آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 12:39 م

كتابات واقلام


عواقب الظلم وفتيل ثورة

الثلاثاء - 17 يناير 2017 - الساعة 08:04 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


إغراءات السلطة تسقط ضعفاء النفوس في ظلم وظلام , لا يصمد غير الأصيل مبدأ وقيم , يفشل في أول امتحان كل من لا يحقق العدل ويزيل الظلم من على كاهل البسطاء والمضطهدين , ظلما أعاذنا الله وإيَّاكم منه ,ما أشدَّ لوعتَه، وما أقسى مرارتَه , هو مرتع وخيم، وخُلُق ذميم، يأكُل الحسنات، ويمحَق البركات، ويجلب الويلات، ويُورث العَداوات , كل حروبنا وثوراتنا الشعبية شرارتها الأولى فتيل ظلم , لقوله تعالى (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدً ) صدق الله العظيم . (ويلك يا عمر لو أن بغلة تعثرت في العراق لسئل عنها عمر لما لم تمهد لها الطريق؟ ) مقولة لو استشعرها وطبقها كل مسئول لا نهينا الظلم من على كاهل المضطهدين , كم اليوم هي عثرات البشر , وهل مهدت طرق السعادة ليعيش الناس في سلام وأمان واطمئنان , هل رسمنا في وجوههم البهجة وراحت البال وحسن الحال والاكتفاء المعيشي وأمور الحياة العامة , وما وجدت سلطة إلا لازالت الظلم وإنصاف الناس , انه مقياس النجاح ومسار الدولة الضامنة للمواطنة العادلة , دون ذلك لا معنى له غير الفشل والعجز تتكاثر فيه المظالم والفساد والإرهاب . للمظالم صور عدة تراها بوضوح أمام مكاتب البريد , كبار السن عجزة كوادر افنوا حياتهم خداما لهذا الوطن , مظلومين و مهانين متسولين لحقوقهم ينتظرون قطرات من السيولة المالية ليستلمون رواتبهم ,لقمة عيش أسرهم , رمق الحياة و وريدها الرئيسي , في صنعاء ظلمة وطغاة منغمسين في وحل الفساد والانتهاك والنهب والسلب , يطالبون الرعية بالصمود بعنجهية لم نشهدها في تاريخ الأمة القديم والحديث , وشرعية عاجزة في إنصاف الناس وإخراجهم من دوائر الظلم وتسلط الظلمة , الناس مظلومة وتعاني من جور المظالم , أن ذهبت للتنزه في كورنيش المنصورة , ستجد جموع منتظرين في الجهة المقابلة لفلل مسئولين عن رواتبهم التي لم يستلمونها بعد لأسباب وأعذار مختلفة, ممنوع الاقتراب من أبواب تلك الفلل المحروسة بثكنات عسكرية , وهم في تجمعات غير أمنة وعرضه للإرهاب والتفجير , حالات إرهاب تكررت وهي اليوم عرض لتكرار دون اهتمام بأرواح الناس , جرائم تشجب ولا يدان فيها مجرم وتنسى مع مرور الأيام . ظلما سببه البيروقراطية الإدارية وعدم التخطيط والبرمجة الصحيحة والعمل المؤسسي الناجح , ونعتمد على تكليف أفراد وجماعات , وتجد خلفهم طابور من المظلومين والمتابعين وفاقدي الحقوق والمستحقات , لكل واحدا منهم قصة مؤلمة , وظلم وقهر , وقضاياهم مرتبطة بتعليمات فرد في ظل غياب واضح للمؤسسات والعمل المؤسسي , الخطاء المقصود أو الغير مقصود أو الهفوة ضحيته مواطن وأسرة ومعالين وما أكثر تلك التجمعات من المظلومين الباحثين عن أنصاف متسولين لحقوقهم , أليس هذا ظلما . مظلومون في عدن من احتكار استيراد المشتقات النفطية , والتزاوج بين السلطة والتجارة , امتداد لنفس الكيان العفن للماضي , ها نحن نعاني ظلما في الكهرباء والطاقة وحركة السيارات , ها نحن نعاني ظلما في ارتفاع السلع والخضروات والسمك واللحوم , وكلها لنفس السبب , احتكرونا واحتكروا حياتنا , يبثون في جسد وطننا الغالي كل السموم مناطقية وطائفية ومحسوبية وعرقية , ظلمهم فينا ليقطعون حبل الوفاق والتقارب , لنتنافر خصوما وأعداء مكونات سياسية واجتماعية , حقن من الظلم لتمزيق وحدتنا وتفريق كلمتنا وشق صفوفنا وتدمير مكتسباتنا , انه الظلم أسس كل البلية , هل يدركون نفاذ صبر المظلومين والمضطهدين , الذي سيزيح كل سلطان ظالم من عرشه وسيسوق كل ظلما لنعشه وسينزله من قمم الرفعة إلى قمقم المهانة والذلة , حينها لن ينفع مالا ولا جاه ولا سلطة سيفقر الغني ويضعف من يشعر بالقوة ,كم وكم من الويلات حصلت بسببِ البَغي والجوْر وهذه بعض آثارها في الدنيا، ولَعذاب الآخرة أشدّ وأبقى., فهل نتعظ يا أوليا الألباب . ما لم يزول الظلم من على كاهل الناس , لن يصلح حال العباد والبلاد , وللصبر حدود , وما غير الظلم يدفع الناس للثورات وما شد ثورة الجياع وبسالة الجائع عندما يدافع عن البقاء حيا يرزق خوفا من الموت المحتوم جوعا أو عطشا أو مرضا أو قهرا ..... الخ احمد ناصر حميدان