آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 06:25 م

كتابات واقلام


كيف يمكن تحقيق وانجاز ( ... ) سياسي جنوبي..؟

الجمعة - 16 سبتمبر 2016 - الساعة 02:30 ص

اديب السيد
بقلم: اديب السيد - ارشيف الكاتب


( 1 ) ( كيان/ / هيئة/ تكتل/ إئتلاف/ مجلس تنسيقي، مجلس أعلى/ مجلس عام/ مجلس سياسي/ قيادة عامة/ قيادة مؤقتة/ قيادة سياسية).. تتعدد التسميات، ولكن يجب ان تكون الغاية في الجنوب واحدة، هي (إيجاد قيادة سياسية جنوبية لكل الجنوب) تحمل هدف الجنوب السياسي المتمثل بــ( إيجاد حامل سياسي للقضية الجنوبية، بل للجنوب الجديد الساعي الى استعادة حقه في استقلال دولته كهدف استراتيجي جنوبي ). ومن الملاحظ جيداً، خلال السنوات لماضية، انه ومع كل تقدم جنوبي أو تحريك لمسألة تشكيل (قيادة سياسية جنوبية)، والتي تعتبر أهمية قصوى فشل الجنوبيين، في مراحل سابقة في تحقيقها، تكثر الاراء، وتتعدد الكتابات، وتختلف وجهات النظر، وتذهب اراء كثيرين الى حيث الكساد في الرأي، والتيه في نقاط متشعبة، وتفاصيل يجعلونها وكأنها من حكايات ألف ليلة وليلة. في حين أن الامر يحتاج الى التركيز على خطوط عريضة اولاً، وتقديم الفكرة المتناسبة مع الواقع ومعطياته، او التمهيد لها، وفقا للحاجة العاجلة للجنوب خاصة في المرحلة الحالية، حفاظا على مكتسباته التي تحققت بتضحيات ابناءه الجسيمة، والتي تحتاج الى الصون والحماية، والانطلاق منها الى انجازات وانتصارات جديدة. وبعيداً عن الإسهاب في هذه الفكرة، التي كنا منذ سنوات، ولا نزال، ندعو لتحقيقها، وتحويلها الى واقع، لما له من اهمية قصوى في وضع النقاط على الحروف، وإنجاز هذا الأمر بسلاسة واتقان، من خلال مساعدة القيادات من قبل الرأي العام الجنوب والإعلام وتشجيعها، في حسم الجدل بهذا الشأن. وطالما تم تحريك الركود السياسي في هذا الشأن، من قبل القائد الأعلي للمقاومة الجنوبية، محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، بدعوته لتشكيل ما اسماه ( كيان سياسي جنوبي جامع )، فإنه يمكن العمل بذكاء، لتحقيق الكثير من خلال هذه الدعوة وما لاقته من ترحاب جنوبي واسع، وصولا لتحقيق فكرة الدعوة التي تهدف إجمالا لتشكيل ( قيادة سياسية جنوبية ). ويمكن من خلال هذه الفكرة، استخدام العديد من نماذج السياسة، ورمي عدة اوراق في اتجاهات مختلفة، لتحقيق الفكرة، أو على أقل تقدير إنجاز التمهيد المناسب لها. ولعل الفرصة اليوم سانحة، لتحقيق هذا الأمر، وانجازه، بعيداً عن التيه في دهاليز التشكيك، أو التهويل، او التخمين بين النجاح والفشل، ومثل هذه الامور تحتاج فعلاً لأفكار القيادات الخبيرة، والعقليات الناضجة، المتجردة من حماقات الماضي البعيد، وانهزامية الماضي القريب، واندفاعات الحاضر، ومخاوف المستقبل. ( 2 ): حسابات وتداخلات: بحسب المعطيات الحالية، ورغم الكم الهائل، من التداخلات والحسابات، في المعادلة المرحلية، وما حدث من تغيير في خارطة العلاقات والمصالح الجيواستراتجية، يمكن فعليا تحقيق وانجاز ( قيادة سياسية جنوبية) تمثل الجنوب وقضيته. ومع ان هناك حسابات موضوعية، قد تنعكس بشكل مباشر او غير مباشر، في مسألة النجاح والفشل، اللذين يمكن لأحدهما أن يحدث، في أي عمل صغيرا او كبيرا، لكن هناك حسابات تتعلق بتشكيل قيادة سياسية جنوبية، يمكن لنا ان نصنفها ضمن مستويات ثلاثة وهي: 1- حسابات على المستوى الخارجي ( عربيا، اقليميا، دولياً). 2- حسابات على المستوى الداخل الجنوبي. 3- حسابات على مستوى الشمال اليمني ووضعه السياسي، وعلاقته بمصير الجنوب السياسي الحالي والمستقبلي. واعتقد أنه من غير الداعي، لشرح هذه المستويات الثلاثة، وعلاقاتها وتأثيراتها بنجاح او فشل فكرة انجاز وتشكيل ( قيادة سياسية جنوبية). وإنطلاقا من الظروف الحالية والمعطيات المتاحة، اعتقد شخصيا، ان الفكرة الجنوبية، قابلة للنجاح، إذا ما تم فعلاً، إجادة التقاط اللحظة المناسبة، وحسن التصرف، وتطمين المحيط والخارج، والتعامل مع ظروف المرحلة، وحساباتها المتعلقة بالثلاثة المستويات المذكورة اعلاه، وهذا الأمر يحتاج، إلى ذكاء سياسي، وقراءة عميقة للظروف من كل جانب، لضمان نجاح الفكرة وإنجاحها وتفعيلها لتحقيق تطلعات الجنوب السياسية ضمن عملية ( متدرجة ) تعمل وفق التغيرات، وتستثمر اللحظات على المستوى الكبير والصغير معاً . إن كيفية نجاح فكرة تشكيل ( قيادة سياسية جنوبية)، تحتاج إلى ساسة وأفكار سياسية من ( العيار الثقيل )، ولاعبين سياسيين ( مع الكبار)، كون المرحلة، لم تعد تتعلق بالشمال، ولا بالجنوب، بل بمصالح وعلاقات دول، وصراعات وتحالفات سياسية استراتيجية إقليمية ودولية. وطالما الشرعية، حليفة مرحلية للجنوب وشعبه، في معركته الحالية، والتي لا تزال مستمرة، وتحقق بها كثير من الانجاز، بغض النظر عما اذا كان ما تحقق نتيجة إجبارية للتغيرات، او غير إجبارية، إلا انه يمكن استخدام نوافذ الشرعية حاليا، للعبور بالجنوب الى مربعات سياسية خارجية، من خلال استغلال التطورات والاحداث، وظروف المرحلة، وتوظيفها بشكل ذكي لصالح الجنوب سياسياً. وفي السياسة، يعتمد النجاح في أي مهمة، او هدف، على ذكاء اللعب، والقراءة العميقة، والتعامل السياسي المرن، ضمن اللعبة السياسية، وهو المطلوب العمل به اليوم في الجنوب، بعيداً عن الشطحات، والاندفاعات، التي عادة ما يترتب عنها انتكاسات، خاصة وان ثورة الحراك الجنوبي، خاضت تجارب عدة، في هذا الشأن، تكللت جميعها بالفشل، ودخلت في مسألة ( إفراغ الفكرة من محتواها). (3 ): كيف يمكن تحقيق فكرة تشكيل ( قيادة سياسية جنوبية)..؟ هناك عدة اشكال، لتحقيق وانجاز أي ( قيادة سياسية ) على مستوى وطن، او لانجاز تحالف سياسي داخل أي دولة، وطالما والجنوب اليوم، يعيش ظروفا معقدة، رغم التقارب الكبير في اهداف قواه وبعض فروع الاحزاب السياسية، إلا الشاذة منها، لكن يمكن تحقيق ذلك، من خلال الإرادة الوطنية لدى القيادات السياسية الجنوبية، بغض النظر عن انتماءها او ولاءها. وعادة ما يتم انجاز هذه التشكيلات الوطنية العامة، من خلال عدة طرق، برأيي أن تشكيل ( قيادة سياسية جنوبية) يمكن تطبيقها من خلال طرق عدة . وأرى شخصياً، ان هذه الاشكال، تتعدد فمنها المحلي المتعلق بالجنوب، او المتعلق بالتبني للدعوة من احد الدول الصديقة، ومنها يمكن ذكر الآتي: تبني خارجي: 1- يمكن لدولة حليفة ان تتبنى مثل هذه الفكرة، وتفتح ابوابها، لقيادات الجنوب السياسية، لعقد مؤتمر وطني عام بمساعدة خبرات سياسية من هذه الدولة . 2- يمكن لدولة حليفة او عدة دول، المساعدة في مثل هذه الأمور، من خلال الضغط على القيادات السياسية المتباينة، بضرورة الاتفاق على قيادة سياسية، سواء عبر مؤتمر سياسي وطني، او غيره. تشكيل داخلي: - يمكن للقوى السياسية الداخلية بالجنوب، ان تحمل الهم الوطني، وتخرج بقيادة سياسية جنوبية من خلال الآتي: 1- إقامة مؤتمر وطني جنوبي جامع، لكل ممثلي القوى السياسية الجنوبية عامة، عقب تشكيل لجنة وطنية للقيام بمهمة حصر القوى السياسية وتحديد ممثليها في المؤتمر. 2- دعوة قيادات المكونات والقوى السياسية، الى لقاء عام، لتشكيل قيادة مؤقتة، لانجاز وثائق المؤتمر، والتحضير والإعداد لمؤتمر تشكيل ( القيادة السياسية الجنوبية) داخليا وخارجياً. 3- أخرى. ( 4 ) فكرة أخرى متناسبة وواقع الجنوب: كرأي شخصي، أود ان أقدم فكرة، أراها من وجهة نظري ملائمة، لتشكيل قيادة سياسية جنوبية، تجتمع فيها كل التوازنات المطلوبة، والمعطيات المتوائمة لظروف المرحلة وتداخلاتها السياسية، داخليا وخارجيا، اضافة الى التمثيل الذي يجب ان تظهر به قيادة الجنوب السياسية. حيث يمكن ان يحضى الجنوب بإنجاز قيادة سياسية جنوبية، بسرعة قياسية، وصورة متكاملة، وبكل سهولة ويسر، وفقا لواقع المرحلة، وطبيعتها، خاصة وأن اساس هذه القيادة السياسية الجنوبية، موجودا، وهم ( محافظي المحافظات الجنوبية ) وهو ما لن يتعارض مع الشرعية، التي ستكون ممثلة في القيادة الجنوبية، ولا مع التحالف العربي واهدافه وسياساته، بل سيكون رافدا قويا ومعززا لهم، ويقوم بمهمة حماية الجنوب ومحافظاته من أي اختراقات سياسية، كما سيكون حاميا للمكتسبات الوطنية وما تحقق من نصر للامة العربية، والجنوب والشرعية. ويمكن لذلك ان يتم من خلال الاتي: 1- يكون محافظي محافظات الجنوب قيادات سياسية جنوبية، يضاف اليهم مرجعية سياسية مخضرمة وبعض قيادات الجنوب السياسية في الخارج. حيث التمثيل لهذه القيادة سيظهر كالاتي: - محافظا عدن لتمثيل (المقاومة الجنوبية ). - محافظ حضرموت لتمثيل ( الجيش الشرعي ). - محافظ لحج لتمثيل ( الحراك الجنوبي). - محافظ الضالع لتمثيل ( الحزب الاشتراكي اليمني). - محافظ ابين لتمثيل ( الشرعية - المؤتمر الشعبي العام فرع هادي). - محافظ شبوة لتمثيل ( التجمع اليمني للإصلاح). - محافظ المهرة . - محافظ سقطرى . - الوزير هاني بن بريك لتمثيل (التيار السلفي الجنوبي). - حيدر العطاس لتمثيل ( قيادات الجنوب بالخارج). وبالنظر لنسبة التمثيل، لكل تيار او حركة او حزب سياسي في الجنوب، ان يحضى بمقدار ( 10%) من نسبة التمثيل العام، ويمكن زيادة الممثلين لهذه التشكيلة القيادية بــ(ممثلين أثنين ) لكل تيار او حركة او حزب سياسي، او اضافة اليهم نسبة المرأة بنفس النسبة التي يحضى بها كل طرف. وختاما: يمكن ايضا، كرأي شخصي، ان يبدأ الجنوبيين بالتمهيد لتشكيل ( قيادة سياسية جنوبية) من خلال، تشكيل ( المجلس التنفيذي الجنوبي الأعلى)، وهو ما طرحناه في مقترح سابق، وذلك من خلال: - ان يكون محافظي محافظات الجنوب الثمان، قيادات في المجلس التنفيذي الأعلى. - ومدراء امن المحافظات، يشكلون مجلس امني تابع للمجلس التنفيذي الجنوبي الاعلى. وتحدد مهام المجلس التنفيذي هذا، عبر رؤية وطنية، يتم تقديمها، وتتعلق بإدارة شؤون المحافظات الجنوبية تنفيذيا، اقتصاديا، امنياً، وذلك على طريق التأسيس لتشكيل ( قيادة سياسية جنوبية عليا ). وبالطبع لن يتعارض مثل هذا المجلي، مع أي تداخلات مرحلية، في الجنوب، او ما يتعلق منها بالخارج، بل انه سيكون معززا لدور الشرعية، ودول التحالف العربي، في مواجهة مليشيات ايران والتصدي لها، وحماية وتأمين محافظات الجنوب من أي خطر كان. • كتبه/ أديب السيد • 15 سبتمبر 2016م .