آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 02:28 م

كتابات واقلام


المحرمي.. فارس اخر يدخل سجل الخالدين

الجمعة - 24 فبراير 2017 - الساعة 05:39 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


لم انل شرف التعرف المباشر على اللواء احمد سيف المحرمي نائب رئيس هيئة الاركان العامة وان كنت عرفت عنه الكثير من خلال الاصدقاء الذين يرتبطون بعلاقة بالرجل، علاقة عمل او صداقة، من خلال احاديثنا المختلفة. اخر هذه الوقائع كانت تلك التي رواها الاخ والصديق عيدروس عبدالله باحشوان رئيس تحرير صحيفة عدن تايم التي جرت احداثها في محافظة شبوة في العام 1988 حين كان الشهيد المحرمي قائدا لمحور شبوة وكان الزميل عيدروس مرافقا اعلاميا لوزير الدفاع، او ما رواه الصديق الخلوق الوزير نائف البكري، حول الاستعانة بالشهيد المحرمي في حرب الدفاع عن عدن، كان البكري حينها قائم باعمال محافظ عدن قبل ان يعين محافظا لعدن ويخلفه فارسا اخر دخل سجل الخالدين وهو الشهيد جعفر محمد سعد، محافظ عدن السابق، وقد عاصرنا تلك الايام العصيبة عن قرب. لست هنا بصدد سرد مناقب الشهيد اللواء احمد سيف المحرمي ويكفينا فخرا انه سقط شهيدا في ساحة شرف ما بعده شرف وميدان فخر يرفع الهامات، فما اود الحديث عنه هو نظرية المؤامرة. لا ننكر نظرية المؤامرة وخدع الحروب لكن لا يحق لكائن كان ان يسلب عن شهداءنا الابرار شجاعتهم واقدامهم، من اللواء علي ناصر هادي الى اللواء جعفر محمد سعد الى اللواء عمر الصبيحي وصولا الى اللواء احمد سيف المحرمي وما بينهم وما قبلهم وما بعدهم من الشهداء الابرار الذين سقوا بدمائهم الزكية تراب الوطن. لم يكن ايا من هؤلاء العظماء متخفيا لتتم الوشاية به او هاربا ليتم ادراكه بل كانوا يخوضون معارك في حرب ويدركون ان احتمال استشهادهم كاحتمال نصرهم، فقد استشهد اللواء علي ناصر هادي وهو يحمل سلاحه في مواجهات مباشرة واستشهد اللواء جعفر محمد سعد حين كان يعمل ويدرك ان عمله يجري في حقل الغام واستشهد اللواء عمر الصبيحي وهو يقود هجوما مباشرا، واستشهد اللواء احمد سيف وهو يفترش الارض ويلتحف السماء في ميدان معركة ولم يكن اي منهم حبيس جدران او متخفيا او هاربا بل كان يخوض حربا، ويسري الامر على كل شهداء الجنوب الذين لكل منهم قصة بطولة قائمة بذاتها بغض النظر عن مواقعهم في تسلسل الهرم العسكري. احبائنا الكرام.. لا تجعلوا الم الخسارة ينتقص من قيمة وعظمة شهداءنا الابرار بهوس عقدة المؤامرة التي تنم عن استكثار عليهم موقع شرف الشهادة، كأن يقول قائل ان هناك من وشى بأحداثيات موقع اللواء المحرمي وان هناك من سرب خط سير اللواء جعفر محمد سعد او خذلان الدعم الاسنادي للواء عمر الصبيحي وغيرها من الافتراضات التي تعج بها مختلف الوسائل، فهناك حيث فاضت ارواحهم الطاهرة الى باريها يقع الشرف الرفيع. تقبل الله الشهيد القائد احمد سيف المحرمي، وكل شهداءنا الابرار، في الفردوس الاعلى من الجنة.. ولا عزاء في الشهداء.