آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


حكام زمان و أراجوز البرلمان

الثلاثاء - 16 أغسطس 2016 - الساعة 11:33 ص

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


نتحدث عن الثورة الشعبية كفعل ومسئولية ضخمة على عاتقنا أبناء الوطن الواحد في خطابنا ,عن التغيير والتحول للبناء والنهوض من واقعنا الماضي المرير لواقع أفضل يلبي طموحاتنا وأمالنا وقناعاتنا كشعب,صار خطابا للاستهلاك لم نصل بعد لقاسم مشترك يحوي هذه القناعات يرضي الكل دون تحيز وتعصب وعناد , الكل ينادي بإسقاط أنظمة الظلم والطغيان والفساد والإرهاب , ينادي بالحرية والعدالة والمساواة ,و فشلنا في إرساء الدولة الضامنة لذلك , أنها مسئولية الجميع بشراكة الجميع , شراكة عادلة سلاحنا فيها الفكر والرؤى والمشاريع والحوار , لا للعنف وسلاح القتل والدمار,العنف يولد عنفا مضاد , وشراكة غير عادلة , احد طرفيها مكسور الجناح , والأخر مغرور بعنجهية , و واقع موحل بالصراعات يشكلا خطرا على الوطن وأبنائه وجيرانه ,واقع تنهار فيه القيم والأخلاق يتصدره المجرمين والإرهاب , بداية الانهيار والارتماء في أحضان أجندات خارجية ومشاريع تدميريه , وتجاذبات إقليمية ودولية . الاصطفاف مع قوى العنف وأطماعها ومشاريعها الغير وطنية , يبدد حلمك وطموحك وأمالك , بحلمهم وطموحهم وأمالهم , وتنجر فتجد انك مجرد أداة تستخدم في صراع لا ناقة لك فيها ولا جمل , صراع أنت أول ضحاياها وأخرهم وهم في مأمن محصنين محروسين بك وبأمثالك قرابين لمشروع يجردك من إنسانيتك وكرامتك وعزتك وشرفك , فتصير ارخص سلعة تشترى وقت الحاجة وترمى عندما تنتهي تلك الحاجة (كرت لعبة ), وما أسهل مهمتهم عندما تكون في متناولهم تصفق حينما يريدون ذلك وتقتل أخاك عندما يطلبون ذلك وتنام وتصحا بأمرهم ,أنها لعنة العنف إذا أصابتنا ,أصابنا الضرر . المفارقة العجيبة أن مجلس النواب يمثل الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير وإسقاط نظام الماضي المرير , ولم نسمع له كلمة تدين هذا النظام الذي يقاوم التغيير ليبقى متسيدا مهيمن رابض على كاهل هذا الشعب معيق تطوره ونموه وازدهاره , برلمان غض النظر ونام نوما عميق , تاركا ناخبيه يواجهون ويلات الطغاة , برلمان صنيعتهم وخلطتهم لحماية فسادهم وجرائمهم وكيانهم العفن , ورقة محروقة يلوحون بها , فستدعوه لشرعنة جرائمهم وانقلابهم , ولبى النداء , كما قال المربي الفاضل فؤاد مرشد في خاطرته أحتل الحوثيون صنعاء وصفعوا الدستور (على قفاه) كما صفعوا مجلس النواب وأحلوه ثم احتلوا المدن تباعا وركلوا الدستور بمؤخرته كما ركلوا المجلس وبعد زواج الحوثي وصالح بحثوا بين الأنقاض عن الورقة المحترقة فلم يجدوا إلا أراجيز نيام صرخوا : اصحوا قد مر عام ونيف وجاء وقت الاستخدام عموما الصورة تبين وجه الراعي ونموذج من تلك الأغنام صورة تحاكي ما حدث من وجهة نظر شعب ثائر أحلامه تبدد , شعب قتل ويقتل في ربوع أرضه في عدن والجنوب وتعز والبيضاء ومأرب وعلى كل الأرض اليمنية , بحرب عبثية , وبطيشهم وعنجهيتهم وغرورهم ,استدعوا بها الخارج , حرب هددت الوطن وجيرانه والإقليم ,وحولته ساحة لتصفية حسابات صراع إقليمي طائفي مقيت لا علاقة للإنسان اليمني فيه ,غير انه ضحية من ضحايا الحشد والتحريض , والتعبئة لحرب مقدسة لمن أشعلها , سيدا ينتقم لرواية مر عليها 1400 عام تجاوزها الزمن وارض حكمت (كإمارات ومشيخات وامبرطوريات وممالك ودول) , كل هذا الزمن ونحن عالقين في روايات وحكاوي زمان , نسوا أن الإسلام دين المحبة والتسامح والوئام , بالحديث القائل عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) رواه البخاري ومسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم , فمتى يلتحم الشعب بعضه ببعض ضد هولا الطغاة والمستبدين والجهلة والمتخلفين أصحاب مشاريع السلالة والطائفة والحرب التدميرية لخدمة سيد أو شيخ أو زعيم أو أمير كلهم طغاة ومستبدين , لنشكل حصن منيع وصف قويم لنصرت الحق ومشروع الدولة المدنية الضامنة للحريات والعدالة والمساواة حلمنا وطموحنا وأمالنا احمد ناصر حميدان