آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 03:46 م

كتابات واقلام


أبعاد وتداعيات تحرير المخا وباب المندب

الأربعاء - 25 يناير 2017 - الساعة 07:25 ص

د. محمد علي السقاف
بقلم: د. محمد علي السقاف - ارشيف الكاتب


في البدء أهنىء بحرارة الرئيس هادي وقائد الرمح الذهبي اللواء الركن هيثم قاسم طاهر على الانتصارات الرائعة التي تحققت مؤخراً بدعم من السعودية والامارات في باب المندب وفي المخا انها انتصارات جنوبية مهداة من شعب الجنوب الي شعب اليمن الشقيق بخصوص تحرير المخا ١- الأبعاد ———— ماذا يعني هذا الانتصار ؟ هذا يعني ان المقاتل الجنوبي حين يحمل السلاح يقاتل بقوة وإيمان وشراسة لاداء المهمة بتحرير المناطق التي كلف بتحريرها من قبل قيادته الجنوبية وانتصر بشجاعته وبقوة ايمانه بالله وبسلاحه وبفضل قوات التحالف. وفي نفس مطلع العام السابق من عام ٢٠١٥ استطاع ابناء عدن وبقية ابناء المحافظات الاخري تحرير عدن والجنوب من الانقلابيين الحوثوعفاشية بأسلحتهم البسيطة التي تعززت لاحقا بقدوم قوات التحالف العربي. بتحرير باب المندب والمخا يكونوا الجنوبيين قد أمنوا احد أهم الممرات الدولية للنفط والتجارة العالمية وتوجيه ضربة موجعة للحوثيين والايرانيين في نطاق تهريب السلاح والمخدرات التي لا تقتصر في تغذية الصراع في اليمن بل تذهب الي ابعد من ذلك في زعزعة امن دول القرن الافريقي والدول الخليجية المجاورة بالنسبة لتجارة المخدرات. التداعيات ——— العمل علي الغاء القرار الجمهوري رقم ٢٣ لسنة ١٩٩٨ بشأن التقسيم الاداري : منذ فترة نطالب الرئيس هادي بإلغاء ربط باب المندب بمحافظة تعز وعودة الامر الي ماكان عليه قبل عام ١٩٩٨ بريطه بمحافظة عدن فالرئيس السابق علي عبد الله صالح انتهز هزيمة الجنوب في حرب ١٩٩٤ وإبعاد الحزب الاشتراكي الممثل للجنوب حينها من الأتلاف الثلاثي لينفرد بالحكم المؤتمر والاصلاح وهما حزبان يمنيان بأمتياز ليعملا علي سحب الاوراق الاستراتيجية التي يمتلكها الجنوب بموقعه الاستثنائي بربط باب المندب بمحافظة تعز كما أسلفنا وعلي الرئيس هادي الان انتهاز هذه الفرصة الثمينة التي انتصرت المقاومة الجنوبية بتحرير المخا بان يعيد الامور الي نصابها التاريخية ورمي الكرة في ملعب صالح والانقلابيين كما عملوها معنا بعد حرب ١٩٩٤. وهي فرصة لإلغاء التقسيمات الادارية للقرار الجمهوري المذكور بعودة عدد من المديريات الشمالية الي محافظاتها الاصلية. الاستثناء الوحيد والصائب يتمثل في الحفاظ علي محافظة الضالع كمحافظة كانت سابقا مديرية جزءا من محافظة لحج وذلك باصدار قرار جمهوري جديد بأنشاء محافظة الضالع دون مديرياتها التي ضمت اليها من محافظات شمالية. في الخلاصة ———— لتعزيز هذه الانتصارات العسكرية الاخيرة مطلوب من الشرعية تعزيز جبهتها السياسية والدبلوماسية علي مستوي السياسات والافراد وقد سبق ان كتبنا مقالات كثيرة بهذا الصدد ان تحسن الوضع العسكري سيؤدي الي تحسن وضع الشرعية في التفاوض مع الانقلابيين بل ابعد من ذلك في العلاقات الدولية للشرعية وخاصة الان في مرحلة التغيرات العديدة التي ستحدثها قدوم ادارة ترامب الي الرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية وما ستحدثه من خلط الاوراق والتحالفات والمصالح التقليدية في المنطقة والعالم. وبفضل الدور الكبير للمقاومة الجنوبية في تحرير المخا وباب المندب عليها معرفة استقلال هذه الفرصة وتقديم نفسها وهي كذلك بانها تقف بوضوح منذ البداية ضد القاعدة وداعش وهما أصلا ً صناعة محلية يمنية معروف من يمولها ويحميها وبالتالي من واجب الاقليم والعالم إعادة النظر في مواقفهم ازاء القضية الجنوبية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره. وحتى يقلل من دور المقاومة الجنوبية في تحرير المخا من المؤسف ان وسائل الاعلام التابعة للشرعية ولبعض دول التحالف لا تتحدث عن تسمية المقاومة الجنوبية والمؤسف اكثر ان نائب الرئيس علي محسن الاحمر لسرقة أضواء انتصار تحرير المخا قام اليوم تحديداً بزيارة مفاجأة لمواقع الجيش في صعدة معقل الانقلابيين وفق عنوان يمن سكاي وفعلا الزيارة مطلوبة ولكن توقيتها كان من الافضل لو تم قبل ذلك المهم هذا الحدث انتصار المخا وما جري في تحرير اجزاء من صعدة كان للمقاومة الجنوبية في الحالتين دورا كبيرا وتذكيرا ان البطل هيثم قاسم الذي هزم في ١٩٩٤ هو المنتصر اليوم في المخا. بريطانيا ٢٤ يناير ٢٠١٧