آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


من الذي يعد السيناريو لمستقبل الجنوب القادم ؟

الأحد - 04 ديسمبر 2016 - الساعة 11:44 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


منذ خروج المتقاعدون العسكريون ضد حكم عفاش في ٧ / ٧ /٢٠٠٧ م بسب سياسة التمييز الجهوي ضد الجنوب وتنفيذ سياسة الانتقام البطيئة والتي تمثلت باقصائهم من الساحات العسكرية والامنية والمدنية وتفريغ اجهزة الدولة المختطفة بقوة ٧/ ٧/ ١٩٩٤م من كل المظاهر الجنوبية منذ تلك الفترة و انغرست في نفوس الجنوبيين بداية لكراهية الرغبة بالاستمرار مع الجمهورية اليمنية وبدأت تظهر تدريجيا رغبة ملحة بفك الارتباط عن الشمال لم يكن البعض يدرك مدى حقيقة تلك الرغبة واتساع دائرتها فعمت ارض الجنوب من المهرة حتى باب المندب وفي كل شارع خرجت المسيرات المطالبة بفك الارتباط وصار العلم الجنوبي يتم رفعه بالقوة ويسقط تحته شهداء وجرحى حينها ادركت قيادة ٧ / ٧ خطورة الحراك الجنوبي فاتخذت بعد استخدام اساليب القمع الفاشلة اتخذت من الحرب المفتوحة حلا للتصدي له ولكن بمسمى وصياغة من نوع جديد أخذ طابعا (( حوثي عفاشي انقلابي )) حسب زعمهم فانكشفت مخططاتهم الاجرامية في عدن فلم يكنهناك مبررا لاقتحامها الا اذا كانت هذه هي الغاية من اشعال الحر ب. فجاء الرد هذه المرة جنوبيا خالصا حيث خرج ابناء عدن بكل الوان الطيف الجنوبي وفي مقدمتهم من كانوا في ساحة الاعتصام انتقلوا تلقائيا من الاعتصام السلمي الى الالتحام الحربي وسجلوا جميعهم ملحمة التحرير الاسطورية بمساندة تاريخية من الاخوة الاشقاء في الجوار والذين لبوا نداء الاخوة فاختلطت دماءهم الزكية بدماء أبناء الجنوب في طريق المصير المشترك لمواجهة المشروع الصفوي الايراني الذي يحاول الهيمنة على المنطقة وبسط نفوذه على الممرات الدولية هرمز + باب المندب فكانت الحرب العدوانية اليمنية ضد الجنوب بوابة ذلك المشروع.. ولولا الصمود الاسطوري لابناء عدن في وجهه الطائفي المقيت لكانت عدن البوابة الجنوبية للبحر الاحمر بيد ايران الى جانب البابالشرقي مضيق هرمز فانتصرت الارادة الجنوبيةوتم دحر حجافل المغول الحوثية العفاشية من شوارع عدن وتم تصفيتها وكنسها من مخلفات الحرب القذرة وبرزت للعالم ارادة مجتمعية جنوبية قوية ومتماسكة التحم فيها الحراك الجنوبي بالمقاومة الشعبية الجنوبية المنشأ فكانت فرصة سانحة للم الشمل وتثبيت الصفوف المرصوصة كتفا بكتف ولازالت الدماء حارة تنبض بالحب للتضحية والفداء من اجل الجنوب في ذلك الوقت خرج السيناريو المعد سلفا ليفرض نفسه على الارادة المجتمعية للجنوب فاتيحت بذلك الفرص للمتربصين كي يخرجوا من جحورهم ويرصوا صفوفهم وينفذوا بكل اريحية مشاريعهم الهدامة والانتقاميةمستفيذين من استراحة المقاتل وانشغاله باحتفالات النصر ومداواة الجرحى. فسقط القرار الجنوبي من يد الجنوبيين المنتصرين ليتراجعوا بعد ذلك خطوات الى الخلف في كل يوم يسقط امامهم قائد استعصى ايام الحرب استهدافه فطعن بظهره بين اهله واحبابه وهم يحتفلون معه بالنصر . ان سقوط القرار الجنوبي من يد الجنوبيين افقدهم لذة الشعور بنشوة الانتصار وحل محلها الاسترخاء الضار والذي يجعل ابناء الجنوب يدققون في تفاصيل الامور وينشغلون بالتكتيكات والاستراتيجيات والبحث عن المجهول والمفقود وانتظار المنتظر فتأخروا كثيرا عن ترتيب البيت الجنوبي حتى وصلوا الى الوقت الذي غربت فيه الشمس وغرقوا في ظلام المشاريع والتوجهات. والاجندات والارتباطات الداخلية والخارجية للسيناريو المعد سلفا وللاسف لازال الجنوبيون وهم يحتفلون بالاعياد الوطنية في كل مناسبة متناسين المناسبة الام الغالية التي ضحى من اجلها الشهيد بدمه والجريح بالمه والاسيربحلمه والجنوب بمستقبله مناسبة المناسبات وهي اعلان الاستقلال بعد تحقيق الانتصار وتحرير الارض.. .... فكما يقول الشاعر اذا كنت ذو راي فكن ذو عزيمة فان فساد الرأي في ان تترددا وليعلم الجميع من ابناء الجنوب ان المراجعة للمواقف ليست عيبا ولا خيانة. ولكن العيب كل العيب هو ان تترك خيار الشعب وتضحياته ثم لا تختار شيئا فتترك الاختيار تحت رحمة الانتظار لصناع القرار ولاتدري ماذا اعد المخرج وكاتب. السيناريو من نهاية للمشهدالجنوبي المؤلم غيرالانتظار ثم الانتظار ثم الانتظار ولن يتحقق في الشمال اي انتصار .