آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


عفراء الحريري و مصيدة المناطقية

الأربعاء - 10 أغسطس 2016 - الساعة 11:13 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


لازال الشيطان يلعب بالعقول , لازال الماضي مؤثر بالنفوس , لازالت الخلطة العجيبة استنقاص الآخرين بمزيج الطائفية المقيتة , هي السم الزعاف الذي حقن فينا طويلا , ونرى أثارها في جسد بلدنا المتهالك , أنها المصيدة التي اصطادونا بها , ليعيشون متسيدين وجدوا من يساندهم مناطقيا وطائفيا , من معتوهي العقول ومرضى النفوس , ممن يروقه التعصب المناطقي والطائفي , اليوم و قد عرفنا الداء لن نعجز عن الدواء هو نهضة ورقي وتجاوز الصغائر لننفض عنا كل هذه الأمراض التي تحدُّ من رفعتنا و تهوي بنا سريعاً نحو اندثار كارثي للهوية المطعونة بهواية البعض المناطقية . تابعت الحملة الشرسة التي طالت الناشطة عفراء الحريري ,بسبب وجهة نظر ورأي ونقد من حب وخوف على مستقبل الوطن والأمة , تمارس حقها في النقد في الإفصاح عن رأيها عن التعبير عن مكنوناتها , فهاجموها بل اتهموها (بالعفاشية والدحباشية ), لماذا كل هذا ؟,من لا يعرفها وهي بنت عدن والجنوب ناهضت الظلم والاستبداد والإرهاب ,مع شرفاء هذه الأرض قاومت التخلف والجهل ولا يحتاج أن أقول عنها الكثير , لكن قضيتي هنا ليس فيما طرحته وصحته من عدمها , فقد كان رد المحافظ شافيا كافيا معترفا بجزء من الحقيقة , مع تقديرنا واحترامنا لقيادات المحافظة وما حققته على الأرض , يكفينا فخرا إلقاء القبض على الإرهابيين وكشف خيوط جرائمهم في دار المسنين وجرائم الاغتيالات ومنها اغتيال محافظ عدن البار الشهيد جعفر محمد سعد رحمة الله علية , وما حقق في السياج الأمني للمحافظة , لهم بصماتهم الايجابية وهم بشر لا يخلون من السلبيات , من حقنا ان نشير إليها لتفاديها وتصحيح الاعوجاج ,لا يوجد اليوم من هو محصن من النقد والحساب والعقاب , وهم ذاتهم لا يحتاجون لمن يدافع عنهم فأعمالهم هي مصدر دفاعهم ,أزعجتني الحملة , لأنها تهدف لإخراس أي صوت حر يشير لمواقع الخلل و يوجه نقده لاين كان , إسكات الكلمة الصادقة والحرة , وهذا ما لا ترضى عليه ونقبله , وعلينا التصدي له , افهموها كيفما شئتم , هي استمرارا لثورتنا الأبية الشعبية الشبابية الجنوبية أو الوطنية , أنها ثورة دمرت حواجز الخوف وأركان الظلم وعبادة الأصنام وحصانة الأفراد والجماعات من النقد البناء , فتحت مجالا أوسع للحرية ومنها حرية الرأي والكلمة الصادقة وصوت الجماهير , من يرفض القبول بذلك سيواجه جماهير عانت ولازالت تعاني من جوار هذه السلوكيات جماهير غاضبة ضاقت ذرعا بالمناطقية والسلالية والطائفية , ولا تقبل أي مبرر لها , وترفضها رفضا قاطعا . لن نبني وطن ومازالت المناطقية تتحكم بعقولنا وتدمر فينا الخلق والإنسان ,علينا الاعتراف بخطايانا لتصويبها , وما منطقة إلا وفيها السيئ والصالح وفيها الوطني والمتآمر, والإرهاب والجرم والفساد ليس له هوية مناطقية منتشر كالسرطان في جسد الوطن , ومحاربتهما واجب وطني وأنساني , ويفترض إن يكون كل إنسان ضميرا لامته في بيته ومنطقته وقريته ومدينته ,لمحاربات الآفات . انتصرت عدن والجنوب , لم تنتصر لمذهب بعينة ولا لطائفة بعينها ولا لحزب بعينة ولا لمنطقة بعينها , انتصرت لإرادة أبنائها , انتصرت للكرامة للعزة للشرف , انتصرت لتعود عدن التعايش والسلام والحب والتسامح , لتعود وعاء يحتوي كل التنوع الثقافي والسياسي والديني , لتتعايش فيها كل الأعراق والثقافات والمذاهب والمعتقدات , لكل من يستوعب أن عدن أرضه المباركة يحترمها ولها مكانه عالية في نفسه و وجدانه يضعها في أولوياته , لا مصلحة له ولا منفعة خاص تضع عدن ضحية في اختياراته , ولا فيها جائزته التي نالها من مقاومته للعدو يتمسك بها بأسنانه ويقاتل من اجل الاحتفاظ بها أنها عدن أيقونة الحياة , من لا يفهم هذه الإيقونة يتحول لمشكلة لعدن وأهلها , وتعاني عدن وأبنائها منه . لماذا ثرنا على واقعنا السيئ ؟ ما لم نغيره لواقع أفضل ,ومن المعيب أن يبقى الحال كما هو عليه ,لازلنا نسير على نفس الخطى ,التعيينات للوظيفة العامة لم تخضع للمواصفات العادلة , وصار اللقب أو الانتماء السياسي أو المحاباة والقرابة والعلاقة , هو ما يعتمد في اختيار الموظف لوظيفة مهما كانت في هذا البلد وأضيف لها مؤخرا مقاومة ,ممن قاوموا لهدف في نفوسهم ليس كواجب وطني وأنساني , والنتيجة إخفاق وفشل ,بل تعثرات في قرارات وطنية تصحيحية ودمج الشباب في مؤسسات الدولة وترسيخ العدالة , ثورة لم تفرض تغيرا لواقعها البائس , ما لم نجد العدالة والحرية والمساواة والوظيفة تخضع لمعايير عادلة وعلمية ومهنية وتنافسية شريفة بمقاييس قانونية , ولكل فرد الحق في الحصول على فرص متكافئة . من يتوهم ان ما حققته ثورة الشعب , يمكن أن تمحيه رداءة الواقع وسوء الحال , ويمكن التراجع خطوات للخلف , ما تحقق كانت كلفته ثقيلة شهداء أبرار وجرحى ومعوقين من ربوع أرضنا الطاهرة , وسنحميه ونطوره ونرتقي به لمصاف نهوض وتطور العصر ومواكبة تطوراته , للنظر حولنا ونرى بكم سنه ضوئية تفوق علينا البعض , بالديمقراطية وحرية الرأي والنقد البناء , ونحن لازلنا نحنٌ للقرية والعزلة والمنطقة ونسينا وطن كبير وعظيم . احمد ناصر حميدان