آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 03:58 م

كتابات واقلام


برنامج صناعة الازمات اليمني الشهير

الأحد - 19 فبراير 2017 - الساعة 11:00 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


برنامج ادارة الازمات تستخدمه الدول التي تتعرض الى اي نوع من انواع الازمات الانسانية التي تمس حياة المجتمع الانساني نتيجة تداخل الاحداث مع بعضها والوصول الى مرحلة تتحول فيها المشكلة الى ازمة ، وحتى لاتتفاقم هذه الازمة وتتصاعد وتيرتها وتفقد الادارة هذه او تلك قدرتها على ادارة الازمة قد تتحول هذه الازمة في اي لحظة الى كارثة حينها تبقى الامور في طائلة التنبؤات والتوقعات لمصير تلك الدولة المنكوبة بتلك الازمة المتحولة الى كارثة انسانية.. . ومن تلك الازمات التي تتعرض لها المجتمعات الانسانية. . ازمة الغداء ازمة الوقود ، ازمة المياه ، ازمة السيولة النقدية ، وازمات سياسية واقتصادية واخلاقية.. فإدارة الازمات في المجتمعات الانسانية ترسم خططها وبرامجها لادارة هذه الازمة والتحكم بها تفاديا لتحولها الى كارثة.. وقد تظهر علامات غريبة في بعض السياسات للدول كما هو الحال في اليمن فخلال اكثر من ٣٠ عام تم ادارة اليمن. بسياسة صناعة الازمات بحيث تتخذ النخبة السياسية من اصحاب القرار السياسي في البلد سياسة صناعة الازمة وافتعالها أكانت الازمات من النوع السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي. فتنهج اليمن مبدأ افتعال ازمة وادارتها سواء كان في ظل الظروف الطبيعية او الغير مستقرة. فيغلب على سياسة الدولة. التعامل الدائم مع الازمات مايوحي الى ان النخب السياسية من صناع القرارتفتقد تماما الى الاخلاقيات الانسانية والوطنية والا لما ظلت اليمن قرابة ٤٠ سنة اسيرة بيد نخب حاكمة تتعامل في ادارتها للبلد بمبدأ صناعة الازمات ورهن البلد ومقدراته للمجهول وكانت نتيجة ممارسة تلك السياسات المصير المأساوي للمجتمع اليمني بحسب ترتيب الدول في العالم في المراتب الاولى بمقاييس الاسوء وفي المراتب الاخيرة بمقاييس الاحسن وتعد اليمن من الدول الاكثر فقرا والاكثر تخلفا والاكثر اساءة لحقوق الانسان والصحفيين والاطفال والمرأة والدول الاكثر انتهاكا للاعراف الدولية والاساءة للجوار. كثيرة هي التهم التي التصقت باليمن حتى صار اليمني ممنوع من دخول بعض الدول. وقد يصل الامر الى منع اليمنيين من المشاركات السياسية او الثقافية او الرياضية وقد يفرض حظر شامل على اليمنيين لاسباب كثيرة.. . بعد انتهاء الحرب العبثية الاخيرة في عدن والمدن الجنوبية والتي كان سببها افتعال مشكلة وازمة صعدة التي تفاقمت ووصلت الى مستوى خطير يهدد الامن والسلام المحلي والاقليمي والدولي. وبعد خلو عدن من كل المظاهر العسكرية الحوثية والعفاشية وآلت سياسة ما يسمى بالمناطق المحررة الى ادارة ذاتية مرتبطة بالشرعية والتحالف الا ان الظاهر للعيان. استمرار ادارة تلك المناطق بنفس المبدأ وهو صناعة الازمات وافتعال المشكلة فغرقت عدن بالذات والمدن القريبة منها في المشكلة الامنية والازمات المعيشية للمواطنين كأزمة الخدمات الاساسية الماء والكهرباء والوقود والسلع الغذائية. ويرى المتابع للاحداث وكأن الازمات تلك يتم التحكم بها وصناعتها في غرفة عمليات لها ادارة متخصصة توزع الازمات بطريقة مرتبة ومدروسة فتوزع على الناس في عدن المآسي والآلام بطريقة ممنهجة فتتحكم بنوعية الازمة ومدتها. فتظهر فجأة ازمة الخدمات ليست جمعية دفعة واحدة وانما كهرباء مرة ثم ازمة مياه وبعدها ازمة وقود واحيانا ازمة سيولة نقدية حتى طريقة صرف مرتبات الموظفين في مكاتب البريد صارت ازمة. والغريب ان كل الازمات تلك تتلاعب بها ايادي قد تكون معروفة وظاهرة بالعين المجردة الا ان المعاناة الدائمة وتطبيع الحياة العامة في عدن والمدن القريبة منها قد اصاب الناس بحالة من التبلد. والانهزامية السلبية الضارة والتي استجابت تماما لبرنامج صناعة الازمات وغرقت فيه من بعد التحرير دون مبرر وكان بامكان النخب المثقفةشرح المخطط التآمري للمجتمع بشفافية ووضع النقاط على الحروف والا لما تمكنت الحكومة اخيرا من اتخاذ القرارات الطبيعية وليست الخارقة ولا القرارت الشجاعة والجريئة اذ كان بامكانها مباشرة منذ توليها الحكم اتخاذ تلك القرارت الاقتصادية التي من شأنها مسك الخيوط الاقتصادية والتحكم بها من خلالها هي فقط كادارة للدولة بدل ماكانت ادارة للازمة. فالرئاسة والحكومة والسلطة المحلية. وباشراف التحالف العربي يتحملون جميعهم مالحق بعدن واهلها والمدن القريبة منها. مالحق بهم من اضرار نفسية واقتصادية جراء تعاملهم السلبي مع برنامج صناعة الازمات وهو جميعا يعلمون علم اليقين الادوات والوسائل المستخدمة لصناعة الازمات في عدن والمدن المحررة .. فأن عليهم تدارك الامر واعادة السيطرة على مقاليد الحكم الرشيد وادارة البلد وترك. ادارة الازمات لانه بمجرد التخلص من برنامج صناعة الازمات يتعافى المشهد والذي يرى بالعين المجردة لكل البسطاء قليلي العلم والدراية بشئون السياسة ناهيك عن النخب المثقفة والتي امتلأت بهم الاروقة والمحافل والمنصات.. كل هذا أمام ناظريهم وهم لايحزنون. فتصنع الازمات وتشكل هيئة لادارتها ثم تعلن فشلها في السيطرة عليها فتتحول الى كارثة.