آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 11:41 م

كتابات واقلام


لا تكن حجرا

الإثنين - 26 سبتمبر 2016 - الساعة 04:37 م

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي - ارشيف الكاتب


لم يخلق الله الأنسان عبثا وميزة عن سائر مخلوقات بل كرمه وأمر الملائكة بالسجود لأبيه أدم وجعله في الأرض خليفة له . أنعم الله على الأنسان بمميزات القلب والعقل والحواس ، لكي يجدد الحياة على الأرض التي جعلها وما تحتوية طوعا للتجديد المستمر . فالتجديد يعني استمرار الحياة والمجدد فيها حيا يبقى ذكرة وفعله وقوله ما دامت الأرض لم تكفت ولم تطوي السماوات طي للسجل للكتاب . كن مجدد بافكارك فقد تجدد الحياة بكلمة تصبح مثلا تتداوله الأجيال أو علما يضيء ظلمات الجهل . أو عملا يتداول مهارته العاملون . الحياة تحب من يجدد فيها كما تحب الأرض من يحرثها بمعوله برغم أنه يجرحها لكنها تحبه لأنه جدد فيها وأخرج من بطنها مولودا يبعث الحياة مجددا . الأشجار تتخلى عن أوراقها في الخريف لتنتج أوراق جديدة وأزهار وثمار تجدد حياتها وتكسيها حلل جديدة . كل شيء يتجدد في الحياة الا الحجارة الصماء تبقى مكانها لا تنتج شيء ولا تسقط لها أوراق ولا ثمار ولا رائحة لها ولا طعم . تبقى مكانها جامدة الا أن يدحرجها سيل أو يفتتها أنسان فهي عديمة الحياة . مثلها مثل الذي ينسخ ويلصق يعتبر نفسه مجددا وهو بالحقيقة جسرا ينتقل الأخرون فوق ظهره يبنون هنا وهناك وهو مكانه ثابت بين شطي التجديد لا يفقه ما حمل ولا يستفيد مما حمل فوق ظهره . كن مبدع فأنت تملك عقلا وقلبا وحواس مثلما يملكه من تنقل لهم . كن مجدد كما تتجدد الأيام والفصول والمواسم . لا تخاف من الفشل ولا تستسلم بأنك غير قادر فالكل كانوا مثلك . وأنظر إلى الطفل عندما يحاول الوقوف على قدمية كم يسقط وكم يصرخ ويتألم ولكنه يملك بداخله إرادة التغيير من الحبو إلى الوقوف فيعاود مرار حتى يقف منتصبا كالطود العظيم . الحياة والأرض والوطن وكل ماحواليك طوع يديك وأفكارك فدعهم يحبون فيك التجديد . عبدالقادر زين بن جرادي