آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:18 ص

كتابات واقلام


تعطيل المساجد في عدن بالهدم قبل الحسم

الجمعة - 03 فبراير 2017 - الساعة 06:42 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


في عدن وعدن بالذات وفي ظاهرة هي الاغرب من نوعها في التاريخ الاسلامي تشهد عملية بناء المساجد أو اعادة البناء والترميم. مهاترات ونزاعات تصل احيانا الى الصراع بين الفئات والجماعات. واختلافات في وجهات النظر بين فريقي الحداثة والتجديد من جهة وفريق التراث والعراقة. القديمة من جهة اخرى وتتحول وجهات النظر من التحليل الى التحايل ومن التوافق الى التوقف. وتظل الدولة بمرافقها المسئولة كالاوقاف والاسكان والادارة المحلية والتي جميعها تراقب الوضع عن بعد وتتدخل احيانا كوسيط لحل النزاع بين الفريقين المختلفين.ان تسنى لها ذلك مع الرفض التام للجلوس سويا للوصول الى الحل الوسط كما هو الحال في مشروع الجامع الكبير في صنعاء الذي شهد اكبر عملية ترميم لمنشئة اثرية في تاريخ اليمن وكذلك مركز العامرية في جبلة والذي استعانت فيه وزارات الثقافة والاوقاف والسياحة والاشغال بافضل خبراء الآثار من الدول العربية والاجنبية من أجل صيانة. المركز واعادة ترميمه مع الجمع بين الحداثة والعراقة والمحافظة على التراث التاريخي للمركز. وكذلك هو الحال في جامع الجند في تعز والذي تحيطه القوانين والتقاليد بهالة من التعظيم والاهتمام للمحافظة عليه كإرث تاريخي عريق.. الا في عدن وعدن بالذات. والتي تشهد هجمات شرسة على الآثار والتراث العريق للمدينة القديمة فتم خلال الفترة السابقة محو المعالم التاريخية. وسرعان ماتبدأ تلك المشاريع بالهدم المفاجئ قبل الحسم فيقع الناس من اهل المدينة بين المطرقة والسندان المسجد تم هدمه وحاجة الناس لبنائه ضرورية فيضطر الناس الى القبول بسياسة الامر الواقع تحت مبرر الحاجة للتوسعة وزحمة المصلين فتأتي المشاريع الملونة لتغير معالم المدينة وتضفي عليها الطابع الدخيل لتختفي به اثار ومعالم المدينة ومناراتها التاريخية ولعل مسجد ابان التاريخي خير شاهد على ذلك حيث امتسحت من ذاكرة الاجيال عراقة جامع ابان وقدمه فيعتبرونه من المساجد الحديثة التي تم بناؤها مؤخرا بجهود اهل الخير. كما ان الوقفة الجادة للمحبين لجامع جوهر في كريتر حالت دون هدمه لنفس الغرض وكذا جامع العيدروس الذي حافظ عليه القائمون عليه كإرث تاريخي اسلامي. ولا ننسى مسجد الهاشمي في الشيخ عثمان الذي اختفت بمعالمه التاريخيه صورة من. صور المدينة القديمة. هذا من جانب المساجد. اضافة الى ذلك هناك العديد من المباني التاريخية نالتها معاول الهدم قبل الحسم لترتيب وضعها وايجاد الحل المناسب بين الهدم واعادة البناء او الترميم فتاتي عملية الهدم السريعة لتقضي على ذكريات المدينة وتراثها فمبنى المليشيا بالقرب من البريد العام في كريتر. ومعبد الفرس في منطقة قرب صهاريج الطويلة ومعالم وآثار عدن التاريخية تتعرض للهدم قبل الحسم لانقاش ولا دراسة ولا مقاربة ولا موازنة بين الامور فسرعان ما تنتقل القضية من الفكرة الى التنفيذ والتنفيذ يبدأ بالهدم ثم النقاش هذا فقط في عدن وعدن بالذات التي ترك الامرفيها للناشطين ولمحبي العراقة والاصالة يواجهون مخططات التغيير لمعالم المدينة في ظل غياب دور الرقابة والاشراف المباشر لجهات الاختصاص. وفي كل يوم. سيختفي معلم. من معالم المدينة لنجد انفسنا بلا تاريخ ولا آثار ولاذكريات ولا اصالة لماذا لايكون النقاش قبل الهدم وهذا جامع الخير في مدينة المعلا صار اثرا بعد عين لاصلاة ولا اذان في جامع كان مشيدا يذكر فيه اسمه تعالى وتقام فيه الصلاة في كل شبر للمصلين فيه مشهد يوم القيامة تمت عملية الهدم بنجاح ثم سيعرض الموضوع للنقاش سنة بعد سنة والمسجد مختفيه معالمه مساحة فارغة لوقوف سيارات النقل ومربض للحمير لسكان المناطق المرتفعة في محل السجود والركوع..هذا في عدن وعدن بالذات... وهذا. مسجد حامد في كريتر تتم فيه عملية الهدم بخطى ثابتة قبل النقاش. وسيعرض الموضوع للتداول ولكن بعد. اتمام عملية الهدم وازالة الانقاض واختفاء معالم المسجد بعدها سيتم النقاش حول المخطط ونوعية البناء والى معلم آخر من معالم المدينة وسيكون الامر كالمعتاد البدئ بالهدم قبل الحسم. فانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم في كل دول العالم الاسلامي انجح واسرع المشاريع انجازا هي مشاريع بناء المساجد أو اعادة ترميمها كمعلم تاريخي اسلامي الا في عدن وعدن بالذات. ..يتم الهدم قبل الحسم. . كيف..؟