آخر تحديث :الأربعاء - 27 نوفمبر 2024 - 01:26 ص

تحقيقات وحوارات


حوار حصري : الخارجية البريطانية تفرج عن وثائق مهمة لاحداث شهدها الجنوب

الجمعة - 13 سبتمبر 2019 - 06:13 م بتوقيت عدن

حوار حصري : الخارجية البريطانية تفرج عن وثائق مهمة لاحداث شهدها الجنوب

حاوره / عيدروس باحشوان :


الباحث العدني بلال غلام في حوار حصري مع  عدن تايم :

تاريخ عدن أمانة في عنقي يجب إيصالها مهما كلف الأمر

 10 سنوات.. أبحث وافتش عن تاريخ مدينتي في أقبية وخزائن وأرشيفات بريطانيا والجامعات العالمية
تاريخ عدن تم طمسه وتزويره  بعد خروج الإنجليز وحتى يومنا هذا

الخارجية البريطانية تفرج عن وثائق مهمة عن احداث شهدها الجنوب ..


الإهتمام بالتاريخ ليس هو المجال الذي يلتفت إليه مسؤولينا


إصداراتي السابقة لقيت رواج كبير في المكاتب الثقافية في عدن وخارجها

قد لا يتصور المتابع كيف تم استدراج الضيف الباحث العدني بلال غلام حسين الى هذا الحوار ، فهو لم يمانع من قبل ولكن يتململ ويرجئ من موعد الى آخر .. حتى ليلة الاثنين وجدت نفسي اواجهه ان الناس في حالة شوق لمعرفة نتائج رحلته الاخيرة الى العاصمة البريطانية لندن والجديد في ارشيفات ومكتبات "المستعمر" وما هو الجديد ...قال : على بركة الله ..المرة هذه ما في مفر منكم يا " عدن تايم".


وعندما تقدم صحيفة "عدن تايم" الباحث بلال غلام ، انما تقدم شخصية وطنية خالصة تعكسها كتاباته واصداراته عن هذه المدينة الطيبة واهلها الطيبين .. يبحث في تاريخها قبل إندثاره من حر ماله ومساعدة المقربين من اصدقائه دون التفاتة اي جهة حكومية او أهلية او مركز بحثي او جامعة لعطاءه.. فماذا يقول الباحث بلال غلام عن مشواره ورحلته في البحث عن تاريخ عدن



س: تخوض مهمة صعبة منذ سنوات في اعمال البحث والتنقيب عن تاريخ عدن بصورة خاصة .. الى ماذا تريد ان تصل؟


ج :هو حلم راودني منذ أكثر من عشرة أعوام, عندما بدأت بالبحث والتنقيب والتفتيش عن تاريخ مدينتي في أقبية وخزائن وأرشيفات بريطانيا والجامعات العالمية وغيرها لتعريف الأجيال عن هذا التاريخ المندثر والمطموس منذ عشرات السنين, وأعتبر هذه المهمة أمانة في عنقي يجب  إيصالها مهما كلف الأمر.


س : انتاجك البحثي ليس بالقدر الغزير لماذا ؟ وهل تشعر ان الاصدارات التي اخذت طريقها للمكتبة الثقافية لقيت من الاقبال؟


ج: نعم صحيح هذا, والسبب في ذلك لأننا أعتمد كثيراً على المصادر الغربية, وهذا يحتاج إلى جهد كبير في ترجمة تلك المصادر وإعادة صياغتها بعد الترجمة, بالإضافة إلى أننا أحبذ بأن يكون لي إصدار واحد في العام حتى يشتاق القارئ وينتظر بفارق الصبر لما سوف أقدمه من جديد للمكتبة, حيث أن البحث والتنقيب في مجال التاريخ ليس بسهل كما يعتقد البعض وإنما هو أصعب شئ يواجهه الباحث أو الكاتب لكي يصل إلى المعلومة الدقيقة لكي لا يُتهم بالتزوير وليصل بالحقيقة كما يجب أن تكون.  بالنسبة لإصداراتي السابقة لقيت رواج كبير في المكاتب الثقافية في عدن وخارجها ولازال القارئ متعطش وينتظر بفارق الصبر لما سوف أقدمه في المرحلة القادمة.



س: لماذا اخترت البحث في الصرح المدني لمدينة عدن ؟


ج: عندما بدأت هذا العمل, كان لزاماً بأن أتعرف عن ما قدمه المؤرخون السابقون من أبناء هذه المدينة من أمثال الجهابذة عبدالله يعقوب خان, حمزة لقمان, عبدالله محيريز, ونجمي عبدالمجيد وغيرهم ممن لا يسعني ذكر أسمائهم, وقمت بمتابعة أعمالهم وما قدموه من كتابات في تاريخ عدن, ووجدت بأنهم لم يتطرقوا في كتاباتهم عن تاريخ الإدارة المدنية ولكي لا أكرر ما تفضلوا به من معلومات غزيرة في جوانب متعددة, فتخصصت في كتاباتي وركزت في الجانب المدني والإداري لتاريخ عدن ليكون مكملاً لما قدموه مؤرخونا السابقون وأسير أنا على خطاهم.


س : هل التفتت اليك اي جهة حكومية او أهلية لما تقدمه من جهود في اعمال البحث التأريخي ؟



ج: للأسف الشديد لم تكن هناك أي بادرة من أي جهة حكومية أو أهلية لدعم أبحاثي بالخالص, كل ما أقوم به هو جهد فردي ولازال كذلك, لأن الإهتمام بالتاريخ ليس هو المجال الذي يلتفت إليه مسئولينا أو غيرهم.


س : انت باحث بدون عمل لكنك استطعت اصدار من المؤلفات وكثيرون يتعثرون في اصدار نتاجاتهم الفكرية والثقافية فمن يمول اعمالك البحثية ؟



ج : بفضل الله هناك صديق شخصي قام بتمويل طباعة الطبعة الأولى والثانية من كتاب زوايا من تاريخ عدن على أن يكون هذا التمويل دين يجب سداده من مبيعات الكتب, وكان صديقي هذا صبوراً معي إلى درجة كبيرة لكي أسدد له هذا الدين, أما إصداراتي 24 سلعة في عدن, وقلصين شاهي بثلاثة شهور سجن, تم الإتفاق مع أصدقاء آخرين بأن يقوموا بتمويل طباعة هاذين الكتابين مقابل عمل إعلانات للترويج لشركاتهم التي يملكونها, وانتهز هذه الفرصة بأن أقدم لهم الشكر الجزيل لما ساهموا به وقدموا لي المساعدة في مرحلة لا يعير أحد في اليمن أي إهتمام للكتب أو الكُتاب.



س: هناك من يدعي ان ما تقوم خدمة للمستعمر البريطاني وسنوات حكم إداراته للبلاد وتابعنا من الانتقاد لاعمالك ماذا تقول في هذا الامر؟


ج: هذا الشئ ليس بجديد على من يرمون التهم جزافاً علينا وإن ذل على شئ فإنما يذل على الحسد والغيرة لما نقدمه من جهد وعمل وهم لا يستطيعون تقديم شئ ومتفرغين فقط برمي التهم وفاقد الشئ لا يعطيه, حتى أن الكثيرين من هذه النماذج البشرية العفنة ذهبت بعيداً ولفقوا لنا إشاعات بأن ما أقدمه من عمل كلفتنا به الإستخبارات البريطانية وكأنها لم تجد في هذا الكون غير بلال لكي يقوم بهذا العمل.


س : هل لقيت من الاهتمام من جانب الانجليز وانت تبحث في اروقة الارشيف البريطاني عن تاريخ بلادك؟


الإهتمام من قبل الإنجليز لم يكن دعماً مادياً وإنما تشجيعياً وطلبات من بعض المراكز التي تهتم بشؤون اليمن وعدن خاصة بتزويدها ببعض المعلومات والوثائق التاريخية لتساعدهم في ندواتهم التي يعقدونها عن عدن ومحمياتها.



س : هل تشعر ان تاريخ عدن الاجتماعي والوطني والسياسي مفقود في الداخل مما تضطر للسفر الى الخارج؟


بكل أسف أقولها نعم .. وإن وجدت فإنما هي معلومات مغلوطة وغير مؤثقة وفيها الكثير من الحقائق الغائبة, وكما قيل بأن التاريخ يكتبه المنتصر, وهذا ما حصل لتاريخ عدن فقد تم طمسه وتزويره من بعد خروج الإنجليز وحتى يومنا هذا, ولهذا أجد ضالتي في أرشيفات دول العالم وخصوصاً في بريطانيا.


س: عدت مؤخرا من زيارة للعاصمة البريطانية لندن فماذا في جعبتك للمتابعين والمهتمين؟



ج: في زيارتي الأخيرة لبريطانيا قبل أسبوعين كان الإهتمام خاص بالوثائق السياسية التي أفرجت عنها وزارة الخارجية البريطانية مؤخراً ومنها أحداث 78 و 86 وحرب ظفار والوديعة والعلاقات مع دول الخليج وبريطانيا وغيرها من الدول بعد الإستقلال بالإضافة إلى العديد من الملفات السياسية التي تفرغت لها وتوثيقها ولن أقف إلى هذا الحد لأن تاريخ هذه المدينة عريق وواسع وملفاته بالألوف, وكما تعلمون بأنن أعمل لوحدي وبجهد فردي ولكن الحمدلله وفقنا الله لهذا العمل الذي أعتبره أمانة في رقبتي لصالح الأجيال الذين يجب أن يعرفوا عن تاريخ مدينتهم, وأتمنى عندما يستقر الحال في عدن وتأتي دولة بحق وحقيق, يجب أن يكون تاريخ هذه المدينة في صلب إهتمام المختصين في وزارة التربية والتعليم ويُدرج ضمن المنهج التعليمي.


▪نشكرك على تجاوبك في لحظات محدودة في اللقاء والاجابة على "عدن تايم" وبماذا تختمها؟


ج : خالص تحياتي لكم لإتاحة هذه الفرصة لتسليط الضوء عن الجهود التي أقوم بها للبحث والتنقيب في تاريخ مدينة عدن.