آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

كتابات واقلام


التقسيمات المذهبية الجديدة وخطرها على الأمة الإسلامية

الأحد - 25 أكتوبر 2020 - الساعة 08:17 م

صالح مساوى
بقلم: صالح مساوى - ارشيف الكاتب


كثير من الشباب اليوم تأثر بالتقسيمات المذهبية التي ظهرت مؤخرا في القسم السني من المسلمين (اذا صحت التسمية)ولم يعد للمدارس الفقيه السنية الأربعة إلا الاسم فقط، وذهب الكل إلى التقسيمات الجديدة التي طرأت على الساحة الإسلامية في العقود الأخيرة وكأنها أفضل مما خلفوه لنا أئمة الفقه الأربعة: الشافعي، والحنبلي، والمالكي، والحنفي.

تيار التسميات الجديدة جأت بعد تغلغل الدعوة الدينية الآتية من نجد وما عرف لاحقا بالمملكة العربية السعودية بشكل عام، والتي كرست هذه المفاهيم لدى أغلبية ساحقة من المسلمين، نظرا لامتلاك هذه الدعوة للأموال الوفيرة والدعم السخي من الأسرة الحاكمة السعودية، ناهيك عن التسميات المتعددة لتيار الاخوان المسلمين، التي خلطت بين الدين والسياسة.

هذه الدعوة النجدية قسمت اتباع المدارس الفقيه الأربعة إلى عدة فئات أو مسميات، وأعطت لنفسها الاسم الأفضل، واعتبرت كل من هو خارج دعوتها ليس من أصحاب السنة والجماعة، ورأت أن من أراد أن يدخل تحت مسمى اهل السنة والجماعة عليه ان يؤمن بالدعوة النجدية لصاحبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي فقط.

كانت المدارس الفقيه الإسلامية في العصور الإسلامية تعرف باسم مؤسسها، أو صاحب المدرسة الفقهيه أو الدعوية تلك، ولم يتجرأ أحدهم ان يطلق على نفسه انه صاحب الحق الأول، أو أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة، واعتبروا الخلاف الفقهي رحمة للمسلمين، ولم يعلنوا الحرب على بقية المدارس الفقيه الأخرى، ولهذا وصلتنا التسميات المدرسية الفقهيه والدعوية الإسلامية مقرونة بأسماء أشخاص، وربما بأسماء المناطق التي انطلقت منها، وليس مسميات تفضيلية، بعكس الدعوة النجدية التي ترفض ربطها بالشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتصر على تسمية نفسها بالسلفية، محتكرة السلف الصالح لها وحدها، وكأن المدارس الأخرى ليس لها علاقة بالسلف.

مسلسل التسميات لم يتوقف عند هذا الحد بل تجاوز ذلك، وأصبحت هناك تسميات أكثر حداثة، منها اهل السنة، التي للوهلة الأولى تظن انها كلمة عادية والحقيقة انها تصنيف جديد لجماعة إسلامية أخرى تحتكر منهج السنة في اتباعها فقط.

هذه التسميات، والتصنيفات الجديدة التي تكرس لتقسيم المسلمين، وزيادة الفوارق بينهم على أسس دينية، خطيرة جدا، وسوف تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمة الإسلامية، وأظن أن معظم الهوان والذل الذي أصاب المسلمين اليوم هو نتيجة هذا انتشار هذه التسميات التصنيفية في أوساط الشعوب الإسلامية.

*صالح مساوى*