آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:31 ص

كتابات واقلام


معاناة عدن وتزاوج التجارة بالسلطة

السبت - 12 نوفمبر 2016 - الساعة 01:22 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


عدن محفوظة بحفظ الرحمان , حتى وان توحش فيها المحتكرون وطمعوا باستثمار معاناة ابنائها ,والتاجر الطمع يبحث عن المزيد و جشعة سكين يقطع اوصال الاخرين , ينظر للأمور بمنظار الفائدة والربح حلال او حرام , وما يحدث في عدن لا يمكن ان يكون حلال , لو راجع مسيرة حياته وكيف كان قبل ان يصبح من رجال الاعمال الذين انتجتهم حرب 1994م العبثية على الجنوب كحرب ضد اقتصاد النظام الاشتراكي الذي اسس بنية اقتصادية للقطاع العام , كانت ترفد الجنوب بأموال طائلة وتشغل عمالة , استهدفت هذه البنية من قبل الفساد ونفوذ شركاء الحرب , تفوق الجشع والطمع الذي رافق نشوة النصر لهم وليس للوطن , للفساد والفاسدين , فتقاسموا التركة , واحتكروا اقتصاد البلد , كما قال ابن خلدون ( التجارة من السلطان مضرة للرعاية مفسدة للجباية ) وهكذا كان ضرر احتكار النافذين والمقربين من السلطة بل وزراء ومسئولين ومحافظين وقيادات , تاجروا بالأرض والمؤسسات , وعوقوا المؤسسات الناجحة نهبوا اساطيلها وخصصوها وكانوا شركاء ,واستغلوا مواقعهم لخدمة طمعهم وجشعهم , وها نحن اليوم ندفع الثمن , وتعاني عدن . عدن خلقها الرحمن موقع استراتيجي هام ومدينة كونية , نهضتها انفتاحها وتنوعها السكاني وحركة تجارتها الحرة , عدن موقع للتنافس الحر للتجارة , ان اغلقت واحتكرت , ضاقت بها الحياة واستغلها الجشع والطمع ,تحررها ان تحررت من الاحتكار , وفتحت ذراعيها لكل التجار , وتنافس فيها الشرفاء والاخيار ,ستنهض حينها عدن , فيها خير يكفي المنطقة والجميع ,تحتاج لعقول متفتحة ونفوس طاهرة وضمائر حية ,حينها لن تعاني عدن كما يعاني ابنائها اليوم . اسف ان تتحول مؤسسات عريقة بعراقة عدن لوسيط بين محتكر للسوق والمستهلك (كالذي يدور اليوم من ازمة مشتقات نفطية عكست نفسها على توليد الطاقة ) , لأداة بيد الاحتكار لتعاني عدن , هناك شركات قادرة ان توفر المشتقات والطاقة بتكلفة اقل واسرع ,اين التغيير الموعود , والتحول المنشود ,اين ونحن لازلنا تحت رحمة عفن الماضي واحتكاراته , لازال التزاوج بين السلطة والتجارة يعكر حياتنا , لازال النفوذ مسيطر على مقدرات البلد . ما ألذي يمنع ان تتاح مساحة امانة ونزيهة للتنافس وفق قانون الاستثمار , يتنافس المتنافسون لما يخدم الوطن والسوق والمواطن , اعتقد لو اتيح للمستثمرين عرب ويمنيين لتغيرت حياتنا وتجاوزنا معاناتنا , هناك شركات قادرة على تصنع واقع جميل وسوق استثمارية رائعة ,سوق حرة , وتجارة نشطة يمنع فيها الاحتكار والتزاوج بالسلطة حرام ,كل هذا لا يحتاج لأجواء مشحونة بالكراهية والحقد والضغائن , لا يحتاج لانغلاق سياسي وفكري وثقافي , لا يحتاج لمناطقية التعيين والتوظيف والمحسوبية , يحتاج لتكنقراط , يحتاج لكوادر مؤهلة و وضمائر حية وعقول متفتحة . المطار محتكر من ثلاثة عقود من شركة اليمنية وما ادراك ما فساد اليمنية والايادي العابثة فيها , تذاكر السفر بأسعار جنونية وخدمة هابطة , لماذا لا تعطى فرصة للشركات الاخرى العربية والاجنبية والاستثمارية لتنافس , لصالح عدن والسياحة والتجارة والاقتصاد , كم سيرفد هذا المطار لميزانية الدولة وعدن . الميناء معانته اشد , الاحتكارات فيه العن , ممنوع الاقتراب منه , صار طارد للمستثمرين ومحتكر لنوع معين منهم , بحجة السياسة اللعينة والمناطقية المقيتة , انه في وضع لا يحسد علية , متى سيتحرر الميناء ونجدة منطقة حرة حقيقة لا وهم ,وهناك كوادر مهمشة ومرمية وقادرة ان تنهض بعدن . لن تستعيد عدن روحها وهي مكبلة باحتكارات تعبث بها وتستثمر معاناة ابنائها وتهدم ما تبقى من مؤسساتها , انها فخاخ الماضي , اليوم تتحرك لحماية كيانها العفن الرسمال المنهوب والسطو الذي تم ما بعد حرب 1994م والخوف من ملفاته لتفتح وتتضح الحقائق ويطولهم العقاب والحساب , صبرا يا ابناء عدن انه نفسهم الاخير ,صبركم وتأزركم وتكاثفكم مصدر قوتكم , صوتكم يجب يرتفع ضد كل فاسد وكل ماحق ومتامر ودساس , ارفضوا العفن حيثما كان الكراهية والمناطقية والطائفية , كانوا كأسلافكم متحابين مسالمين ومحبين غير كارهين ولا ناقمين ولا غافلين , ستأمن عدن وستنهض برجالها وابنائها يحفظك المولى يا عدن من كل فاسد وحاقد وكاره . احمد ناصر حميدان