آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 08:56 م

كتابات واقلام


يا محافظنا.. قراركم بتوقيف إدارة ٢٢ مايو شجاع لكنه خاطئ

الأحد - 27 سبتمبر 2020 - الساعة 07:11 م

كمال شائف
بقلم: كمال شائف - ارشيف الكاتب


السيد محافظ العاصمة عدن الأستاذ/ أحمد حامد لملس لقد شكّلت قراراتكم الصادرة بشأن إقالة مأموري مديريات العاصمة عدن حالة من الارتياح الشعبي الكبير وبارقة أمل توحي ببداية عهد جديد يسعى بكل صدق وشجاعة لإنتشال عاصمتنا الحبيبة من وضعها المزري والقضاء على مكامن الفساد المستشري بكل شيء فيها وبجميع مرافقها العامة والخاصة وفي كل نواحي الحياة.

إلا أن قراركم الأخير (السريع والمفاجئ) بشأن توقيف إدارة مركز ٢٢مايو الجراحي وإحالتها للتحقيق فهو قرار شجاع لكنه (خاطئ).
شجاع كونه قرار (توقيف وإحالة) يؤكد مدى اهتمامكم بإقتلاع الفساد وإصراركم على محاسبة الفاسدين.
وخاطئ لأنه يحقق غاية شبكة من الفاسدين بإستهداف وإزاحة أحد أنجح وأنزه مدراء العموم بالعاصمة عدن وهو ابنها البار و وجهها المشرّف ومن الكوادر الطبية المؤهلة وكما أنه (الوحيد من أبناء عدن الذي يشغل منصب مدير عام)
من أسرة عدنية عريقة مشهود لها بالأصالة والنزاهة وحب العلم.
والده الهامة الوطنية المرحوم المغفور له بإذن الله المحامي/ محمد محمود ناصر النواصري - نقيب المحامين ووزير العدل في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
هذا التعريف المختصر عن الدكتور وأسرته العدنية الأصيلة ليس للشفاعة فلا يشفع للمرء سوى عمله ومآثره.
فما عمله وحققه الدكتور/ أوسان محمد محمود ناصر منذ استلامه المركز في ٢٠١٥/١١/١٧م وحتى الآن إنجازات تستحق الإشادة والتقدير والوقوف معه ومساندته بحل المشاكل التي تواجه المركز لا بتوقيفه وإحالته للتحقيق.

تولى د. أوسان ادارة المركز في الفترة التي كانت التنظيمات الإرهابية تعبث وتسيطر على اجزاء من مديريات ومؤسسات ومباني في العاصمة عدن ومن ضمنها المركز.

تسلم المركز وأعاد تشغيله بعد ان كان خارج الخدمة ومتوقف كلياً بجميع أقسامه.
وفي الفترة التي شهدت عدن أوضاع مأساوية جراء العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها المئات من القتلى والمصابين ولم تتمكن المستشفيات الخاصة والعامة من إستيعابهم للعلاج فحينها عمل الدكتور على رفع مستوى الجاهزية للطاقم الطبي والجراحي وقام بإنشاء مخيمات خارجية لإستقبال المصابين وجرحى المقاومة الجنوبية وتم إسعافهم وأجريت لهم العمليات الجراحية العاجلة.

استطاع الدكتور أوسان بهمته ونشاطه وحنكته الإدارية من تجاوز العقبات وحل اشكاليات كثيرة كانت تواجه المركز وطاقمه الطبي حتى أصبح للمركز مكانة ريادية بين جميع مستشفيات العاصمة عدن على الرغم بأن المركز يعمل بأقل ميزانية تشغيلية فقد حرص الدكتور أوسان على أن يستمر المركز بتقديم الخدمات لكافة المواطنين بنفس أسعاره القديمة دون أي زيادة وهذا ما يجعل المركز أنموذجاً بتقديم الخدمات الطبية وإجراء العمليات الجراحية الصغرى والكبرى ومنها المعقدة وبأيدي جراحين ذوي كفاءة وبأرخص الأسعار ومع كل ذلك فلم تسجل خلال إدارته أي مديونية على المركز أي أن مديونية المركز في عهده (صفر ريال).

إنجازات كثيرة وأرقام تؤكد تحسن الخدمات التي تجاوزت أضعاف ماكان يقدمه المركز قبل تولي الدكتور أوسان وهذا يحسب له ولطاقمه الاداري والطبي.

نعم قد يكون هناك بعض القصور او التحفظات حول المركز او ادارته او أقسامه وهذا وارد في ظل ميزانية شحيحة ووضع عام تعاني منه البلاد وهذا يستوجب الدعم والمساندة في ظل هذه الادارة التي تعمل بصمت وتمكنت من النهوض بالمركز رغم كل ماواجهته وتواجه من محاولات مستميته لعرقلة جهودها من شبكات فساد مختلفة وأناس فقدت مصالحها او طالتها قرارات التوقيف لثبوت فسادها او تقصيرها وإهمالها بالعمل وعلى مدى سنوات تحاول جاهدة بكيل التهم وإثارة الشائعات حول المركز وادارته.

يا محافظنا.. ما أثار استغرابنا أن قراركم بتوقيف مدراء المديريات كان مصحوباً (بالشكر) لما قدموه ! .. بالرغم ان منهم من لم يقدم شيء يذكر الا زيادة معاناة الناس ولا يستحق سوى المحاسبة .
في حين قراركم بحق ادارة ٢٢مايو كان مصحوباً ب (الإحالة للتحقيق)؟!
فهل جزاء الفساد (الشكر) وجزاء العمل والانجازات (الإيقاف والتحقيق) ؟!!.

إن التفاعل الشعبي الذي صاحب القرار يؤكد بأن السواد الأعظم من المتفاعلين جاء نتيجة شجاعة القرار ذاته لا بشخصية من استهدفه القرار.

ندرك تماماً بأن قدرتكم على اتخاذ القرارات الحازمة تؤكد بأنكم على قدر كافي من الشجاعة لإعادة النظر في مثل هذا القرار والعدول عنه.

محافظنا العزيز قلت ماعندي ناصحاً محباً فجميعنا على ثقة مطلقة بكم وعلى يقين بأن عاصمتنا الحبيبة عدن في عهدكم ستنعم بالتغيير الذي تستحقه وهذا مالمسناه من خلال نشاطاتكم وجهودكم المشهودة منذ توليكم سلطة المحافظة ونؤكد وقوفنا معكم وإلى جانبكم بما فيه الخير والصلاح لعدن وأهلها.