آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:49 م

كتابات واقلام


دولة مشطّرة ؟!

الثلاثاء - 27 سبتمبر 2016 - الساعة 08:16 م

احمد محسن
بقلم: احمد محسن - ارشيف الكاتب


لا ولن ينكر أحد أن اليمن عملياً أصبح دولة بشطرين !.. و الذي لم يلمس بعد هذه الحقيقة فهو في غياب تام و خارج دائرة المتابعة و الاهتمام بما يحدث على مسرح الحدث في الشمال و الجنوب ؟!.. في السابق .. و منذ إعلان الوحدة و دمج الشطرين في كيان واحد كانت السعادة غامرة و واضحة في سلوك أبناء الجنوب و ممارساتهم و في خطواتهم العملية و هم يسهمون في محاولة بناء دولة مركزية تحوي ابناء الجنوب و الشمال على قاعدة أحسن ما في النظام شمالاً و جنوباً .. لكن حصل العكس .. أخذوا .. الأسواء ؟!... لا ينكر أحد كيف كان أبناء الجنوب في المحافظات الشمالية و مثلها الجنوبية يجسدون إيمانهم بالوحدة التي كانوا من قبل إعلانها يعززونها في سلوكهم و ممارساتهم العملية .. و لكن ما كان يصدر عن القيادات الشمالية في مرافق الدولة كان يعكس قناعاتهم بان الوحدة لم تكن مبدأ و عقيده كما آمن بها أبناء الجنوب .. بل أن أبناء المحافظات الشمالية كانوا يعتبرون هذه الوحدة فرصة للسيطرة على الجنوب كغنيمة (أرض وبشر) ؟!.. و ما يؤسف له أن المحطات التي تلت تلك المحطة الدموية التي كشر بها و من خلالها أبناء المحافظات الشمالية عن أنيابهم لنهش أجساد أبناء الجنوب .. و لم يعد بخافي على أحد لكل تلك الممارسات اللاإنسانية و التي طالت أبناء الجنوب من قبل أبناء الشمال , و أصبح القاصي قبل الداني ينبه الى خطورة هذه الممارسات على الوحدة الوطنية أو ما كان يعرف بوحدة النسيج الاجتماعي الذي كان يعتز به إبن الجنوب من زمن بعيد و تحديداً من قبل الوحدة ؟!.. فبرغم الاصوات و صداهى المدوي و التي كانت تنبه إلى خطورة الشرخ الاجتماعي و قساوة الاجراءات الظالمة بحق أبناء الجنوب و استحواذ كل شيء لصالح أبناء الشمال إلا أن شيئاً لم يتم بمراجعة ما كان يصدر من ظلم و إجحاف بحق أبناء الجنوب !.. حتى بدأت و بدون حياء تطبيق سياسة الامر الواقع و الظلم القسري للجنوب بثروته و ناسه ؟!.. و هذا الوضع قد ولدّ لدى أبناء الجنوب رفض سياسات الاخضاع و السيطرة و التسلط بحقهم فخرجوا معلنين عن ثورتهم السلمية بقيادة الحراك السلمي الجنوبي .. فماذا كانت وسائل المواجهة التي صدرت عن القوى المستبدة في سلطة الشمال ؟.. و كيف تعاملت مع هذه الثورة التي هم قبل غيرهم كانوا بذات أنفسهم يشعرون أن الجنوب إنتفض بثورته العارمة عندما وصل الى حال لا يطاق !.. لقد واجه نظام صنعاء أبناء الجنوب الذين خرجوا ليعبروا عن ثورتهم السلمية بالرصاص الحي و الاعتقالات و الملاحقات لكل من عبر عن حق الجنوب في الحرية و الانعتاق من الظلم و القهر الذي لم يسلم منه أياً من أبناء الجنوب؟!.. فبمجرد المواجهات العسكرية الهمجية في مواجهة أبناء الجنوب العزل من السلاح و الذين كانوا يواجهون رصاص عساكر صنعاء بالصدور العارية .. هذا المشهد لوحده يفضح الوجه القبيح لنظام صنعاء و عدالة القضية الجنوبية !..و كم كانت الاصوات الحريصة على حالة تدهور أوضاع أبناء الجنوب و حاله العنجهيه و العربدة الصادرة عن نظام صنعاء كون هذه الأصوات من سلطة صنعاء ما هي إلاّ التجاهل و الاستمرار في ضرب كل من يتصدى لمظالم النظام في صنعاء !.. حتى تصاعدت الاوضاع و المواجهات بين أبناء الجنوب و سلطة الشمال القاتلة و الاجراميين !!.. و هذا التصعيد إستمر حتى إسقاط قوائم و مرتكزات الوحدة التي لم تقوى على الصمود في اقناع كل متابع و مهتم بالشأن اليمني !.. فأنهارت الوحدة بفعل الضربات الموجعة و المدمرة لكل مقومات و أسس المرتكزات التي قامت على أساسها الوحدة ؟!.. و ما يحدث اليوم بين الشمال و الجنوب و بعد إنفصال العقد الوحدوي بين شطري اليمن بالغاء مجلس النواب بالقرار الثوري (الحوتي) أعلن الرئيس السابق/علي عبدالله صالح بان الغاء مجلس النواب هو ألغاء آخر خيط كان يربط شطري اليمن (الجنوب و الشمال).. و رغم أن هذا المجلس النيابي هو ملغي لما إعتراه من عوامل التعرية و الشيخوخة التي أجهزت عليه ؟!.. مع ذلك فإنه آخر خيط كان يشكل الرابط لما تبقى من صورة الوحدة الباهتة .. تلك الوحدة التي لم يعد لها أثر ؟!.. فهل يستطيع (عفاش) يخرج ليقول .."الوحدة أو الموت" ؟!.. فالوحدة أنتهت .. و لم يبق سوى الموت .. و العياذ بالله ؟!.