آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 07:31 م

كتابات واقلام


خطى اكتوبر انقلبت

الأربعاء - 12 أكتوبر 2016 - الساعة 01:02 ص

احمد يسلم صالح
بقلم: احمد يسلم صالح - ارشيف الكاتب


لم يكن البردوني مخطئا حين قال في احدى روائعه الشعرية الفلسفية وبحدسه وحسه الفطري : خطى اكتوبر انقلبت ... حزيرانية الكفن ومن مستعمر غاز ... الى مستعمر وطني في اشارة منه الى ان ادران صنعاء وبﻻويها ودسائسها كفيلة ليس بانتكاسة وقلب مفاهيم واهداف ثورة اكتوبر بل واجتثاثها بعقلية (اﻻنحﻻل واﻻحتﻻل المتخلف ) وعن طريق خديعة مسمومة في وحدة مجنونة مقرونة بالموت والتدمير لكل شي وفي الطليعة اﻻنسان وروح النظام والقانون والحياة المدنية. ليس هذا موضوعنا لكن اﻻكيد ان بصيرة البردوني كشاعر ومفكر لم تكذب ولهذا اضاف في ذات القصيدة النبوءة متى تصحين ياصنعاء من تابوتك العفن .. وفي الحديث عن اكتوبر الثورة واحتفاﻻت شعب الجنوب بذكراها الثالثة والخمسين مايزال القها يتعالى باصرار وروح ثورية ﻻتهزم وﻻتتبدد عن طريق تلك الحشود المليونية المعبرة عن اصالة وهوية ووجود شعب يزداد عشقا وولعا بالحرية والسﻻم متشبثا بوجوده على ارضه رغم كيد الكائيدن ووهم الواهمين والسابحين في فلك اللصوصية واﻻرتزاق .... مليونيات الجنوبيين رسالة الى العالم من اقصاه الى اقصاه تقول قول الواثق بالله و بحقه وبوجوده ومشروعيته على ارضه مفادها نحن هنا نحن شعب له كل مقومات الوجود والعيش ينشد الحياة الكريمة المستقرة .بعد سنوات من الموت والقتل والتنكيل والغزو واﻻجتياح والطمس .نحن هنا نقول لكل العالم اننا شعب حي لن تنطلي عليه كل الحيل والاﻻعيب بعد ان ذاق ويﻻت العذاب لمجرد اقحامه وحشره في شوالة (جونية) مشروع وحدة كانت اصﻻ مجرد مشروع سياسي فشل ولم يجف مداد حبره وخيوطه اوهى من بيوت العنكبوت جاء معه بكل اصناف واشكال الموت والقتل والدمار في الجنوب والشمال ايضا وهنا تكمن الكارثة . اخطر مافيه ان هذا المشروع الفاشل انتج الحقد والكراهية بين شعبين جارين بينهما وشائج الجوار والقربى على امتداد تاريخي موغل ومع ذلك في ظل هذا المشروع عانى شعب الجنوب من ويﻻت اﻻرهاب والتكفير والقتل اكثر من اي شعب اخر ومايزال وفي اللحظة التي ﻻحت لهذا الشعب بقيام عاصفة الحزم والعزم بعد الغزوة الثانية هب ابناء الجنوب منتفضين من كل حدب وصوب مسجلين اروع وانبل ايات البطوﻻت والماثر الكفاحية اﻻسطورية بقية استعادة دولتهم وهويتهم وقيم تاريخهم الكفاحي الموغل في القدم في مقاومة المحتلين الغزاة ايا كانوا ومن اينما كانوا . وفي هذا تاكيد ﻻياتيه باطل ﻻمن خلفه وﻻمن امامه على وجود شعب جبار ﻻيقبل الضيم والحيف واﻻحتﻻل . وكل مايريد قوله من خﻻل مليونياته الستة عشر اننا شعب اختط طريق نضاله السلمي والوطني عنوة ومن خﻻلها يلفت انظار العالم كل العالم الى حقه في استعادة دولته وفك ارتباطه من ذلك المشروع السياسي الفاشل بشهادة من وقعوا عليه وعاشوا تبعاته المؤلمة وباعتراف قادة ودول العالم . . لسنا الوحيدون ممن وجدوا انفسهم في مشاريع سياسية فشلت ولنا العبرة في وحدة مصروسوريا ويوغسﻻفيا والتشيك ودول اﻻتحاد السوفيتي سابقا وحتى ماليزيا وسنغافورة . حين عادت هذه الشعوب الى ماقبل فشل مشروعها وهذا ليس عيبا وﻻجريمة اﻻ في نظر من يرون الوحدة صنما من تمر ومشروعا يحقق نزواتهم في النهب وتحقيق اطماعهم الخاصة في التملك والتوريث تحت شعارات في ظاهرها الجنة وفي باطنها النار والدمار