آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 06:25 م

كتابات واقلام


مخاطر إذلال العسكريين !!

الأربعاء - 02 نوفمبر 2016 - الساعة 08:22 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


في مقال سابق كتبت متسائلا أين جيش اليمن الديمقراطي ؟ ولم احصل على جواب رسمي وتجاوب زملائي الكتاب لدعم الفكرة وتوضيحها أو حتى نقدها , لكني وجدت الجواب في احتجاج للعسكريين الشريحة المظلومة منذ الحرب الظالمة على الجنوب في 94م إلى اللحظة والدقيقة هذه , لسبب واحد هو الولاء الوطني والعقيدة الوطنية التي يتحلى بها هذا الجيش جيش سبتمبر وأكتوبر , فككه النظام السابق وأقصاه وهمشه واشترى ذمم الضعفاء منه , وقتل فيهم العقيدة الوطنية , وترك الآخرين للإهمال والحرب النفسية التي مورست في حقهم , من مهانة وفقر وحاجة , ومات من مات بجلطة وذبحة صدرية بل بانتحار أو مسموما , أو اغتيالا , كل ذلك لتحطيم هذا الصمام , ليسهل لهم العبث بوطن ومقدراته ويبقى الجيش العائلي صمام أمان بقائهم في السلطة وقابضين على الثروة ومستبدين وطغاة , ولازالت المؤامرة مستمرة . في احتجاجهم , يوم الأحد في ساحة العروض , لسبب عدم استلامهم لرواتبهم لثلاثة أشهر , وهي مشكلة عمت السلك العسكري والمدني , والراتب للموظف كان عسكريا أو مدني هو مصدر الدخل الوحيد للمعيشة طبعا اغلبهم والشرفاء منهم محدودي الدخل, انه نبض الحياة , حينما تنشا الأسرة ركيزتها الراتب الذي يحدد مستوى المعيشة , تنتظر الأسرة نهاية كل شهر بفارغ الصبر للراتب لتشتري احتياجاتها من الطعام والمواد لشهرا كامل (الراشن ),والعلاج ومستلزمات الدراسة ,تصور عندما تفقد هذه الأسرة راتبها ولثلاثة أشهر دون مصدر دخل أخر , لا مجال لغير الجوع وحتمية الموت أو التسول والمهانة وتفكك الأسرة وانتشار الرذيلة , والفقر الذي يضعف الفرد ثم المجتمع فتغزوه أمراض اجتماعية فتاكة , وتجعله صيد سهل وضحيه , للعصابات والمافيا والإرهاب وتجار المحرمات والرذيلة , فالجوع كافر, بما معناه أن الراتب صمام أمان الأسرة والمجتمع وتماسكهما والأخلاق والقيم والسلوك . نعرف جيدا ان الأمن والجيش هما صمام أمان الوطن والجمهورية والثورة , فما هي مالأت ضعف هذا الصمام , هو الانحطاط والانزلاق لحروب أهلية وتشكيلات مليشاوية , وأجندات غير وطنية داخلية وخارجية , مؤشر ما يحدث أن هناك من لا يريد جيشا وطنيا ولاءه لله ثم الوطن وصمام أمان للتغيير والتحول المنشود على مسار ثورتي سبتمبر وأكتوبر. كان لهم احتجاجهم وهو حق مكفول , ورفعوا رايات المطالبة برواتبهم وتنظيم وحداتهم وإعادة تشكيل قطاعات الجيش ليكن رافدا للجيش الوطني , لكن هناك معوقات , الراتب لازال في علم الغيب , البنك المركزي قال لهم نحن نصرف وفق ما يأتينا من السلطة والحكومة , ولا يوجد لدينا ما يثبت أن لكم مستحقات عندنا , بما معناه أن رواتبكم بيد من كان يصرفها وهم الانقلابين ,أنها مأساة الشرعية والاهتمام بهذه الشريحة وتحمل مسئوليتها كحكومة , وللعلم بحكم ارتباطي ببعض الزملاء ومنذ اللحظات الأولى للحرب وبعضهم تحمس للمشاركة ,بل ذهب للجبهات يقاتل , قابل الكثير إهمالا متعمد , لم تتاح له فرصة المشاركة وفق مؤهلة و وظيفته ولم يدعم بالمعدات العسكرية , وجدوا جماعات وفرق , والبعض قيل له سجل رقم هاتفك عندنا أذا احتجنا لك سنتصل بك , والبعض وجد فرصة سانحة للمشاركة بطواعية كجندي وانتهت الحرب وانتهى دورة وبقى من يراد لهم أن يبقوا في قمة القيادة لهدف مرسوم ومخطط , شعور أن من يحبك هذه الخطط لا يريد ذلك , كما يعطل الميناء ومؤسسات حيوية وخدمات أساسية يراد لهولا أن يستمروا في معاناتهم , ويبقى السؤال إلى متى ستبقى هذه الشريحة مرفوضة ومعذبة ومحاربة وتعاقب ؟ وما الهدف ؟ لتخضع أو لتنجر لما لا يحمد عقباه أو لترتمي في حضن المليشيات وقوى العنف والإرهاب والعصابات والاتجار بالمحرمات , حينها لا ينفع الندم . ولنا في الجيش العراقي مثال فهل نتعظ يا أوليا الألباب .