آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

كتابات واقلام


في الفيسبوك الصداقة أكثر رحابة؟!

الجمعة - 02 ديسمبر 2016 - الساعة 11:21 م

د.يوسف سعيد
بقلم: د.يوسف سعيد - ارشيف الكاتب


أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي وفي المقدمة منها الفيسبوك مجالا رحبا للصداقة والتفاهم والتقارب بين البشر أينما وحيثما كانوا وهي بطبيعة الحال صداقة افتراضية لأنها تتم عبر فضاء افتراضي غير حقيقي لكنها تبقى وسيلة اتصال هامة للتعبير عن الانطباعات والانفتاح مع الآخر بغض النظر عن اختلاف العرق والجنس والدين وهي الى جانب ذلك اداة ثقافية عابرة للحدود تتيح للراقين الترقي وللهابطين الهبوط، ولمن يفتقد المعلومة الحصول عليها. عدا انها وسيلة تواصل اجتماعي مناسبة لعرض الأفكار والتفاهم بين الناس، وبما تتيحة من فرص للترويج للقيم الإنسانية الجميلة التي يشترك فيها جميع البشر، " بقدر ماتتيح أيضا نفس المستوى لانتشار الأفكار والقيم الهابطة". وهنا على مستخدم هذه الأداة التمييز بين الجميل والرائع والقبيح والهابط. يزداد القبح في المجتمعات المتخلفة ؟ التي تعيش اوضاع ماقبل الدولة او تلك تشهد انقسامات وتشضي وتعاني من ويلات الصراع، وتتراجع فيها الانشطة الاقتصادية والتي تترافق مع ارتفاع معدلات الفقر، والبطالة مصحوبا بمستوى عالي للفساد، في هذه المجتمعات تحديدا يزداد التعصب المناطقي و العرقي والاثني والديني ويرتفع منسوب الكراهية، وهنا تتراجع القيم الأخلاقية والدينية والانسانية النبيلة التي تجمع الناس بما في ذلك" قيم الصداقة الحقيقية، والأخوة، والمحبة وحتى ذكريات الزمالة الجميلة التي لاتنسى" لتحل محلها "قيم التعصب الذيقة القبيلة والطائفية و المناطقية والجهوية والحزبية بالتوازي مع رواج سلوكيات ك المحاباة والمجاملة و الانتهازية ". وفي مجتمع كهذا يتراجع الطلب على الكفاءات الوطنية في تبوأ المواقع التي تستحقها لأن المفاضلة في الادارة وفي شغل الوظيفة العامة لم تعد تعتمد على القدرة و الكفاءة والموهبة وإنما على الانتماء للمنطقة والجهة والحزب. في مثل هذه المجتمعات تزداد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي لرحابتها وتنوعها ورقيها. د. يوسف سعيد احمد