آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


سنين التيه

السبت - 07 يناير 2017 - الساعة 08:43 م

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي - ارشيف الكاتب


من ينظر إلى حالنا في الجنوب يتفكر عن التيه الذي نعيشه . لم تستطع سفينتنا أن ترسي على رصيف الميناء برغم أن الأجواء صافية والموج هادئ بعد سنوات من ثورة البحر الهائج . نحن في بحر لجي نبحث في ظلماته عن البوصلة . مع أن ظلام الليل دامس والسماء قد خلت من السحب ونجم الهداية يتلألأ في بروج السماء . إلا أننا مصرين أن نبحث عن البوصلة في لجة ظلمات البحر . النجم يرشدنا والدفة بأيدينا . لكن القرصان المتنكر في ثياب الربان مصر على البحث عن بوصلة . لا أعجب من إصرار القرصان الأعور ولكن حار عجبي من الذي يمضون خلف بحث القرصان يبحثون وقد بانت السلسلة الفضية الصغيرة التي علقت بها البوصلة في جيب القرصان . أنه التيه الذي أفقدنا حواسنا وعميت فيه بصائرنا بل هو الكبر والعناد أن نتخذ النجم دليل ومرشد . لم نصحو من هول الأمواج ولم تعلمنا العواصف وصفير الرياح في هزيم الليل وقصف الرعود وتعرق البرق في صفحة السماء . أن القشة التي نستهين بها قد تكون لنا منقذة إذا تصدعت الواح السفينة وتهاوت دسرها وسارية الشراع . أنقذنا من أنقذ يونس عليه السلام من بطن الحوت وقذف به إلى البر ودثره بورق اليقطين . ألم تكن حالتنا الحرجة التي مرينا بها أشبه بحال يونس عليه السلام وهو يسبح لله في بطن الحوت ؟! . ألم تعد لنا الأرض وقد خلت لنا سيادتها لا منازع ولا شريك لنا عليها ؟!. لما نصر على أن نبقى في سنوات التيه ونتخذ من عجل السامري آله ؟!. وقد نورت قلوبنا وعقولنا بنور حب الوطن وأجتمع الكل على الهدف الممتد من المهرة إلى باب المندب . ماذا ننتظر لكي نمد أيادينا لعمار الديار ونشر الأمن والأمان وقول كلمة الحق في وجه كل مخرب من أبناء جلدتنا ؟ هل ننتظر القرصان وبوصلته أم نهتدي بمن جعله الله لنا في السماء هاديا في ظلمات البر والبحر ؟ هل نظل في عنادنا أننا لن نعمل ولن نعمر ولن نغير من ثقافتنا حتى تأتينا الدول والأمم المتحدة بالإعتراف بدولتنا ؟ هل ستظل ثقافة أننا محتلين مرسخة في العقول حتى وأن دخلنا بقوتنا صنعاء وسلمت لنا مفاتيحها ومقاليد الحكم ؟ حب الوطن العمل . أعمل يا أبن الجنوب ورسخ في عقلك وقلبك وكل جوارحك أن وطنك أعيد إليك ودولتك قائمة فليس عيب أن تتخيل ذلك وتوقره في يقين نفسك . أنفض من عقلك وفكرك وقلبك أفكار القرصان وأقواله وأنسف عجل السامري لتخرج من سنوات التيه إلى يقين الحياة وارسل في البحر سلسلة مرساة السفينة على شواطئ عدن وتقدم بخطى واثقة من أجل غدا أفضل في جنوب الحب والسلام والأمن والأمان جنوب الأحرار الصادقين المخلصين أرض صدق وشعب بار .