آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


على خلفية كارثة الصولبان

الأحد - 11 ديسمبر 2016 - الساعة 01:19 م

اديب السيد
بقلم: اديب السيد - ارشيف الكاتب


ندرك انه طالما والجنوب سائرا نحو استكمال استقلال دولته، فسيعاني وسيتعرض لضربات، وسيقدم ثمن اكثر مما قدمه. وكلما اصر الجنوبيون على تحقيق هدفهم كاملا، كلما تعرض لضربات، لكن على الجميع ان يدركوا انه لا تراجع عن الاستقلال الكامل لو تنطبق السماء بالارض. سيتعرض الجنوب لكثير من الصدمات، طالما، وهناك من يتعامل مع الاوضاع بعبثية، وطالما لم يعطى زمام القيادة لقيادات امينة. يعاني الجنوب، من الشرعية، التي تتعامل مع الامور بسذاجة، وتستحوذ على قراره وتسيير شؤونه الامنية والادارية والاقتصادية والسياسية، ويعاني من تداخل الاختصاصات والمهام، ومن وجود متنكرين بوجوه واقنعة ويضمرون الشر والخبث، الى جانب عدو ظاهر. لم تسر الامور بوضوح، في الجنوب منذ البداية، اي منذ التحرير، ظل كل شيء مفككا، بنيويا وامنيا، نتيجة لحسابات غامضة، هي خاطئة بالتاكيد، ولن تكون الا اهدارا للوقت والمال. الجنوب يا تحالف عربي، يا جنوبيين، يا شرعية هادي، يا شعب الجنوب، يحتاج للاهتمام، والبناء الصحيح، بعيدا عن حسابات، المحاصصة، او الاستئثار، التي يذهب ضحيتها الابرياء بطريقة او باخرى. اهمال الجنوب بهذا الشكل الذي ترك ثغرة جديدة، للعب بارواح الابرياء، هو دليل على ان عدم المسؤولية اخلاقيا ووطنيا هي سيدة الموقف، اهمال متعمد، هو ما جرى ويجري وهذا واضح جدا ويفهمه الصغير قبل الكبير، وما حدث من تفجير الصولبان، وعشوائية التجمع للجنود، ناتج عن حاجة اضطرت الجنود للتجمع، لاستلام مرتباتهم واعالة اسرهم، بعد ان انهكتهم ازمة الرواتب وانقطاعها، كونها مصدرهم الوحيد لاعالة اسرهم، والقصور الواضح في تامينهم وحمايتهم، كان ثغرة واضحة وسالكة لحدوث ما حدث. قد يتكرر المشهد، وقد تراق دماء اكثر كارثية، جراء الاستهتار، بحياة الناس، ومصالحهم وحقوقهم في الجنوب. يجب ان تعي الشرعية، انه ما من طريق امامها، الا تسليم زمام الامور لايادي جنوبية قادرة على العمل والعطاء، وليس ايادي مرتشعة، مهزوزة، ترتبط بشكل او باخر بنظام عفاش الفرد وعفاش المنظومة. ما حدث من تفجير استهدف جنود في الصولبان، هو كارثة، والطامة انها تكررت عدة مرات، بنفس الاسلوب والطريقة، وهي تستدعي اوضع النقاط على الحروف، وهو القيام بالاتي: - اجراء تغييرات في هرم وزارة الداخلية، بكوادر جنوبية جديدة، طالما وهي باقية في الجنوب ومحتمية به . - اعادة ترتيب الوحدات العسكرية داخل معسكرات الجنوب، واعاد تفعيل كل الاجهزة الاستخابراتية بشكل جديد ومتقن، واستيعاب كل الشباب الراغبين في الالتحاق، - اعادة هيكلة وزارة المالية، بحيث يتم توفير رواتب الموظفين باي شكل او طريقة كانت. - على التحالف العربي ان يدرك، ان الجنوب لا يمكن ان يستقر طالما وهناك تداخل اختصاصات، وطالما هناك جهات تعمل من داخل الشرعية لضرب انجازات الجنوب، الى جانب ما يفعله عفاش والحوثيين، انتقاما من الجنوب. - يجب ان يكون وضع الجنوب، تحت المجهر، وان يكون اولوية لدى التحالف، قبل تحرير صنعاء او تعز، لان صنعاء او تعز لن تتحرر طالما ومحافظات الجنوب تعيش عبثا وتدهورا، وانقطاع اهم مصدر لدى الناس يعيلون منه اطفالهم. - الجنوب يجب ان يستقر، ويجب ان يتم التعامل معاه بوضوح، اذا اراد التحالف العربي ان ينتصر شمالا. - ان تلبية احتياجات الجنوب العاجلة، ومعالجة مشاكله والاختلالات الجارية، هو اساس في معادلة الحرب والنصر، وتطورات الاحداث وانسحاباتها على بعضها. - ترك الجنوب مهملا، وتحت قرار حكومة فاشلة، يشكل خطورة بالغة على مسار النصر الذي تحقق ودفعت من اجله التضحيات الجسيمة. - يجب مراجعة حسابات ما يجري، والتركيز على معالجة جرح الجنوب الذي لا يزال مفتوحا، كي يتم السير في الاتجاه الصحيح. ختاما.. يجب ان يدرك قيادات الثورة الجنوبية، والمقاومة الجنوبية، ان الوضع لا يحتاج لمزيد من التساهل، او المحاباة او الصمت، بل يجب وضع حد لهذه الكوارث التي تجعل من الجنوب، مهزوما رغما النصر، ومأزوما رغم تخلصه من قوة الاحتلال العسكري.. ويجب على قيادات الجنوب داخليا وخارجيا، ان تتحرك لفعل شيء ما، امام ما يجري، والا انهم يهدرون كل نضالهم وينكفئون على انفسهم، في اللحظة الحاسمة والوقت الفاصل بين مرحلتين.. يجب ان تتوقف المهازل التي تجري بالجنوب، وان يتحدث اولئك القادة بكل قوة وثبات، بدلا من الصمت والمحاباة، وفوبيا الحسابات التي تعتقدونها خطرة، او انه اللحظة غير مناسبة لها.. الجنوب يحتاجكم اليوم، فلا تخذلوه، وان لم تفعلوا شيئا لاجله اليوم، فلن يحتاجكم غدا. اديب_السيد