آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:18 ص

كتابات واقلام


وكيل وزارة الإعلام يرتكب مقالاً في حق إذاعة عدن !

الجمعة - 03 فبراير 2017 - الساعة 12:44 ص

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


لا شيء يثير الوجع في القلب أكثر من أن ترى مسئولاً في وزارة الإعلام يكتب عن إذاعة عدن بضعة كلمات مجافية للحقيقة دون وعي أو معرفة بالتاريخ الحقيقي لهذا الصرح الإعلامي الكبير ، ذالكم هو صالح الحميدي وكيل وزارة الإعلام لقطاع الإذاعة ! الذي ذهب به خيال الفعل الثوري الأجوف في مقاله المنشور في عدن تايم نت إلى القول إن : (صوت إذاعة عدن الذي انطلق في أغسطس 1954 كواحده من اولى الاذاعات بالشرق الأوسط وكان لها دورا بارزا مبكرا في المشاركة الى جانب البندقية في تحقيق نصر اكتوبر وسبتمبر اذ كانت صوت الثورة وقلبها النابض الذي هيج الثوار وحمس الابطال بالاغنية والنشيد والفعل الثوري ) وقال متخيلاً ايضاً : (يأتي ذلك متوافقا مع قيام ثورة في الشطر الشمالي من الوطن والذي فر عديد من مثقفيه ومفكريه الى عدن ليجدوا في اذاعة عدن ملاذهم وصوتهم الذي وجهوا من خلاله رسائلهم الى الشارع في شمال الوطن حتى تحقق النصر المجيد). ما هذا التهريج يا سيادة الوكيل ؟ ألم تستنتج كيف لإذاعة عدن ـ إذاعة الجنوب العربي كما كانت تسمى ـ أن تقوم بتلك الأدوار وهي تبث برامجها وأخبارها بشكل علني من قلب مستعمرة عدن ؟ هل هذا يحتاج إلى عقل عبقري معرفته ؟! إذاعة عدن قامت بما هو أهم من النشيد والفعل الثوري لإنجاح الثورتين ، فقد أثر دورها الإعلامي والثقافي والفني تأثيراً بالغاً في حركة التنوير والبناء الحضاري للإنسان في مدينة عدن وما جاورها من مناطق ، وساهمت في تشكيل الهوية الوطنية المفتقدة اليوم ، كان ذلك على أيدي رواد الثقافة والفكر أمثال د محمد عبده غانم ولقمان ولطفي والجرادة والشيخ حاتم والبيحاني ومسواط والحصيني وحسين الصافي وغيرهم من رجال الدين والأدب والتعليم والفن والمسرح . يحز في نفسي اليوم أن يأتي مسئول تغمره نشوة المنصب يبكي موجوعاً لما آلت إليه استديوهات ومكتبة الإذاعة وهو يجهل تماماً تاريخ هذا الجهاز الإعلامي الذي تربت وترعرعت أجيال وأجيال على صوته المميز . كان المفروض الرجوع إلى تاريخ إذاعة عدن ـ قبل كتابة أي تخاريف ـ و الاستزادة من الإصدارات عن إذاعة عدن والذي كان أولها ما أصدرته الإعلامية والمذيعة فوزية عمر عام 1965م بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيس الإذاعة ، وإصدار الأستاذ حسين باسليم (نائب وزير الإعلام ) وكذا الإصدار الأخير بمناسبة الذكري الستين لتأسيس إذاعة عدن عام 2014م ، بالإضافة إلى الكثير من المقالات والأحاديث التي تعج بها المواقع الالكترونية . رحمة الله على وكلاء وزارة الإعلام احمد محمد زوقري ومنور الحازمي و د. عبدالرحمن عبدالله وعلوي السقاف وخالد محيرز الذين بدأوا حياتهم من وراء الميكرفون والكلمة وتدرجوا في السلم المهني والوظيفي حتى أصبحوا قادة محنكين ارسوا مداميك العمل الإذاعي والإعلامي الصحيح .