آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


صالح من أجل المصالح

السبت - 08 أكتوبر 2016 - الساعة 04:02 م

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


من أجل المصالح الشخصية و من أجل الترقية الوظيفية أو الحصول على المنصب الرفيع صالح الفاسدين و تقرب منهم و داهنهم و تردد دائماً على مجالسهم فهم دائماً أصحاب القرار وهم دائماً في سدة الحكم و على رأس كل سلطة في وطني ، عفواً أيها المواطن فلا أحد سيكترث لدمعاتك و لا أحد سيسمع صرخاتك وأنت تشكوا من صعوبة الحصول على لقمة عيش لك ولأسرتك ، وقد يسرقون قوتك و يتاجرون بإسم معاناتك و مأساتك . يقولون يا فلان مالك و لشؤون الناس فأنت لست وكيلهم في الدنيا و أهتم بشأنك الخاص ، ولكنهم نسوا قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و التسليم قال : من لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم . غريب أنت يا وطني في وطني ، وطني يحب وطنه و ينشد غداً مشرق بإذن الله خالي من وجوه فاسدة سممت حتى الهواء فلم نعُد نستنشق غير الكذب و الخداع و الفساد . إذا أردت أن تعيش في هذا الزمان فعليك أن تنظر إلى الباطل و تسكت و تصفق و تهتف بصوت عالي جداً يحيا الرئيس يحيا الزعيم الموت للشعب الجائع اللئيم ، هكذا سيعطوك المناصب هكذا ستحصل على أعلى المكاسب فلا حاجة لك أن تناضل أو أن تحارب . لا تنظر لذاك الجائع وهو يبحث عن كسرة خبز في قمامة ذلك المسؤول فهذا شأن خاص لا يعنيك ، لا تستمع لطفل يبكي أو أمٌ تشكي أو أبٌ يحكي عن قصة أسرته الفقيرة و كيف باعوا أولئك المسئولين سلتهم الغذائية بمبالغ زهيدة . أسكت يا هذا ولا تقول كيف تتوفر السيولة النقدية للمقاولين و للمشاريع الوهمية و تذاكر السفر و سياحة المقربين ، ولا تتوفر تلك السيولة للمتقاعدين أو الموظفين و تركوهم كالشحاتين على أبواب البريد العام و البنوك يستجدون رواتبهم . لا تسأل أين تذهب تلك المئات من الملايين التي تورد يومياً من جمارك ميناء عدن للحاويات ولا تسأل أين تذهب أموال الضرائب و الواجبات و شركة النفط التحدث في تلك الأمور يعني سياسة . صالح أصحاب المصالح و أقتل ضميرك و أشغل تفكيرك بمستقبلك يا فالح ، ولا تصرخ ولا تتألم ولا تتكلم عندما تشاهد طوابير المتقاعدين من المعلمين وغيرهم من الذين كانوا نبراس ذلك الزمن الجميل وهم يهانون في وضح النهار نهاية كل شهر . صالح من أجل المصالح وقل للقاضي الفاسد حكمت فعدلت و قل للرئيس أخترت فأصبت ، وقل للمواطن أنت وحدك من أخطأت .