آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 08:19 م

كتابات واقلام


دعوة لإشاعة الحبّ والإخاء !

الأحد - 24 يوليه 2016 - الساعة 02:34 م

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


التعامل مع الناس أصبح مشكلة كبيرة ، قد تسبب لك الكثير من الألم والغصة حتى وإن كنت على حق . فحالة من انعدام الثقة و الأنانية والعدوانية تجتاح مجتمعنا بشكل مخيف وتتسع في كل الاتجاهات دون رحمة ، صحيح أن تردي الأوضاع في البلد هو احد الأسباب الرئيسية في ما آلت إليه لكن طبيعة العلاقات بين الناس لا تتبدل إلا بعد عقود من الزمن ، خاصة عندما تفرض على المجتمع أنماط جديدة من التعاملات السلبية لم يعرفها من قبل ، مثل الغش والكذب والتزوير والمغالطة والظلم والمغالاة في كل شيء . المرء يحاول ـ بطريقته ـ أن يتأقلم بشكل تدريجي معها حتى يحمي نفسه ليستمر في العيش ، لكنه بالمقابل لا يعي انه يفقد الكثير من السمات الطيبة التي تشد أوشاج المجتمع في نسيج متين وقوي ، فهو يفقد الثقة في الآخرين ويتخلى عن مسؤوليته تجاه الغير و يفكر في مصلحته الشخصية فقط ، وهنا تضرب مكامن الإيجاب في علاقته مع الآخرين ، وعند البعض تتبدل إلى سلوك القطيعة والعداء . في هكذا أوضاع يتحتم على الناس التفكير العميق في مصالحهم الشخصية كجزء من الكل (المجتمع) وان أحوالهم لا يمكن أن تتقدم إلا إذا أحسنوا ربط هذا الجزء بالكل عن طريق تبادل المصالح العقلاني الذي يأتي بالنفع التدريجي و يسهم في إزالة هذه الإشكالية وتحطيم كل العوائق المسببة لها . ينهض أمامنا سؤال مهم : هل من السهل القيام بعمل كهذا ؟ قطعاً لا .. اعترف أن المهمة صعبة جداً لكنها غير مستحيلة ! بل هي ممكنة .. شعوبٌ أجنبية كثرة أسلمت على أيدي دعاة لا يتعدى عددهم عدد أصابع اليد ، وأصبحت تلك الشعوب خير من يدافع على الإسلام بالعمل وبتقديم النموذج الأفضل للمسلم . نحن مجتمع غريب ! يحب ويكره بعضه البعض في آن واحد ! لا يوجد له كبار لهم وزنهم الاجتماعي والقيمي نحترمهم ونرتاح لهم ونبجلهم لمكانتهم بيننا ، كبار بالفعل وليس بالاسم والمظهر والفلوس والمنصب .. كبار يبنوا نهضة ودول وحضارات ليثبتوا إن للفرد دور مهم في صناعة التاريخ . نحن اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى إشاعة المحبة والإخاء والتعايش بين الجميع ، إلى أن يعيننا الله على الخروج من الأزمات والمحن التي تعصف بنا . من كل قلبي ادعوكم إلى الحب والى تعزيز قيم التعاون والتآخي والتراحم والتآلف فيما بينكم جميعاً .. بالحب تستمر الحياة وتتحقق الغاية التي خُلِقَ الإنسان لأجلها .