آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


دعوة الظالمين

الجمعة - 30 سبتمبر 2016 - الساعة 03:24 م

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي - ارشيف الكاتب


بنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق ومن أصدق قولا من الله عز في علاه هذا حالنا منذ غابر الأزمان حين كنا وكانت الأرض جنتان ذات اليمين وذات الشمال . لكنها استجابت الرحمن لقوما دعوا على أنفسهم وهم كانوا في نعمة من الله . فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا . فجعلهم أحاديث ومزقهم كل ممزق . لم تستقر أحوالنا منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا . فقدنا الرشد وميزان العدالة وذهبت حكمتنا . فكثر فينا الهرج والقيل والقال وكثرة السؤال . أنها دعوة قوما جهله لم تزل أشظائها تصيبنا . لأن من أصلابهم نسل باقي يتوارثون فينا مواريثهم الفكرية . أصرخ ما صرخت وأن بلغ صدى صوتك عنان السماء وتخوم الأرض فأنك لن تجد إلا أذان قد صمت ، وقلوبا قد غلفت ، وعقولا قد تحجرت . ما دام في الأحياء قوما يهتدون بهداهم ويمشون في خطاهم . فأي صراطا تريدونه أن يستقيم لتبلغوا غايات لكم لا أراها في القيعان إلا سرابا . ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) تتلونها ولكنكم تجهلون الطريق إليها . وما نيل المطالب بتمني ولكن تأخذ الدنيا غلاب ولو كانت الأماني تتحقق لتمنيت أن كلام الله عز وجل ( فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق ). لم تكن على قومي . الذين قالوا (.. ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم ...) سيقول قائل ذلك قوم سباء أو لسنا من سباء بطن . بل نحن أشد تمزق وظلم . لا رأي اجتمع لنا ولا راية أنطوينا تحتها . ولا قائدا ربانيا برز من بيننا . في شتات في شتات نعيش وكأننا في سنوات التيه الأربعينة نهيم . (..أن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك . غرة عاما هجريا جديد نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا ، ويصلحنا ويصلح بنا . أمين كل عام وأنتم بخير .