آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 06:27 م

كتابات واقلام


من يوميات الحرب: صرخة اللعنة

الثلاثاء - 08 نوفمبر 2016 - الساعة 06:13 م

عمار باطويل
بقلم: عمار باطويل - ارشيف الكاتب


غي الحروب يكون الهروب الأول لأصحاب الفخامة، والمشائخ ، ولرجال المال والأعمال، أما نحن الضعفاء لا مفر من الموت في مدينة عدن التي عشنا فيها منذ وجودنا الذي كتبه الله لنا. ما لنا ولهذه الحرب وصرخة اللعنة التي ترددها الميليشيات الآتية من كهوف مران وتتوعد الموت لأمريكا واللعنة على اليهود، ولكن كان الموت ومازال من نصيب النساء والأطفال والشيوخ. الموت للإنسان البسيط الذين لا هم أمريكا ولا إسرائيل. هنا تتشكل تناقضات الصرخات، ولعنات يخدر بها زعيم المليشيات اتباعه بهذه اللعنات الزائفة كزيف انتمائهم إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يصدق الإتباع بأن الموت سوف يكون لأمريكا، وفي نفس الوقت نرى أمريكا تقف مع هؤلاء وتصمت عن أرهابهم وقتلهم للأبرياء. أمريكا... لو لا أمريكا لم يخرج هؤلاء من جحورهم وكهوفهم في صعدة، فقد حصلوا على الضوء الأخضر لخلق الفوضى في البلاد.. يقتلون الناس باسم الله، وينكحون الغلمان باسم الله، ويمارسون الزنا باسم الله، كل قذارتهم ينفذونها باسم الله، ومع كل هذا يصفون أنفسهم بأنهم جنود الله في الأرض؟ فكيف لجنود الله أن تقتلوا الأطفال والنساء وتجويع الناس؟. اللعنة على هؤلاء الجنود الأوغاد. ياخالد ثق كل الثقة أن بعد هذا اليوم لن يرحمنا ميليشيات صالح والحوثي الذين أتفقوا على قتل عدد كبير من الناس ولن يفرقوا بين النساء والأطفال، فقد أتفقوا على القتل الجماعي ولن يسلم من هذه الميليشيات إلا من كان غائباً أو من أختفى عن الانظار صدفة وبدون ميعاد. أصبحت الشوارع موحشة، الكل إختفى من الموت المحقق إلا المقاومة تستعد للمواجهة المسلحة وحماية الأرض والإنسان. الشرفاء يا خالد يموتون في الحروب أما الأوغاد يتسلقون سلم المجد بعد موت الرجال. آآآه ياخالد، قلبي الصغير لن يحتمل أي منظر للقتل المستمر وبصورة بشعة يجربوا على رؤوسنا كل أنواع اسلحتهم وكيفية فعاليتها في الحروب. بعد أن استلمت الرسالة أصبحت لي أمل هي عدن بذاتها، فلا أفرق بينها وبين عدن وسكانها. فبدأ قلبي يرتجف من مصير عدن التي عشت فيها، وطفت بها في ربيعها، وصيفها وشتائها، وخريفها، فكل عدن ببحرها وسمائها وأرضها تعتجن بضلوعي. ما هو مصير أمل في هذه الحرب وأين سوف تذهب هل ستبقى في عدن أو ستهرب بنفسها إلى حضرموت أو إلى وطن آخر غير وطنها. بعد مراسلاتي المتعددة أنقطعت الرسائل بيننا، وكان الصمت سيد اللحظة. القلق يراودني في كل الليالي، وخوفي على الوطن الذي فيه أمل التي هي الوطن وأهله. أعيد مشاهدة المقطع على اليوتيوب وأشاهد المخلوع صالح وهو يهدد بأن مصير من يقف ضده الموت ولن يجدوا منفذاً إلا منفذ جيبوتي عن طريق البحر. هذا العجوز التعيس لم يشبع من الحكم، فمازال يهدد وهو خارج سدة الحكم وحوله مجموعة من اصحاب الضمائر المنتهية الصلاحية يضحكون بعد كل كلمة يتفوه بها المخلوع ويصفقون له، كي يستمر في القتل. مشهد مقزز جداً وهم يضحكون ويمارسون بشاعتهم ودعارتهم السياسية على جثث الشعب. هؤلاء المرتزقة الذي حول المخلوع لا يفقهون إلا التأيد المستمر لصالح الذي تحالف مع كل القوى السياسية وفتك بها عندما استخدمها في تنفيذ مشاريعة القذرة داخل الوطن، وعندما لم يجد من يقف معه وجد ميليشيات الحوثي التي حاربها ستة حروب لعله يحقق بهذا التحالف أقذر مشاريعه في اليمن مرة مع الإخوان المسلمين في حرب 1994 في قتل أبناء الجنوب واليوم بعد أن تخلى عنه أبناء عمومته استعان بالمذهب الشيعي في قتل من يعارضة. صالح يستخدم الدين مرة باسم السنة ومرة باسم الشيعة والهدف هو الضحك على الشعب والمؤيد له دائماً اصحاب الحى المزيفة التي تحالفت معه سابقاً ولأحقاً. أتذكر ياأمل عندما قلتي ليّ : "لست أدري لماذا أرادو أن يقتلونا مرتين بالشرعية، شرعية 1994 وشرعية 2015 ما يقارب عشرون عاماً من الشرعيتان والشعب ينزف والسبب هم تجار الدين والسياسة في اليمن". كاتب وروائي