آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 09:19 م

كتابات واقلام


لملس بين رهانات النجاح واسباب الفشل

الخميس - 08 أكتوبر 2020 - الساعة 01:01 ص

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


المتتبع للجهود المشفوعة بالحركة المبذولة من قبل الاخ احمد حامد لملس منذ اليوم الأول لتسنمه مسؤلية قيادة دفة المحافظة عدن.
لا يستطيع إلا أن يقر برغم من قصر الفترة الزمنية التي تعد بالايام والتي قضاها متنقلا بين المرافق الخدمية (المياه والصرف الصحي والكهرباء. ومكتب الانشاءات والطرق والجهات ذات العلاقة بالسلع الغذائية والغرفة التجارية)
وما صاحبها من أقدام يشهد له بالسبق على تغيير
مدراء مكاتب المديريات في المحافظة بقصد تفعيل وتنشيط دورها والنهوض بواجباتها.
علاوة على ذلك النزول الى بعضا من مواقع البناء والاستحداثات العشوائية.
من ان هناك حصيلة من المؤشرات المبشرة التي أنطوت عليها هذه التحركات والاجراءات.
لعل أهمها أن المحافظ لملس لم يأتي قبوله بمنصب محافظ لمحافظة عدن مقتصرا على الاستجابة لرغبة من جهة بتكليفه، أو تمثيلا لوجهة نظر محددة. بل كان اقتناعا منه للقيام بمهمة تعني وتهم الجميع، وإيمانا برسالة عليه إن يقوم بها ويؤديها على الوجه الاكمل.
وهذا قول استطيع ان أجزم بانني لم اقدم عليه بالضن أو اطلاقه هكذا جزافا، وإنما أدركته كما يمكن لمن يريد إدراكه من خلل المؤشرات التي حملتها وأفصحت عنها تحركات المحافظ لملس التي شملت في بحر ايام مختلف الاتجاهات ذات الصلة بعيش ومعاش العاصمة عدن وسكانها وقرعه لكثير من الأبواب المواربة في وجهها.
مما يوحي على أن الرجل لايعوزه الادراك والالمام بكل ما يدور حوله ومايحتاج لمواجهته لينهض بالمحافظة وانسانها. ما يعني بالمقابل أنه يحمل مشروعا في راسه لصالح عدن وسكانها.
لكن ولأنها عدن التي أثبتت الايام والسنون الاخيرة أنها مدينة مستهدفة من أطراف مختلفة ضلت تعمل وتبيت وتدفع بكل ما من شانه اعاقة وعرقلة وافشال أية جهود يمكن بذلها بقصد إخراجها من بؤر التردي المعيشي والخدمي باوجهه المختلفة، وتعمد تطويقها بافات التجهيل، والتجويع والافقار وانهيار العملة.وابقائها رهنا للاختلالات الأمنية والفوضى المقلقة للسكينة والاستقرار المجتمعي .
وهي حقيقة ربما وجب عدم اغفالها لا لشيء، سوى الرغبة في التنبيه بإن مهمة الأستاذ أحمد لملس هنا لن تكون مطلقا بالمهمة الهينة ولابالسهلة.
ومن غير الميسور إتمامها أو الاستمرار فيها والنجاح في تنفيذهامنفردا (وأن كان مركزه وصلاحياته يعد امرا محوريا)
وحتى لا يكون محكوم عليه سلفا الالتحاق بمصير من سبقوه لا قدر الله .
فتتوقف جهوده أو تغيض عند هذا المستوى البسيط والمحدود الذي بداء به ويجد نفسه لهذا السبب أو ذاك مضطرا بعدها للركون لليأس وألتقوقع والاستسلام والتراخي والقبول بالأمر الواقع.او تقديم استقالته والتخلي عن منصبه في أحسن الحالات.
وهو أمر بالتأكيد لايفكه اويسر أحدا قلبه على عدن .
كما انه لا يمكن الحيلولة دون حصوله، الا بامر واحد وهو استشعار الشارع الجنوبي في العاصمة عدن بالذات من مثقفين واعلاميين واكاديميين ومواطنين وعمال بمسؤولياتهم، وبخروجهم من حصار صمتهم، وتخلصهم من عقدة إلقاء وزر
اوجاعهم ومتاعبهم على غيرهم يلومونه على ماوقع عليهم منه ويرجونه إن
أن يرفعها عن كاهلهم ويحررهم من ضغط تبعاتهاعليهم.
بل عليهم أن يؤمنوا ويوقنوا انه
قد حان الوقت لان ينفروا يدا واحدة إلى جانب ماينفعهم اولا ،ومن ثم من ياتي ليقود محافظتم ثانيا. يثورون معه مصوبين افعاله ومساندين ادواره ومقيلين عثراته مقبلين غير مدبرين. يشيرون عليه ويصدقوه القول
ويكفوا عن مواصلة الانكفاء والناي بالنفس والمراوحة عند حدود الانتظار والترقب ومن ثم البكاء ولطم الخدود في النهاية.
عليهم من خلل أعمالهم ومواقعهم وادوارهم إن يعرفوا . انهم كانوا وسيظلون هم المعنيون في الأول والاخير اليوم وغدا عن كل ماجد ويستجد.يعمل ويعتمل سلبا أو ايجابا في حياتهم وعلى مستوى محافظتم.
وأنهم جميعا كانوا مشاركين، ومسؤولين مسؤولية مباشره عن بقاء الفساد والظلم والقهر وانحدار كل القيم والمفاهيم، والخروج عن سلطة القانون طوال السنوات الماضية. والتي أصبح فجورها وطغيانها وتماديها يذهب الى تعميق وتعميم إللا استقرار واللا امن ويقضي بتقويض السلم الاجتماعي وارباك وتشويه المشهد الجنوبي الذي لا يكاد يستثني أحدا أيا كانت الجهة التي يستند عليها أو القوة التي يمتلكها أو النفوذ الذي يتميز عليه .
وعليهم اليوم أيضا تقع مسؤولية الانخراط بدعم وتجذير كل ما من شأنه إعادة الحياة لهم ومدينتهم ذات التاريخ والعطاء والتعايش والأمن والاستقرار وفرض واحترام سلطة النظام والقانون.
فمهما بدت لنا المؤشرات معقودة باستمرار وتصاعد خطوات محافظهم الجديد الأستاذ أحمد لملس . إلا انه لا يمكن ان تغدوا هذه المؤشرات كاملة المثول، قوية الاثر والمفعول وقادرة ان تمضي قدما في احداث فرق بين ما كانت عليه عدن وبين مايجيب عليه أن تكون. إلا عن طريق فعل واحد وحيد وهو أن نصبح كمجتمع مدركين بحقوقنا وحريصين على الاستباق إلى إعلاء وتاييد كل ماهو إيجابي ونافع، وان نمتلك قوة الارادة والمبادرة في وقف واحباط وواد كل ماهو عقيم وفاسد وتحجيم دوره وأثره في حياتنا.