آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 07:19 م

كتابات واقلام


أحلام الشعب البائس

الخميس - 09 مارس 2017 - الساعة 11:11 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


كل ما يحدث في واقعنا اليوم , يعبر عن مدى بؤسنا , وفي كل يوم نمتهن ونتقن صناعة الأزمات , لازالت تناقضاتنا في حدتها , لازلنا ضحايا ورثة الاستبداد والإقصاء من الكيانات المتطفلة التي تتربص للفرص السانحة لتورث الماضي وتفرض كيانها بديلا سيئاً , لازال فينا المستبد والفاسد , ويمارسون هوايتهم بأريحيه دون خجل وحيا . عودنا لن يستقيم , والظلم قائم والحقوق ضائعة والفساد يلتهم خيراتنا ويعيق إصلاح أمورنا , الصورة قاتمة , الناس تبحث عن الراتب وتطلبه ممن يعيشون في بروج عالية ونعيم وبذخ , تحول العامة لجياع ومتسولين ومحتاجين مهانين مستورين يصارعون البقاء في حياة جعلوها جحيم ,والقلة القليلة لا تهتم ولا ترعى مسئوليتها أمام الله ثم الشعب , وكان ضميرها غاب , وعقلها مشغولا فيما هو أهم بالنسبة لها , كيف لهم أن ينامون , أو يمضغون أغلى أنواع القات في أجمل الدواوين وأفخم القصور , وهناك أناسا يتضورون جوعا وألما وحاجة , وحقوقهم بين أيديهم , أي عذرا ستقدمونه لهولا غير مقبول , كم أنت عظيم يا شعب صبرت عليهم .. أن وصفتهم سأجرح ذاتي فاترك وصفهم للناس . المؤلم انك تجد نفس الصورة تتكرر , مجرد ما يصل الإنسان للسلطة و يبدأ بالاستكبار واستصغار الآخرين , يبدأ بالشعور بعظمة الذات والفكر وينسى العهود والميثاق , ويريد من الكل أن يقدمون له السمع والطاعة , ويقبلون بفكره وقناعاته كبرنامج عمل لهم وحياتهم , يخلعون حقيقتهم ليكونوا جزاء منه بالترغيب أو بالعنف , ويبدأ يستغل سلطته في عقاب الأخر , إقصائه تهميشه , وبرمجة العقول لخدمته , الاستحواذ على المنابر والمدارس والإعلام ليبدأ يصنع واقعه الخاص , واقع يرفضه الأخر المصنف متهم وخائن وكافر , بمعنى أن الحرية والمواطنة في خطر وبالتالي العدالة والمساواة في خطر . هل فعلا نحن في ثورة ؟, فأين إذا منظومتها الأخلاقية ؟ , وأين فكرة دولة المواطنة والمؤسسات ؟ , وأين الطموح والآمال والتطلعات ؟ , وهل كانت تلك الطبقة الرقيقة من العسل التي يختبئ تحتها المر والعلقم الذي نتجرعه اليوم . كلما نرى الممارسات , والتوجهات , والواقع الذي يفرضه علينا البعض , يدمر أعمدة الدولة والقيم والمبادئ والأخلاق , نرى أمامنا ظلمة معتمة ومستقبل موحش , لماذا يصر البعض المضي بهذا المسار القاتل , يصر على الصراعات جهوية حزبية مناطقية طائفية قاتلة , ما الفرق إذا بيننا وبينهم , هذا الشعب يستحق الحياة الكريمة من يستطيع أن يهبها له فل يتفضل وعلى رأسنا ومن لا يستطيع فل يرحل قبل فوات الأوان , لصبر حدود , الضيقة وصلت للحناجر والوضع سيئ وأثقل كاهل الناس , إلى متى الصبر والخذلان والبؤس . كل هذا ولازالوا يتصارعون على رؤؤسنا , وأولادنا وقود لصراعاتهم , الموت يطاردنا في الشارع بالرصاص الراجع بالدهس من المتهورين بالإرهاب أو جوعا وعطشا ومرضا وضيقا من الكهرباء وبؤس الحياة , يتقاسمون الوظائف والمنابر مناطقيا وعقائديا , في المؤسسة صراع في المسجد مشاجرات وهكذا حياتنا تفقد الأمل والتفاؤل , ما دام هناك من يرفض أن يكون تحت سلطة الدولة , أو بالأصح يرفض فكرة الدولة , التي لا تتوافق وقيمه ومبادئه وقناعاته . هولا هم من يوجعون عدن ويعمدون لإفراغها من فسيفسائها الجميلة في التعايش وقبول الأخر , والثراء الثقافة والسلوك المتنوع لطمس الأخر من الوجود , يدفعون بالبلد للهاوية وصراعات مؤجلة متى نخلص من هذا البؤس ؟؟ .