آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


عن "الحزام الأمني" والقائد المَشُوشي

الأحد - 30 أكتوبر 2016 - الساعة 02:42 م

وهيب الحاجب
بقلم: وهيب الحاجب - ارشيف الكاتب


لستُ ممن يمجّدونَ الأشخاص ولا ممن يصنعون أبطالاً من ورق ، لكن هناك أشخاص ممن يعملون بصمتٍ ويخدمون الوطن بعيداً عن ضجيج الإعلام وخبطات الصحافة يفرضون علينا أن نتحدثَ عنهم وعن جهودهم الوطنية ولو من بابِ العرفان لهذا الوطن والتحضيض على بذل المزيد من العطاء . قائدُ قوات الحزام الأمني السيد نبيل المشوشي واحدٌ من هؤلاءِ الرجال الذين أثبتوا كفاءةً عالية في قيادة جهاز أمني غاية في المسؤولية والخطورة ؛إذ أُسند لهذا الجهاز مهامُ حفظ الأمن بالعاصمة عدن والمحافظات المجاورة في ظروف صعبة جدا ومعقّدة للغاية ، لكنَّ الإيمانَ بالقضية والسير بخُطى ثابتة نحو تطلعات شعب الجنوب والحماس الثوري والعقلية المتزنة جعلت المشوشي ورفاقه في قيادة الحزام الأمني يتغلبون على تلك الظروف ويحولونها إلى انتصاراتٍ قطعت شوطاً كبيرا في دك أوكار الإرهاب وأعادت للدولة هيبتها ومكانتها في معظم المحافظات المحررة بعد أن كانت هذه الدولة قد غابت وتوارات خلف الفوضى والإرهاب والعمليات الآثمة التي تقودها آيادٍ خفية ضد المصالح والمنشآت في عدن خصوصا . في حقيقة الأمر أن قواتِ الحزام الأمني هي الوجهُ المشرف للدولة في عدن ، والاتجاه الجنوبي الوحيد والناجح الذي يسير بطريقةٍ منهجية نحوَ إعادة بناء جهاز أمني محترف يسعى أولاً وأخيراً إلى حفظ السكنية العامة وفرض هيبة الدولة وقوة القانون سيرا نحو إعادة ترتيب البيت الجنوبي ووضع اللبنات المتينة لبنائه وفق أُسس مدروسة ومُخطط لها بمهنية واحتراف ، ولعل الضامن الحقيقي لنجاح هذا الجهاز هو استقلاليته التامة وعدم تبعيته لأية جهة يمنية عاملة على أرض الجنوب ؛ إذ يخضع لقوات التحالف مباشرةً والقوات الإماراتية على وجه التحديد . ومما لا يعرفه الكثيرون عن القائد نبيل المشوشي أنه رجلٌ عسكري وواحدٌ من المحاربين القدامى منذ حرب اجتياح الجنوب في العام 94م التي تعرض فيها لإصابات بليغة جدا لم تمنعه من الاستمرار في مقارعة العبث الشمالي بالجنوب حيثُ كان واحدا من قيادات النضال السلمي قبل أن يلتحقَ بجبهات القتال عند الغزو الحوثي الأخير ليتعرض خلالها الرجل لعدد من الإصابات مجددا ؛ وهو الأمر الذي يشير إلى شخصيةٍ عسكرية مفعمة بالوطنية وحُب الإقدام والتضحية في سبيل تراب الجنوب وحق شعبه في الأمن والعيش الكريم على كامل أراضيه ، وبالتالي انعكاس تلك المواقف الطيبة على نجاحه هو ورفاقه من الشرفاء والوطنيين في قيادة الحزام الأمني . المطلوب اليوم من القائد المشوشي والمسؤولين في الحزام الأمني أن يحافظوا على استقلالية هذا الجهاز والنأي به بعيداً عن الشطحات غير محسوبة العواقب وإبقاءه محايدا دون الزج به في متاهات التبعية والولاءات الضيقة والأنانية .. عليهم أن يصبّوا جلّ جهودهم في حفظ أمان الجنوب وقطع دابر المتربصين والحالمين دون الدخول في وحل السياسة ومستنقع المكونات والأحزاب التي تعبث بالجنوب منذ العام 2007م . وعلى قوات التحالف ،والإمارات العربية الشقيقة تحديدا، أن تدعم هذه الروح الاستقلالية للحزام الأمني وتبادر سريعا إلى ترتيب أوضاع المنتسبين إليه وتسعى إلى تأهيل الخبرات التخصصية المطلوبة في هذا الجانب .