلون ويعملون على تأمين النقائص إلا أن قطاع التعليم يواجه تحديات كبيرة في البلاد يستعد التلاميذ إلى التوجّه في العاصمة عدن ولحج للعام الجديد 2019 ــ 2020 على أمل تجاوز الصعوبات التي رافقت العمليّة التعليمية العام الماضي والناتجة عن الحرب. ويواجه التلاميذ تحديات كثيرة هذا العام على رأسها الأوضاع الأمنية وارتفاع أسعار الزي المدرسي الذي انهك أرباب الأسر.


ماراثون


مع الاستعداد للإنطلاق العام الدراسي الجديد دخلت الأسر في "ماراثون" جديد من شأنه استنزاف الجيوب وإرهاق أولياء الأمور لاسيما أنه يأتي عقب عيد الأضحى بمصروفاته وما يمثله من عبء مادي على الأسرة..في جولة ميدانية لـ"عدن تايم" لوحظ أن أسواق الأدوات المدرسية تشهد إقبالاً كبيراً وازدحاماً كثيفاً رغم الشكوى من ارتفاع الأسعار بيد أنهم لا يستطيعون الإحجام عن الشراء أو المقاطعة ويعتبرونها عادة موسمية وتلبية لرغبات أبنائهم ومتطلبات المدرسة نتعرف على سوق الأدوات المدرسية وما يسمى "بيزنس المدارس" واستعدادات الأسرة للعام الدراسي الجديد وما يمثله من عبء مادي جديد خصوصاً مع ارتفاع الأسعار وجشع التجار


آثار الحرب


في السياق يبدو التلميذ في المرحلة الثانوية في مدرسة الفاروق في مدينة الحوطة أحمد متفائلاً بالعام الدراسي الجديد إذ أن آثار الحرب تتلاشى مع مرور الأيام وإن ببطء يضيف لـ "عدن تايم": أتمنى أن يمضي العام الدراسي الجديد من دون منغصات أمنية أو مواجهات مسلحة تمنعنا من الذهاب إلى المدرسة ويشير إلى أن عدم توفر الكتاب المدرسي في بعض المراحل الدراسية كان إحدى أهم المشاكل التي واجهت التلاميذ العام الماضي. ويطمح أحمد إلى تحقيق نسبة نجاح عالية في المرحلة الثانوية لكن هذا يرتبط بمدى قدرة المدرسين هذا العام على تقديم الدروس بشكل جيد. يجب أن يكون للمدرسين أساليب وطرق جديدة لإيصال المعلومات بأساليب حديثة لافتاً إلى أن أعداد المدرسين كبيرة في بعض المدارس لكن عدد التربويين قليل جداً ونادر ويوضح أنه وبقيّة زملائه يدرسون في الصف الثالث الثانوي وهو الأكثر تضرراً في حال عدم انتظام العملية التعليمية لأن الشهادة الثانوية تحدّد مستقبلهم الجامعي.




تأهب


سيبدأ العام الدراسي الجديد في لحج وعدن رغم تأجيل الدراسة لفترة محدودة بسبب الأوضاع الأمنية لكن الواقع موسم العودة إلى المدرسة سينطلق فالأسر في لحج والعاصمة عدن كلها تأهّبت من أجل تهيئة أبنائها لسنتهم الجديدة لجهة تأمين مستلزماتهم من زيّ مدرسي وقرطاسية وأدوات مختلفة وحقائب وغيرها صُدمت تلك الأسر بالارتفاع غير المسبوق الذي طاول أسعار المستلزمات كلها وسُجّلت حالة من الاستياء البالغ بينها خصوصا تلك التي تضمّ أكثر من تلميذ.


غلاء يحاصر الأسر


في مراحل تعليمية مختلفة والغلاء يحاصر الأهالي من كل جانب لدرجة أنّهم باتوا غير قادرين على تحمّل الأحوال المعيشية الصعبة على الصعد كافة لكنّ مستلزمات المدرسة تُعَدّ من الأساسيات ولا يستطيع أيّ تلميذ الاستغناء عنها لا سيّما أنّ التعليم يبقى في مقدمة اهتمامات الأسر في الجنوب العربي قد تكون تكاليف هذا العام العليا على الإطلاق غير أنّ الغلاء أمر يتكرر مع بداية كل عام دراسي جديد ويرى الأهالي أنفسهم في كل مرّة مضطرين إلى مواجهة أعباء المدارس لا سيّما ارتفاع أسعار الكراسات والأقلام والأدوات الهندسية وكذلك الحقائب في حين يُعَدّ الزيّ المدرسي أزمتهم الكبرى في كل عام.


ارحمونا


تواصلت "عدن تايم" مع أسر للتعرف على استعدادها للعام الدراسي الجديد حيث بدأت فاطمة عمر أم لطفلين حديثها قائلة: أردت أن أحسن من مستوى دراسة أبنائي ولذا فضلت إلحاقهم بمدرسة خاصة متوسطة الحال ولا أعلم مدى صحة أو خطأ هذا القرار بيد أني وجدت نفسي في دوامة تبدأ بغلاء أسعار المدرسة كل عام عما قبله وتنتهي باستنزاف المكتبات والقرطاسيات فالأسعار ترتفع بشكل كبير جداً كل سنة عن الأخرى حتى في أرخص الأماكن هناك زيادة بالأسعار .. وتساءلت هل يعقل أن تكون مصاريف الأدوات المكتبية والشنطة المدرسية لكل طفل تصل إلى أسعار لم نكن نتوقعها أو تخطر على بال أحد هذا غير أسعار المدارس التي ترتفع سنوياً.


وضع لايحتمل


من جهته يشير المواطن علي بن علي وهو والد ثلاثة تلاميذ إلى أنّ الحالة صارت لا تحتمل والأسعار نار وفي ارتفاع يومي يضيف أنّه لم يعد من السهل على أيّ أسرة تحديد ميزانية لشراء مستلزمات المدارس مسبقاً في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وصار البعض يشتري ما يحتاجه على مراحل حتى يسهل عليه الوفاء بكل الاحتياجات .. ويتابع أنّ المواطن (اللحجي) لا يعرف كيفية الاستمرار في ظل غلاء المعيشة من حوله ونحن مضطرون إلى شراء الزيّ والكتب والحقائب والأحذية في حين نواجه التدني في الأجور .


خط رجعة


النزول إلى الأسواق بعد عطلة العيد مباشرة كان ضرورة بالنسبة للمواطنة سعاد عبد الله فطوال تجوالها في الأسواق قبيل العيد بأسبوع كانت تتردد على المحلات التي فضلت عرض الأزياء المدرسية وفي كل مرة تصاب بصدمة وحيرة فحسب ما ذكرت لـ"عدن تايم" أن ملابس المرحلة الثانوية معروضه في أحد المحلات بسعر (15000) ألف ريال للبدلة مما جعلها تتخذ خط رجعة وتترك الأمر إلى ما بعد العيد وأيضا تفاجأت بغلاء غير مسبوق فلم تقم بالشراء وفضلت الانتظار حتى نهاية الشهر عسى ولعل أن يتم إرجاء موعد الدراسة بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد.


نتوسل


حنان محمد وهي والدة تلميذَين فتقرّ بأنّها فشلت في وضع ميزانية محددة للشراء في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار الذي لمسته خلال جولتي على مكتبات في المدينة الأسعار تضاعفت تقريباً بالمقارنة مع العام الماضي بالنسبة إلى مرفت صالح فإنّ أسعار الملابس هذا العام نار لديّ أربعة أطفال اثنان منهم في المرحلة الابتدائية واثنان في المرحلة الإعدادية ونحن نعاني في كل عام من ارتفاع أسعار الزيّ. وعلى الرغم من تكرار شكوانا لإدارة المدرسة والتوسّل لعدم تغيير الزيّ نظراً إلى أوضاعنا المادية التي لم تعد تحتمل وسط الغلاء فإنّ أحداً لم ينصت إلينا". تضيف: "نتعرّض إلى ضغوط وأعباء مالية كثيرة من زي مدرسي وكتب خارجية وما إلى ذلك في حين أنّ قدراتنا المالية محدودة جداً.