آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 02:51 م

كتابات واقلام


سيناريو الحروب .. وبناء الدولة

الثلاثاء - 30 أغسطس 2016 - الساعة 09:00 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


لم يعرف اليمن دولة حقيقية , لان نفوذ ورأس السلطة لا يريدون ذلك , هم طفيليات تعيش على دماء وعرق الآخرين بالفوضى والعشوائية , بيدهم القرار والعدل والثواب والعقاب وهم محصنين من ذلك , فنهبوا وسلبوا وانتهكوا وظلموا وطغوا , من يستطيع أن يحاسبهم غير ارحم الراحمين , وكلما أتيحت فرصة لانتقال سلمي وسلس لوضع أفضل , وقفوا حجر عثرا أمام أي تحول , يصنعون واقع يخدمهم ويزجون بالبلد من حرب لحرب , ليبقى منهك مفرق ممزق يسهل لهم تطويعه وتسييره لما يخدم أطماعهم , أعاقوا الوحدة اليمنية والديمقراطية والتعددية , وكانت وثيقة العهد والاتفاق مخرج , فمزقوها وأطلقوا عليها وثيقة الغدر والخيانة , السيناريو الذي يحبكونه ضد القوى الوطنية في كل موقف نضالي لتغيير الواقع , وكانت تهمة الردة والانفصال كافية لشحذ همم الجهل والتخلف ضد مشروع الدولة ,وحشدوا كل ما أمكنهم حتى الإرهاب , ومن وقتها صار الإرهاب تحت خدمتهم لحماية الطاغية وكرسي السلطة , وهكذا ينتقل هذا الطاغية من تحالف لأخر لضرب أي قوى وطنية تريد بناء دولة حقيقية , واذا بنا بحروب ستة , كان جوهرها كرسي الحكم , والولاية , أراد سيد الطائفة أن تكون خاضعة له وفق شروط ولاية ألفقي , وحدث تصادم مصالح بين زعيمهم وسيدهم والضحية وطن وشعب وقوات مسلحة أراد لها أن تنهك لأنها خارج طاعة المركز السلطوي . وهكذا استمر يحكم خارج الدولة ومغيبها بمؤسسات شكلية , وكانت اليمن في ذيل القائمة في كل تقارير المنظمات الدولية , تقدم لها المساعدات والمنح للنهوض وتحسين معيشة الناس لكنها تقع في يد غير أمينة وتذهب لجيوب وأرصدة الفاسدين وعلى رأسهم عفاش , تأزمت البلد وصار تصحيح الوضع يقابل بالعنجهية والغرور والرهان على العنف والقوات المعدة سلفا لحماية الطاغية دون الوطن . وكانت الثورة , وخلع من الكرسي , وتفاءلنا خيرا ,وتحالف شر أخر , وعاد ليرتمي لحضن طائفته , ليحمي الحكم المقدس بالمركز, وهكذا كان النظام العفن , يفرض على الجميع معارك تخدمه ليبعدهم عن المعركة الحقيقية هي بناء الدولة وترسيخ الديمقراطية الحقيقية والنظام والقانون , ونحن في خضم معركتنا مع التغيير وبناء الدولة الضامنة للحريات والعدالة , الدولة التي سيكونون فيها شركاء بحجمهم الحقيقي , دون حق إلهي وسلالي في الحكم والهيمنة والتربع على رقاب الناس في هذه الأرض الطيبة , ليكون حكما بإرادة الجماهير بانتخابات حرة ونزيهة , دولة يستفتى على شكلها وجوهره الشعب ليقول كلمته الفصل . ونفس النفس العفن فجرو معركة لينقلبوا على معركتنا الحقيقية بناء الدولة ,مستخدمين قوات بناها الشر لدعم شره والطاغية لحماية حكمه , وبكل صراحة نقولها هي ليست معركتنا , معركتنا انقلبتم عليها , لتفرضوا كيانكم العفن , معركتنا بناء الدولة والتنمية والاقتصاد والتعمير والتطور والنهوض لنكن رقما صعبا وقادرين على مواجهة التحديات في وطن يستوعب الجميع بكل شرائحهم وطوائفهم دون إقصاء أو تهميش أو انتهاك أو ظلم وتعسف وعنف يفرض علينا ما لا نريد ويملي علينا ما لا نستحسنه ,كنا قاب قوسين أو أدنى من ذلك . واذا بالمنافقين يضعون العدوان مبرر لحشد الجماهير , وطعن في وطنية الآخرين من القوى الوطنية التي اختارت الحوار الوطني نهج والتوافق سبيل والتكتل الوطني برنامج لبناء دولة الشراكة وتجاوز صراعات الماضي وحروبه , القوى التي ترفض الطائفية والعرق والمناطقية والسلالة , ترفض الكهنوت والاستبداد , تجد في الحوار أنجع السبل لحل كل قضايانا , وترفض العنف واستخدام السلاح في الحسم , وهو سبيلكم في تدمير الوطن والزج به في أتون حرب وحرب مركبة , لا يمكن أن نكون أدوات بيد نظام ثرنا عليه واقتلعناه من جذوره قبل نصف قرن ونظام خلعناه في ثورة شعب تصحيحية ,أنها المؤامرة الدنيئة . لا نحتاج شهادة من أمثالكم لوطنيتنا وحبنا وعشقنا لأرضنا , فالشهداء ودماء الأبرياء والصمود في الجبهات هي الشهادة الحقيقية لذود عن كرامة الإنسان وسيادة الوطن من دنسكم , الخائن الحقيقي هو من انقلب على التحول الجاري والمنشود للتغيير وبناء الدولة ,والعالم والشعب اليمني يشهد , ليس الشعب الذي تحشدونه وقت ما شئتم , وترمونه وقت تسلطكم , شعب على الأرض اليمنية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها , شعب لا يؤمن بالطائفة وسيدي حسين والزعيم , يؤمن باليمن ارض وإنسان . حربكم حرب عصابات وانتم عصابة , حربكم حرب عبثية تنحرون فيها وطن وإنسان , ونحن حربنا حرب دولة وطنية وسنطهر الوطن من عفنكم ونبنيه ونرفع هاماته للعلا شامخا في سماء الحرية والاستقلال واستعادة الكرامة والعزة والشرف لجميع طوائفه وشرائحه .