آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


برمودا صعدة

الأحد - 23 أكتوبر 2016 - الساعة 11:57 م

منصور صالح
بقلم: منصور صالح - ارشيف الكاتب


الكثير من الضحايا عادت جثامينهم من أرض المعركة في صعدة ، إلى محافظاتهم في الجنوب ، بعد أن قضوا في المعارك الجارية هناك بين مجاميع تنتمي للمقاومة الجنوبية ومسلحي جماعة الحوثي . إلى محافظة أبين المدمرة وحدها وصلت ي منذ نحو اسبوع جثامين احد عشر شابا ،بعد أسابيع فقط من تجنيدهم ونقلهم للقتال في جبهات البقع ، جميع هؤلاء استشهدوا ربما قبل إن يذوقوا طعم معاش شهرهم الأول في سلك الجندية . للتذكير فقط مازالت مكيراس الجنوبية الأبينية تقع تحت سيطرة قوات الحوثي وصالح ،ومازالت مدفعية هذه المليشيات المتمركزة في أعلى قمة جبل ثرة تصل إلى عمق محافظة أبين وتروع الآمنين في عديد من قرى المحافظة ومنها قرى بعض المجاهدين الذاهبين للقتال في صعدة . آخرون من سلفيي محافظة شبوة كانوا قضوا قبل أيام في معارك البقع ليعودوا جثثا مسجاة ، إلى محافظتهم المنكوبة و التي مازال الحوثي وصالح يسيطران على اكبر مدنها بيحان ، وربما مازالوا يتحكمون بنفطها وغازها الذي ظل إلى وقت قريب وربما مازال يستخرج من بير علي في شبوة ليصب في جيب علي بصنعاء. . مقاتلون آخرون ذهبوا من حوطة ويافع لحج تاركين كرش للخطر الحوثي الذي يتهددها كل لحظة ،كما يتهدد شقيقتها الجارة طور الباحة التي إن دخلها الحوثي وحليفه صالح مجددا لصارت عدن بكل جلالها وأهميتها في مرمى مدفعيتهم. يحاول كثيرون عبثا ، فهم أيهما أولى بالتحرير بالنسبة لمقاتل نذر حياته لله وللوطن ، أهي قريته أو محافظته القريبة ، حيث سيقاتل إلى جواره الشجر والحجر ، أم تلك القرى المعلقة في أعالي جبال صعدة تلك المحافظة البعيدة الوعرة والغريبة والغامضة بجبالها وصحاريها وحتى ناسها ومزارع التفاح والرمان فيها والتي لاشك أنها ستناصر أهلها ، وستبتلع الغريب الداخل إليها ، مهما بلغ من القوة والإمكانيات ومهما حقق من انتصارات اليوم . في الجنوب الذي ذهب فصيل من مقاومته للقتال في صعدة ،مازالت هناك الكثير من المناطق التي لم تتحرر بعد من سيطرة مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح ، في كل من شبوه وأبين وأطراف كرش ، ناهيك عن سيطرة حليف صالح السابق هاشم الأحمر على منفذ الوديعة في حضرموت ،كما لم تزل مناطق أخرى مهددة بالسقوط في طور الباحة وباب المندب ،وكلها أولى آلاف المرات بالتحرير من صعدة ، التي كان يفترض ان كانت النوايا بريئة فعلا ، إن يسند أمر تحريرها إلى الجنرال علي محسن الأحمر الذي عاش في ذات المنطقة ويعرف طبيعتها الجغرافية وطبائع أهلها، وتحت مبرر تحريرها وأخواتها من محافظات الشمال ابتلع ومعه قيادات حزبه حزب الإصلاح ، المليارات الخليجية وعتادا ضخما ومتقدما من السلاح وكما مهولا من الذخائر يكدسونها لأمر ويوم غير معلومين. لا فهم واضح للغاية من الزج بالمقاومة السلفية الجنوبية التي لم تكتمل معركتها في الجنوب بعد ،للقتال ضد الجماعات الشيعية في برمودا صعدة سوى رغبة الزج بهذه المقاومة في معركة استنزاف طائفية طويلة قد تبدو هينة ومعقولة في بادئ الأمر وتحت نشوة الانتصارات السريعة المحققة والتي يرجح فيها عامل التكتيك والغدر من قبل جماعة الحوثي ،على عامل القوة لدى مقاتلي المقاومة الجنوبية رغم التسليم بمهاراتهم وقدراتهم القتالية وصدقهم وجديتهم في القتال. تظن المقاومة الجنوبية المقاتلة في صعدة اليوم ، ببراءة إن انتصاراتها الكبيرة والمتواصلة هناك ،ستشكل رصيدا إضافيا لها يزيد من قوتها وحضورها ،في حين يحكي الواقع وتجارب الزمن مع قوى النفوذ والحروب في الشمال ،ان هذه الحرب ليست سوى فخ لاستنزاف وإنهاك هذه المقاومة في معركة ليست معركتها ولغايات ليست هي ما يردده إعلام شرعية الإصلاح ،وإنما غاية بعيدة ترتبط بخطط الاستعداد لاجتياح الجنوب وإعادته إلى حظيرة الشمال مجددا و بالقوة بعد إفراغه من مصادر قوته المدافعة عنه اليوم والمتمثلة بالمقاومة الجنوبية ، عبر تدمير سلاحها والقضاء على قادتها ومقاتليها.