آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 12:49 ص

كتابات واقلام


الامارات المعذورة

السبت - 29 أغسطس 2020 - الساعة 04:21 م

رفقي  قاسم
بقلم: رفقي قاسم - ارشيف الكاتب



تأنيت كثيرا قبل كتابة ما دار في خلدي ويدور مما نرى ونسمع منذ ان وقعت الامارات مع اسرائيل الاتفاقية الابراهيمية او سموها ما شئتم وكنت اقول ولازلت ان دولة الامارات هي المعنية بهذا الشأن وهذا شأن داخلي محض يخصها وحدها مثل ما يخص دول العالم الاخرى في شؤنهم الخاصة وان لابد من ابداء الاراء فللفلسطينين والبعض منهم فقط ابداء رؤاهم وآرائهم ، اما غيرهم فلت وعجن.

ضاعت فلسطين ولازالت تضيع بالمزايدات والبطولات مع طواحين الهواء ومؤمرات الاصدقاء والاخوان الاعداء وبعد وفاة قيادات العرب الخُلص الاشداء وهذا واقع لا ينكره الا غبي بلا عقل، وحتى لا نفقد فلسطين اخرى اتخذت الامارات ما تراه مناسب من قرارات لحماية ارضها وشعبها وثرواتها.
هنا ومن وجهة نظري ارى ان توقيع الاتفاق مع اسرائيل بالنسبة للامارات امر تم بعد تفكير عميق وبعيد ومنذ ان تشكلت دولة الامارات العربية المتحدة ودراسة الظروف المحيطة بالتشكيل منذ قيام الدولة والظروف المحيطة بها الان والتطلع الي الافق الامامي وما يدور حولها وهي الدولة الكبيرة المقام محدودة الجغرافية والديمغرافية والموقع، وهنا يكمن مربط الفرس، لن اتكلم عما قال و قيل عن الاتفاقية من تجميد بسط الاراض او عودة اراضٍ واستبدالها او فوائد اقتصادية وتبادل علمي وتكنالوجي وهذا ممكن ايضا، هذا كله براي جوانب اخرى بعيدة المغزى الرئيس من الهدف الاماراتي المنشود!! والهدف الرئيس هو الحفاظ على اراضي دولة الامارات وثرواتها من اطماع دول نيران المعصم المملكة العربية وايران الاسلامية وتركيا وارثة الخلافة وقربها في دولة قطر الشقيق اللدود، تاريخ قريب فيه الكثير من البسط والسطو حتى قيام اتحاد قيام دولة الامارات اعلنت بعد تنازلها على حقل الشيبة النفطي وخور عديد  ما كان سيقوم الا بعد مساومة باقتطاع جزء من اراضي ابوظبي من الشقيق الاكبر!! رحم الله الشيخ زايد القائل قولته المشهورة ذبحونا!! وايران باقتطاع الجزر الثلات طنب الكبرى والصغرى وابو موسى ولم تزل لها رؤى. والامارات بكثافة تعداد سكانها المحدود مغلولة الايادي ومكسورة الجناح وان حاولت بكل قوة وجهد ولكن الكُثرة تغلب الشجاعة كما نعلم فهل تنتظر ان يطبقوا عليها كما طبق ابوقردان على اليمامة،  وهل نتوقع اليمن عموما او الجنوب خصوصا ان يعملا ما عملته الامارات ولنفس الظروف المذكورة مع فارق اتساع الرقعة الجغرافية وكثرة التعداد ومع كثرتهم غثاء بقياداتهم الحالية.


هذا باعتقادي ما دفع الامارات لتوقيع ما وقعت وبعد رؤى عميقة وتبادل أراء مع المستشارين الاقربون والابعدون وعوضا من ان تكون العلاقات بالخفية والخفاء فلما لا تظهر علنا، والكثيرون عملوا علاقات مع اسرائيل ومنهم اولياء الامر والشأن، ولما كل هذه الضجة المفتعلة الغير مبررة ولما لا نعذر الامارات مثلما عذرنا الاخرين ومن المحتمل ان تفيد الامارات القضية الفلسطينية بهذه العلاقة اكثر من غيرها ورحم الله الشيخ زايد وما قدم ولايزالون يقدمون.

وارى لو تعمل دولة الامارات علاقات بتوجهات مختلفة مع دول متنوعة الرؤية  والرؤى كي لا تكون مثل المستجير من النار بالرمضاء.

م. رفقي قاسم
29 اغسطس عدن