آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:28 م

كتابات واقلام


بعد نضال طويل سلطان الجنوب العربي الى جنة الفردوس.

الإثنين - 21 نوفمبر 2016 - الساعة 08:45 م

علي محمد السليماني
بقلم: علي محمد السليماني - ارشيف الكاتب


سلطان الجنوب العربي لم يكن السلطان علي عبدالكريم فضل العبدلي رجلا عاديا او أميرا مثل بقية الامراء مكتفيا باللهو في العيش الرغيد وهو الامير الذي يتحدر من اعرق اسر سلاطين سلطنات الجنوب العربي واكثرها اهمية وحضورا لكنه كان اميرا رائعا ووطنيا واعيا تخرج من كلية فكتوريا . وعاد الى سلطنة لحج اكثر سلطنات الجنوب العربي مدنيه وثقافة وتنظيما وعيشا رغيدا.. عاد ووجد عدن ولحج تعيش ارهاصات وايقاعات الوعي الوطني التحرري وكان يستقبل زعماء الرابطة المؤسسين في قصر الشكر بكريتر ليتناقشوا ويتحاوروا وفي نهاية المطاف تنبثق الحركة الوطنية الرائدة والواعية رابطة الجنوب العربي بزعامة زعيم الجنوب العربي الكبير ورائد التنوير والتحديث في الجزيرة العرببة والخليج العربي ورائد وحدة وتحرير واستقلال الجنوب العربي وزمﻻؤه الاخيار.. عاد الامير الشاب الى سلطنة لحج الخضيرة بعد اعتلال صحة سلطانها عبدالكريم فضل العبدلي والده الذي لم يلبث حتى اختاره الله الى جواره ليعتلي عرش سلطنة لحج الابن الاكبر فضل عبدالكريم العبدلي والذي شهدت في عهده السلطنة بعض اﻻضطراب مما دفع بمجلس الاسرة وبريطانيا الى استبعاد فضل وتنصيب سلطانا بدلا عنه' شقيقه علي المثقف المدرك لمتطلبات الحكم والسياسة ودور وموقع سلطنة لحج في صراعات المنطقة .. لقد ادخل الكثير من اﻻصلاحات في سلطنة لحج في مجال الزراعة واصدار قانون جديد لﻻيجار الزراعي وعمل دستور واختيار مجلس للحكم و تطوير مجلس القضاء كما اقترحه رفيق دربه وصديقه رئيس المجلس' الزعيم الوطني السيد محمد علي الجفري' رئيس الرابطة .. كما ادخل تحسينات على قطاع التعليم وارسال البعثات اللحجية لتلقي التعليم العالي في الخارج.. وساهم في تاسيس محلج القطن بالكود مع سلطنة الفضلي وكان يهدف من التوسع في التحديث اقناع بريطانيا بجدارة الوطنيين حكم بلادهم دونما حاجة لبقاء بريطانيا في الجنوب العربي.. وارتبط السلطان علي عبدالكريم فضل العبدلي رحمه الله بعلاقات اخوة وصداقة مع مختلف سلاطين الجنوب العربي منهم السلطان القعيطي والسلطان الكثيري والسلطان الواحدي من المحمية الشرقية في شرق الجنوب العربي كما ارتبط بصداقات مع سلاطين العواذل والفضلي والعوالق واليافعي - والعبادل من يافع- ومع امراء الضالع. الى درجة ان بريطانيا اوجست منه خيفة ومن زميله في النضال الوطني السيد محمد علي الجفري وزملائهم..فارادت بريطانيا اعتقال زعيم الجنوب العربي الذي اصطدمت سياساته الوطنيه ودعوته ﻻستقلال الجنوب العربي ووحدته بالسياسة البريطانيه التي كانت مضطربه في الجنوب العربي بعد حرب السويس عام 1956 اشد مايكون الاضطراب فارسلت قواتها عام 1958 ﻻعتقال الزعيم الوطني السيد محمد علي الجفري دون اشعار سلطنة لحج لكونه احد مواطنيها وبطريقة مخالفة لمعاهدة الصداقة بين بريطانيا وسلطنة لحج ' واحتج السلطان علي عبدالكريم على هذا التصرف فغادر الى لندن عند من بيدهم القرار هناك في وزارة المستعمرات البريطانيه لكن لم يجد الانصاف بمايضمن كرامة سلطنة لحج ويحقق السيادة لسلطنات الجنوب العربي في وطن اتحادي مستقل' وعاد الى مصر حيث استقبله الرئيس جمال عبدالناصر لبنضم الى زمﻻء دربه السيد محمد علي الجفري رئيس رابطة الجنوب العربي والاستاذ شيخان عبدالله الحبشي امين عام الرابطة والشيخ محمد ابوبكر بن فربد نائب مشيخة العوالق العليا وظل في منفاه حتى عام 1996م وعاد الى لحج وكانت جموع شعب لحج اصطغت له بالترحيب واﻻهازيج والقى كلمة في تلك الجموع اجهش فيها بالبكاء متاثرا بما وصلت اليه لحج من حالة سيئة وماوصل اليه الجنوب العربي من مصير مؤلم .. وعاد الى جده مقر اقامته حتى اختاره الله الى جواره ليلتحق بزملاء دربه في جنة الفردوس الاعلى بإذنه تعالى.. رحمهم الله جميعا. علي محمد السليماني.. 20 نوفمبر 2016*